«الجيش الحر» يقطع الطريـق الرابط بين حلب ودمشق

  • 11/5/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قطع «الجيش السوري الحر»، أمس، طريق إمداد القوات النظامية، الرابط بين حلب ودمشق، في ريف حلب الجنوبي، ودمّر ثلاث سيارات عسكرية بصواريخ مضادة للدروع، فيما مرّت الهدنة الإنسانية التي أعلنتها روسيا من طرف واحد ولمدة 10 ساعات في مدينة حلب، دون أن تسجل خروج أحد من الأحياء الشرقية المحاصرة. وقال قائد عسكري في الجيش السوري الحر، إن الجيش الحر قطع طريق إمداد القوات الحكومية (أثريا ــ خناصر) في ريف حلب الجنوبي، الرابط بين حلب والعاصمة دمشق. وأضاف أن «الثوار استهدفوا رتلاً عسكرياً تابعاً لقوات النظام على طريق أثريا ــ خناصر في ريف حلب الجنوبي، كان في طريقه إلى مدينة حلب، موقعين عدداً من القتلى والجرحى في صفوفهم». وأكد القائد، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن «فصائل الثوار تمكنت من قتل مجموعة من ميليشيا «حزب الله» اللبناني على تلة أحد بريف حلب الجنوبي، جراء استهدافها بصاروخ تاو»، مشيراً إلى أن طائرات حربية سورية وروسية حلقت بصورة مكثفة في المنطقة. واستهدف الجيش السوري الحر، أول من أمس، غرفة عمليات القوات النظامية السورية المتمركزة في جبل عزان بصواريخ غراد، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف النظام، بينما أكدت مصادر مقتل ضابط إيراني رفيع المستوى. في السياق، مرّت الهدنة الإنسانية التي أعلنتها روسيا من طرف واحد في مدينة حلب، دون ان تسجل خروج جرحى أو مقاتلين أو مدنيين من الأحياء الشرقية المحاصرة. وتهدف الهدنة الروسية، كما تلك التي سبقتها في أكتوبر، بحسب ما أعلنت موسكو، حليفة النظام السوري، إلى إجلاء الجرحى والمرضى ومقاتلين، ومن يرغب من المدنيين من الأحياء الشرقية عبر ثمانية معابر. وخُصص معبران أساسيان هما الكاستيلو (شمال) والخير ــ المشارقة (وسط) لخروج المقاتلين والراغبين من المدنيين. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، أمس، بأن الفصائل المعارضة استهدفت معبر الكاستيلو «بسبع قذائف صاروخية»، مشيرة إلى إصابة مراسل قناة «الإخبارية» الرسمية بجروح. وأعلن الجيش الروسي بدوره إصابة جنديين روسيين «بجروح طفيفة»، جراء تلك القذائف. وأكد في بيان أن «الجنديين نقلا سريعاً إلى حي آمن في المدينة، حيث تلقيا العلاج»، مؤكداً ان «حياتهما ليست في خطر». وأكد مراسلان لـ«فرانس برس» من جانبي معبر الخير ــ المشارقة ان أحداً لم يخرج من الجهة الشرقية. وأظهرت صورة التقطها مراسل «فرانس برس» في الجهة الشرقية من المعبر منطقة خالية تماماً سوى من الدمار والأعشاب اليابسة. وأظهر شريط فيديو بث مباشرة من معبر الكاستيلو على موقع وزارة الدفاع الروسية عدداً من سيارات الإسعاف تنتظر عند حاجز للقوات السورية، حيث وضعت صورة للرئيس بشار الأسد من دون أن يتم تسجيل خروج أي شخص. وكانت هدنة إنسانية بمبادرة روسية أيضاً استمرت ثلاثة أيام وانتهت في 22 أكتوبر، فشلت في إجلاء جرحى ومقاتلين ومدنيين، بسبب توترات أمنية ومخاوف لدى السكان والمقاتلين الذين عبّروا عن انعدام الثقة بالنظام. واعتبرت الأمم المتحدة، أن «العمليات الإنسانية في حلب لا يمكن أن تتوقف على المبادرات السياسية والعسكرية». وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ديفيد سوانسون، إن «الأمم المتحدة لن تكون معنية بأي شكل في إجلاء مدنيين من شرق حلب». واعتبر أن «عمليات إجلاء المرضى لا يمكن ان تحصل إلا إذا اتخذت الأطراف المعنية بالنزاع جميع الإجراءات اللازمة لتأمين بيئة مناسبة، وهذا ما لم يحصل». ورأت منظمة العفو الدولية أن «الهدنة الإنسانية المؤقتة التي أعلنتها روسيا ليست بديلاً عن إيصال المساعدات دون قيود وبطريقة منصفة»، مضيفة: «يجب ان يسمح للمدنيين الراغبين في المغادرة دون قيود من قبل جميع أطراف النزاع». وتحاصر قوات النظام منذ نحو ثلاثة أشهر أحياء حلب الشرقية، حيث يقيم اكثر من 250 ألف شخص، في ظل ظروف صعبة، وسط نقص فادح في المواد الغذائية والطبية. وكررت فصائل مقاتلة رفض المبادرات الروسية. وقال عضو المكتب السياسي في «حركة نور الدين الزنكي»، التي تعد من أبرز الفصائل المشاركة في معارك حلب، ياسر اليوسف، لـ«فرانس برس»، «لسنا معنيين بها، ولا نثق بالروس، ولا بمبادراتهم الرخيصة». وتدور منذ 28 أكتوبر الماضي اشتباكات عند أطراف الأحياء الغربية لمدينة حلب الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، اثر هجوم شنته الفصائل. وصعّدت الفصائل، أول من أمس، الهجوم لكن مراسل لـ«فرانس برس» أفاد عن هدوء طوال الليلة قبل الماضية حتى صباح أمس. وسجلت صباح أمس بعض الغارات على منطقة ضاحية الأسد التي كانت تقدمت إليها الفصائل.وهي تسعى إلى التقدم نحو حي الحمدانية المحاذي للأحياء الشرقية، ما يمكنها من فتح طريق إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف حلب الغربي وكسر الحصار عن شرق حلب. ويقع حي الحمدانية بين ضاحية الأسد غرباً وحي العامرية شرقاً الذي تسيطر الفصائل المعارضة على أجزاء منه.

مشاركة :