قصة اختيار «الحمار» شعاراً للحزب الديمقراطي

  • 11/5/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لكل شعار قصة، ولكن عندما يكون الشعار "حمارا"، فالأمر يكون مثيرا للاهتمام لما يلقاه هذا الحيوان من سوء معاملة وضرب بالعصا في وطننا العربي وأوطان أخرى. ففي أميركا، تحول الحمار لأيقونة سياسية وعلامة تجارية تدر مئات الملايين من الدولارات. فالحمار الذي يتخذه الحزب الديمقراطي الأميركي شعارا له، تحول إلى رمز للثورة والتمرد منذ عقود طويلة. بدأ استخدام الديمقراطيين شعار الحمار في عام 1828 عندما اختار المرشح الديمقراطي لخوض سباق الرئاسة آنذاك أندرو جاكسون شعار «لنترك الشعب يحكم». من جانبه، سخر منافسه الجمهوري كثيرا من هذا الشعار ووصفه بأنه شعبوي ورخيص، فما كان من «جاكسون» إلا أن اختار حمارا رمادي اللون جميل المظهر وألصق على ظهره شعار حملته الانتخابية وقاده وسط القرى والمدن المجاورة لمسكنه من أجل الدعاية لبرنامجه الانتخابي «الشعبوي»، ضد منافسه الذي كان يظهر على أنه نخبوي وليس قريبا من هموم الناس. واتسع انتشار شعار الحمار كرمز سياسي للحزب الديمقراطي عام 1870، عندما عمد رسام الكاريكاتير توماس ناست الذي كان يعمل لصالح مجلة هاربر الأسبوعية، إلى اختيار حمار أسود اللون «عنيد» كرمز للحزب الديمقراطي يتبارز مع فيل جمهوري مذعور. ومنذ ذلك الحين، أصبح الديمقراطيون يفخرون بحمارهم، بل ويدللونه عبر تنظيم مسابقات لرسم أفضل بورتريه للحمار الديمقراطي وإطلاق أفضل الشعارات السياسية التي يمكن أن ترافق صورته. وقد ظهر هذا جليا في المؤتمر الأخير للديمقراطيين الذي انعقد بمدينة شارلوت بولاية نورث كارولينا، حيث درت مبيعات القمصان والقبعات والنظارات الشمسية وعلاّقات المفاتيح وأقداح القهوة التي طبع عليها رسم الحمار الديمقراطي وهو في «مختلف الأوضاع»، مئات الآلاف من الدولارات. ويصف الديمقراطيون الحمار بالذكاء والشجاعة، وتحول في أدبياتهم السياسية إلى رمز «للعناد والشرود التأملي والرؤية الواحدة وامتلاك إرادة التغيير عند الرغبة بذلك». وقد تأسس الحزب الديمقراطي عام 1798، وتعود أصوله إلى ما كان يسمى الحزب الجمهوري الديمقراطي الذي تأسس عام 1792 على يد توماس جيفرسون وجيمس ماديسون وغيرهما من معارضي النزعة الفيدرالية في السياسة الأميركية.;

مشاركة :