الشارقة: الخليج وقَّعت الشاعرة والروائية الشيخة ميسون صقر القاسمي مساء أمس الأول في المعرض روايتها الصادرة حديثاً في فمي لؤلؤة، مقدمة التجربة الروائية الثانية في مسيرتها الإبداعية بعد سلسلة من الأعمال الشعرية، والتشكيلية، وتجارب صناعة الأفلام، ونظم المعرض ندوة حوارية استعرضت تجربة الشيخة ميسون في الرواية، أدارتها الإعلامية بروين حبيب، وشارك فيها كل من الدكتور نبيل عبد الفتاح، والدكتور شاكر عبدالحميد، والشاعر والصحفي سيد محمود. تحدثت الشيخة ميسون حول اختيارها الكتابة المساحة التي ترى منها العالم، وقالت: لا أعتقد أن الكاتب يختار الكتابة، وإنما الكتابة هي التي تختار من يمتهنها، فهي تبدأ من القراءة، ثم سرعان ما تتحول إلى حرفة ما أن يسقط القارئ في شغف الكلمة والمعنى. وكشفت عن علاقة أعمالها الإبداعية مع الأماكن التي عاشت فيها وتنتمي إليها، موضحة أنها في روايتها في فمي لؤلؤة حرصت على أن تكون وفيّة لمسقط رأسها وتاريخها الإمارات، والبلد الذي تعيش فيه وتحبه مصر، فعملت على المزج بين البلدين، وربطهما بخيط رفيع مع ثقافة الآخر المختلف، داخل بناء الرواية. وتوقف الدكتور نبيل عبد الفتاح في ورقته النقدية عند مفهوم الذاكرة في عمل الشيخة ميسون، وأدواتها اللغوية التي شكلت فيها العمل، فقال: إن في فمي لؤلؤة هي رواية لإحياء الذاكرة الجمعية، وعمل إبداعي لافت في مواجهة النسيان. وأضاف: إلى جانب ذلك الجهد الواضح في رصد ذاكرة المجتمع الخليجي، والتوقف عند مرحلة مفصلية من حياته الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، تتكشف فرادة الشيخة ميسون في العمل على اللغة، إذ يمضي العمل في مستويات لغوية عديدة، مستنداً إلى فكرة الثنائيات التي تشكل جذر الرواية، فتظهر اللغة الشعرية، والسرد النثري، بتجاور وتمازج موفق. وتوقف الدكتور شاكر عبد الحميد عند أبرز العلامات التي ترسم ملامح العمل الروائي، مبيناً: أن التعرف إلى الرواية يأتي منذ اللحظة التي يقف فيها القارئ عند العنوان الذي يتصدر غلاف العمل، فالكاتبة اختارت عنواناً مدروساً يحيل القارئ إلى دلالات عديدة، إذ العلاقة بين الفم، واللؤلؤ علاقة جماليات بليغة، فالكلام سيتحول وفق الصورة إلى هذه المجوهرات الثمينة، أما صورة الغلاف فتحيل القارئ إلى عالم مملوء بالتساؤلات وأعتبر عبدالحميد أن الرواية تقوم على فكرة الرحلة بصورة أساسية، فالكاتبة تأخذ القارئ إلى رحلة زمنية لترصد له تاريخ المنطقة، وفي الوقت نفسه تتشابك الرحلات في الرواية، لتظهر على صعيد المكان، والانتقال عبر البحر، ومن ثم عبر الأشخاص، وأخيراً عبر الأماكن المتباعدة التي تربط بينها حكاية واحدة. وتلخصت مداخلة سيد محمود حول العلاقة بين التاريخ، والعمل الإبداعي، إذ طرح مقاربة نقدية بين المؤرخ، والروائي، بقوله: إن الذي يفعله المؤرخ هو ذاته الذي يفعله الكاتب الروائي، فكلاهما ينطلق من الواقع إلى واقع آخر جديد، مع الإشارة إلى أن الروائي غير معني برصد الحقيقة بقدر ما هو معني بنقل الإنساني والجمالي، والمفارق.
مشاركة :