تحت عنوان (حزب الله 2016) و (حماس) نشرت صحيفة (إسرائيل اليوم) تحقيقاً صحافياً موسعاً عن التحولات التي طرأت على البنية العسكرية ل (حزب الله) الإرهابي الفارسي و(حركة حماس في أعقاب حرب يونيو 2006 ويقدم التحقيق صورة عامة عن الجهوزية القتالية للحزب وحماس على مستوى العناصر البشرية والعتاد العسكري، وهما صورتان لـ (حزب الله) و (حماس) كما لم تعرفوهما من قبل، الحرب القادمة بين (حزب الله) و (حماس) من جهة وإسرائيل من جهةٍ أخرى ستأتي لا محالة، وعندما تأتي ستواجه إسرائيل (المنظمتين الإرهابيتين) اللتين تشكلان التهديد الأساسي على العمق الإسرائيلي، إذ أنَّ المنظمتين اللتين عرفناهما في منتصف سنوات الألفين تغيرتا إلى درجة لم نعد نعرفها: حزب الله 2013 هو منظمة أكثر استقلالية، أكثر تسلحاً وأكثر جرأة، وكذلك حماس باتت أكثر تسليحاً، وفي تقريرها تشرح صحيفة (إسرائيل اليوم) كيف استعد (حزب الله) وحليفته (حماس) للحرب القادمة، وكيف ساعدتهما سنوات الهدوء في التسلّح والتطوير وتجنيد القوات والسعي إلى إعداد المفاجآت لإسرائيل. فهناك أيضاً كما في الجيش الإسرائيلي يعرفون أن الحرب آتية لا محالة عاجلاً أو آجلاً وبحسب الصحيفة فإن أهم الموضوعات الأساسية التي ركّز عليها الحزب هو التزود الصامت بترسانة صاروخية تشمل نحو 80 ألف صاروخ تمثّل تهديداً حقيقياً ومباشراً للجبهة الداخلية الإسرائيلية. ووفق التقديرات الإسرائيلية فإن الغالبية المطلقة من هذه الصواريخ ذات مدى قصير يبلغ عشرات الكيلومترات ونحو 5000 صاروخ منها ذات مدى متوسط يبلغ 250 كلم، وهي صواريخ قادرة على الوصول إلى تل أبيب ومحيطها، إضافة إلى نحو 300 صاروخ بعيدة المدى تغطي كل الأراضي الإسرائيلية. وتنقل صحيفة (إسرائيل اليوم) عن مصادر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قولها إنه إذا كان (حزب الله) قادراً عام 2006 على إطلاق بضع مئات من الصواريخ الواحد منها برأس حربي زنته 300 كلغ على منطقة غوش دان (تل أبيب وضواحيها) فإنه اليوم بات قادراً على إطلاق كمية أكبر بعشرة أضعاف باتجاه وسط البلاد، لكن ما يقض مضاجع كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي ليس عدد الصواريخ غير المعروف بل تحسن دقتها. ففي الماضي اعتاد المسؤولون الإسرائيليون القول لفترة طويلة إن معظم الصواريخ التي يمتلكها (حزب الله) "إحصائية" أي إنها ذات دقة منخفضة جداً. لكن في السنوات الأخيرة تلقت المنظمة صواريخ دقيقة مثل M 600 المصنعة في روسيا كذلك يمتلك الحزب - كما تنقل الصحيفة عن مصادر أجنبية - عدداً محدوداً من صواريخ سكود D التي تُعَدّ دقيقة نسبياً". وتوضح الصحيفة الخطورة التي تشكلها دقة الصواريخ بالنسبة إلى إسرائيل؛ إذ يمكنها أن تسمح لمنظمة الدجال حسن نصر الشيطان بأن تستهدف بفعالية بنى تحتية قومية وعسكرية من بينها المطارات ومنشآت التجنيد ومراكز القيادة والسيطرة التابعة للجيش. والتقدير السائد في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هو أنه إذا لم يحصل تغيير في أسلوب العمل ولم تنفذ عمليات وقائية فعالة فإن الحزب وحماس سينجحان في السنوات الخمس القادمة في تحقيق نياتهما بالتزود بمئات الصواريخ الدقيقة. وتنقل الصحيفة - عن مصدر عسكري رفيع - قوله إنه إذا كان لدى حزب الله وحماس عشرات آلاف الصواريخ غير الدقيقة فهذا ليس أمراً فظيعاً لكن إن كان لديهما آلاف الصواريخ الدقيقة فهذا أمر سيء جداً". ومع ذلك يرى الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية (عاموس يادلين) أنه اليوم أيضاً لا ينبغي الاستهانة بالقوة النارية للمنظمتين، وتُذَكِّرُ صحيفة (إسرائيل اليوم ) بما قاله رئيس الأركان الإسرائيلي ( بيني غانتس) ضمن هذا السياق خلال الكلمة التي ألقاها أمام معهد أبحاث الأمن القومي حيث رأى أن "حزب الله وحماس هما المنظمتان المتمردتان والمنقلبتان على حكومتيهما ودولتيهما، وتمتلكان ترسانات بأحجام هائلة بل إن دولاً لا تملك ما تملكانه. وحسب الصحيفة - يسعى كل من حزب الله وحماس لزيادة تسلحهما عن طريق وضع أيديهما على منظومات أسلحة متطورة موجودة في سوريا وإيران والعراق واليمن مثل منظومات متطورة مضادة للطائرات صواريخ أرض ــ بحر حديثة وربما أيضاً أسلحة كيميائية. والتقدير السائد في إسرائيل هو أنه "حتى اليوم