أظهر مسح أمس أن أنشطة الشركات في منطقة اليورو الشهر الماضي لم تكن بالقوة التي بدت عليها للوهلة الأولى في إشارة جديدة إلى أن تعافي المنطقة يمضي قدماً لكنه يعاني لاكتساب الزخم. وللشهر الثاني على التوالي أبقت الشركات على الأسعار ثابتة رغم ارتفاع التكلفة بأقوى وتيرة منذ يوليو/ تموز 2015 مما يشير إلى قيود على القدرة التسعيرية للشركات وينبئ بأنه قد يتعين على البنك المركزي الأوروبي فعل المزيد من أجل رفع التضخم. وبلغت القراءة النهائية لمؤشر ماركت المجمع لمديري المشتريات في منطقة اليورو 53.3 في أكتوبر/ تشرين الأول انخفاضاً من 53.7 في القراءة الأولية، لكنه فاق مستواه في سبتمبر/ أيلول البالغ 52.6 وهو أعلى مستوى لها منذ يناير/ كانون الثاني. وظلت القراءة فوق مستوى الخمسين الذي يفصل بين النمو والانكماش منذ منتصف 2013. وقال كريس وليامسون كبير الاقتصاديين في آي.إتش.إس ماركت: النمو الأضعف من التقديرات السابقة في أكتوبر يثير شكوكاً بشأن ما إذا كانت منطقة اليورو تخرج من مرحلة النمو البطيء المسجل في معظم العام. وتابع أن: مؤشر مديري المشتريات في أكتوبر يشير إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة لا تزيد على 0.3 في المئة مما ينبئ بأن الربع الرابع قد يشهد استقرار النمو عند المستوى الذي شهدناه في الربعين الثاني والثالث رغم زيادة جهود البنك المركزي الأوروبي لتحفيز الاقتصاد. وارتفع المؤشر الفرعي لأسعار مستلزمات الإنتاج إلى 54.2 من 53.3. ورغم ارتفاع التكاليف عادت الشركات العاملة في قطاع الخدمات المهيمن على اقتصاد المنطقة إلى خفض الأسعار لتنشيط التجارة بعدما أبقت الأسعار مستقرة في الشهر الأخير. وانخفض المؤشر الفرعي لأسعار الإنتاج بالقطاع إلى 49.7 من مستواه في سبتمبر/ أيلول البالغ 50 ومن التقديرات المبدئية البالغة 50.3. وكان مسح قد أظهر نمو نشاط الشركات في منطقة اليورو خلال سبتمبر بأسرع وتيرة في أكثر من أربع سنوات الشهر الماضي، حيث سجلت إيطاليا أفضل أداء لها منذ أوائل 2011 في حين تسارع النمو في ألمانيا. وقال كريس وليامسون كبير الخبراء الاقتصاديين في مؤسسة ماركت التي تجري المسح: مؤشر مديري المشتريات يشير إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو ما يقرب من 0.4% في الربع الثالث، وهو معدل نمو قوي وإن كان غير مدهش. وأضاف: لدى واضعي السياسات مساحة محدودة للشعور بالرضا، حيث إن تباطؤ النمو في الأسواق الناشئة والتقلبات الأخيرة في أسواق المال إضافة إلى قوة اليورو قد يكون لها أثر في أداء الاقتصاد خلال الأشهر المقبلة. وتجاوزت القراءة النهائية لمؤشر ماركت المجمع لمديري المشتريات في أغسطس/ آب التوقعات السابقة البالغة 54.1، حيث ارتفع إلى 54.3 وهو أعلى مستوى له منذ مايو/ أيار 2011. كان المؤشر سجل 53.9 في يوليو/ تموز وهو فوق مستوى الخمسين الذي يشير إلى النمو منذ يوليو 2013 إلى الآن. (رويترز)
مشاركة :