أصحاب الثروات يفضلون الاحتفاظ بأصولهم في بلدانهم والتنويع خارجياً

  • 11/5/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حوار: عبير أبو شمالة قال صبحي طبارة الرئيس الإقليمي للخدمات المصرفية الخاصة في إتش إس بي سي، إن منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً سوقي الإمارات والسعودية، لا تزال من أهم الأسواق للخدمات المصرفية العالمية الخاصة بالنسبة للبنك. وأكد في حوار مع الخليج أن قطاع الخدمات المصرفية الخاصة لا يزال من قطاعات الأعمال الأساسية والمشجعة من حيث النمو بالنسبة للمجموعة. وتوقع أن تتصدر دولة الإمارات هذا المشهد على مدى السنوات الخمس المقبلة، حيث من المتوقع ارتفاع معدل النمو السنوي المركب في الثروات بنسبة 10.7% لتصل إلى تريليون دولار، وفقاً لتقرير مجموعة بوسطن الاستشارية للثروات العالمية لعام 2015، كما تحافظ أنماط استثمار الثروات الخاصة على التغير بشكل دائم على المستوى العالمي بغض النظر عن المنطقة. وفيما يلي نص الحوار: هل ترون توجهاً هناك من قبل العملاء الأفراد من أصحاب الثروات الكبيرة لنقل ثرواتهم إلى خارج المنطقة؟ - عملاؤنا هم من ذوي الدخل المرتفع جداً الذين يستثمرون أموالهم في المجالات والمناطق التي توفر لهم أفضل الفرص الاستثمارية. ولا زلنا نلاحظ أن العملاء من منطقة الشرق الأوسط يستثمرون أموالهم بشكل كبير في تنمية أعمالهم في المنطقة، ولكنّ لديهم توجهاً إلى زيادة التركيز على الاستثمارات العقارية في أوروبا وفرص ريادة الأعمال في آسيا. وبفضل انتشارنا الواسع على المستوى الدولي، أصبح بإمكان البنك منح العملاء إمكانية الوصول إلى هذه الفرص الاستثمارية. لطالما كانت حركة الثروات مرتبطة بالدورة الاقتصادية، أي مدفوعة بالظروف الاقتصادية وأوضاع السوق، ووفقاً لتقرير مجموعة بوسطن الاستشارية للثروات العالمية لعام 2015، فإن الكثير من الثروات الخاصة التي يتم استثمارها في الخارج يعاد استثمارها محلياً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. من المتوقع ارتفاع معدل النمو السنوي المركب بنسبة 10.7% ليصل إلى تريليون دولار، وفقاً لتقرير مجموعة بوسطن الاستشارية للثروات العالمية لعام 2015، كما تحافظ أنماط استثمار الثروات الخاصة على التغير بشكل دائم على المستوى العالمي بغض النظر عن المنطقة. وبفضل الانتشار الواسع والكبير لمجموعة إتش إس بي سي على المستوى العالمي - خصوصاً في الأسواق الناشئة - يمكننا ربط هؤلاء العملاء بمراكز الخدمات المصرفية الخاصة الدولية. ما هو سبب الاهتمام الزائد بحماية الثروات وتنويع المخاطر بين العملاء؟ - حماية الثروات، وتنويع المخاطر والتخطيط لإدارة انتقال الثروات يقع في صميم عملنا كبنك للخدمات المصرفية الخاصة، فعندما نجلس للتحاور مع العملاء، نحاول أن نفهم أهدافهم المالية، وطبيعة أعمالهم، ومدى قابليتهم لتحمل المخاطر. وعلى نحو تقليدي، فإن العملاء في منطقة الشرق الأوسط يميلون إلى تنويع ثرواتهم، ولكن هدفهم الاعتباري الأول هو استثمار أموالهم في منطقتهم، حيث قاموا بإنشاء وتنمية ثرواتهم فيها منذ البدء. ومع استمرار التباطؤ الاقتصادي، ظهر بعض التأثير في رغبة هؤلاء العملاء في الإقبال على المخاطر، وبالتالي زاد تركيزهم على حماية ثرواتهم. وهذا يعني المزيد من الطلب على منتجات الحماية والتأمين والتوجه نحو الاستثمار في الأصول ذات العائدات المرتفعة. ويميل العملاء في منطقة الشرق الأوسط بشكل تقليدي نحو الاستثمار في القطاع العقاري، ولا يزال هذا الأمر مستمراً، ولكن مع بعض التركيز على الاستثمار خارج المنطقة. ما هي البلدان الأكثر أهمية بالنسبة لأعمال الخدمات المصرفية الخاصة، وهل تعتبر مصدراً للنمو بالنسبة لكم؟ - تعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من المناطق المهمة للغاية بالنسبة لنا، وخاصة السعودية والإمارات. وتأتي المنطقة في المركز الثالث بين أهم الأسواق بالنسبة لنا بعد هونغ كونغ/الصين والمملكة المتحدة. كما نواصل الاستثمار لدعم وتعزيز قاعدة أعمالنا في دبي، حيث نخطط لزيادة حجم فريقنا في الإمارات العربية المتحدة بنحو الضعف تقريباً، حيث يضم 10 مديري علاقات مصرفية يتمتعون بالخبرة الواسعة والمعرفة الوافية بدولة الإمارات. ما هي أهم التحديات التي تواجه قطاع الخدمات المصرفية الخاصة في المنطقة؟ - التحديات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي نفس التحديات التي تواجهها أعمالنا في أماكن أخرى - إلا أن التحديات تسهم في إيجاد الفرص. وعلى الرغم من وجود جيل قوي من العملاء من أصحاب الثروات في منطقة الشرق الأوسط، فإن هناك حاجة أيضاً للتخطيط لإدارة انتقال الثروات ضمن العائلات وعبر الأجيال. معظم الشركات الكبيرة لا تزال مملوكة من قبل العائلات، وهم بحاجة لهيكل حوكمة مناسب لتسهيل نقل الثروات إلى الأجيال القادمة، وهذا يشكل تحدياً بحد ذاته، ولكنه يشكل أيضاً فرصة لتقديم عرضنا بالمشاركة - فنحن نعتبر من أكبر اللاعبين في مجال تخطيط إدارة الثروات. وماذا عن أصحاب الثروات في الإمارات؟ - أخذت أعداد أصحاب الثروات في المنطقة بالتزايد، حيث يوجد في دبي نحو 42000 من أصحاب الملايين وفقاً لتقرير الثروات العالمية الجديد لعام 2015، وأكد أن هذا يعني أنه لا يزال هناك الكثير من الفرص لبنوك الخدمات المصرفية الخاصة المحلية والدولية. زيادة الطلب على منتجات الحوكمة العائلية أكد طبارة أهمية خدمات الحوكمة العائلية، إذ تعتبر أمراً حيوياً بالنسبة للشركات العائلية في دول مجلس التعاون الخليجي عند انتقال الإدارة عبر الأجيال، مما يضمن استمرارها في النمو والتطور. وقال إن الطلب على هذا النوع من الخدمات آخذ في الازدياد. وقال، إنه في الأغلب تكون الخطوة الأولى هي تشجيع الأعضاء على التفكير بإرثهم على المدى الطويل، ليس على مدى السنوات العشر المقبلة فقط، ولكن على مدى السنوات ال 30 وحتى ال 100 القادمة. أما المرحلة التالية فهي وضع هياكل ملكية الأصول المنقولة، مثل الودائع والأصول والوسائل المالية الأخرى، وكذلك تصميم ترتيبات وبرامج الإدارة المتكاملة والداعمة. الإدارة الشاملة للمحافظ المالية قال طبارة إن قطاع أعمال الخدمات المصرفية الخاصة تحرك بالفعل بعيداً عن كونه مجرد قطاع أعمال متخصص بتوزيع الأصول فقط - وسيستمر هذا الأمر على حاله. وتوقع أن تكون أفضل بنوك الخدمات المصرفية الخاصة في المستقبل هي تلك التي يمكنها مساعدة العملاء في إدارة محافظهم الاستثمارية بشكل كامل. فبالإضافة إلى إدارة الثروات، ستتم مساعدة العملاء على تطوير أعمالهم أو زيادة قيمتها (من خلال عمليات الاستحواذ الاستراتيجية أو الاكتتاب في الصناديق الاستثمارية)، مما يساعدهم على حماية قيمة أصولهم (التخطيط لانتقال الثروات إلى الأجيال القادمة) وتوجيه العملاء نحو وضع هياكل الحوكمة المناسبة.

مشاركة :