لا يمتلكان صواريخ بر ـــ بحر حديثة من طراز "ياخونت" الروسية الصنع برغم أن صواريخ كهذه موجودة بيد سوريا، و إذا نجحت المنظمتان في حيازة هذا النوع من الصواريخ فقد يسمح لها هذا الأمر بتهديد سفن سلاح البحرية وممتلكات إسرائيل الاستراتيجية في البحر بشكل كبير. كذلك لا تزال التقديرات الإسرائيلية ترى أنه "لا يوجد بعد لدى حزب الله وحماس منظومات مضادة للطائرات متطورة من نوع SA-17 التي قد تهدد حرية عمل سلاح الجو". وفي هذا الإطار، تذكر الصحيفة أن "القافلة التي كانت تنقل هذه الصواريخ إلى جنوب لبنان استهدفتها إسرائيل في سوريا في شهر يناير وفق مصادر أجنبية . وعلى مستوى العناصر البشرية يكشف التقرير الصحافي الإسرائيلي أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن عدد أعضاء الحزب وميليشيلته اليوم يتراوح بين 40 و65 ألفاً. ويوضح (الدكتور شمعون شابيرا) أن مقاتلي الحزب مقسمون إلى مجالات متعددة ولديهم كل شيء تقريباً من مجموعات المضاد للطائرات حتى قوة غواصين متخصصين، وقوة جوية، وقدرات مراقبة وقدرات استخبارية. في جهاز الاستخبارات لديهم يتعلمون العبرية وهم يستخدمون أجهزة تنصت متطورة تأتيهم من إيران وكان يمكن إدراك ذلك من خلال العتاد الذي استولى عليه الجيش الإسرائيلي في حرب لبنان الثانية. القوة النظامية للمنظمة تقضي وقتها في تدريبات وفي نشاط إرهابي وفي الآونة الأخيرة في سوريا والعراق وعندما لا يكونون في سوريا فإنهم يخضعون لتدريبات وعمليات المراقبة. وإلى القوة المقاتلة، ويوجد لدى حزب الله أيضاً آلاف المدنيين الذي يخدمون بصفتهم قوات احتياط وعلى صعيد الانتشار، يُعد التمركز في قرى جنوب لبنان جزءً لا يتجزأ من الجهد الدفاعي الثابت للمنظمة حيث في كل قرية بضع مئات من الناشطين، يصل عددهم إلى 200 وظيفتهم الأساسية هي الدفاع البري بواسطة قذائف الهاون، وصواريخ قصيرة المدى وصواريخ مضادة للدروع. ووظيفة هذه القوات ستكون بالأساس القتال الشرس مقابل قوات سلاح المشاة والمدرعات للجيش الإسرائيلي. وفضلاً عن الجهد الدفاعي يركّز حزب الله في المواجهة القادمة أيضاً على محاولة خلق وعي هجومي، سواء بواسطة إطلاق طائرات غير مأهولة، حيث حاول فعل ذلك أو بواسطة استهداف طائرة أو سفينة إسرائيلية أو بواسطة عمليات داخل الأراضي الإسرائيلية. وفي المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يقدّرون أنه بعكس مواجهات الماضي، التي دار فيها قتال في الأراضي اللبنانية بالأساس ستحاول المنظمة نقل جزء من القتال إلى الأراضي الإسرائيلية عبر إدخال "خلية قتل" أو حتى احتلال مستوطنة إسرائيلية صغيرة لفترة زمنية معينة ويضيف إالتقرير أنه في إطار الجهود الهجومية، لم يتخلّ حزب الله عن رغبته بمفاجأة إسرائيل على سبيل المثال من خلال إطلاق طائرات من دون طيار محملة بمواد متفجرة باتجاه العمق الإسرائيلي. وفي حوزة الحزب العشرات من هذه الطائرات، من بينها طائرات كبيرة ومتطورة نسبياً، من صناعة إيران، وصغيرة جداً تجريبية وطائرات نموذجية من الصعب جداً أن تكتشفها رادارات سلاح الجو. وفي إسرائيل بحسب التقرير يتحدثون كثيراً عن الوعي في المعركة القادمة، ليس فقط الإنجازات بل أيضاً كيف ستبدو الأمور. كذلك في حزب الله يدركون أن للحرب في العصر الرقمي طابعاً مختلفاً ليس فقط حرب عصابات قياسية، بل أيضاً معركة على الصورة، لكن بانتظار الحرب وبرغم إشارات كثيرة على ازدياد مستوى الجرأة لدى حزب الله للتحرش بإسرائيل إلا أن التقديرات الإسرائيلية ترى أنه لا يزال "يحاول السير بين النقاط وتنفيذ عمليات لا تستدعي، حسب تقديره، رداً إسرائيلياً في لبنان ـــ مثلاً عمليات ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في الخارج". والمسؤول عن هذه العمليات هي وحدة العمليات الخارجية التي تبذل جهوداً جبارة في هذا الموضوع، والتقدير هو أن رغم الغارات الأخيرة في سوريا التي نُسبت إلى إسرائيل، ستزداد استماتة المنظمة للعمل في هذا المسار وهذه العمليات، مثل كل عمليات المنظمة، الموجهة والممولة من قبل إيران. وفي إسرائيل إعتاد الكل القول إن حزب الله هو فرقة فارسية إيرانية على أرض لبنان والتقدير هو أن إيران تنقل سنوياً إلى المنظمة نحو ملياري دولار لتمويل النشاطات العسكرية الإرهابية . عبدالله الهدلق
مشاركة :