صدر العدد الأول من مجلة «الشارقة الثقافية» وتم الاحتفاء بصدوره في معرض الشارقة الدولي للكتاب بحضور الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة وعبدالله العويس رئيس الدائرة الثقافية وعدد من المثقفين والمبدعين والإعلاميين. وجاء في افتتاحية العدد: «مازالت الثقافة تشكل طوق نجاة لأمة سطرت ذات يوم مجدها الأدبي والفكري بالرؤى والأفكار الذهبية على رغم الظروف التي ألمت بها، وظلت تراهن في كل منعطف ومأزق على العقول التي تشبعت بالإرث الحضاري والإنساني، وما الرهان على الثقافة في ظل التحولات والتغييرات إلا دليل على التشبث بالهوية والتاريخ والتراث، للعبور إلى غد خال من الجهل والأمية والتخلف». وكتب رئيس تحرير المجلة نواف يونس مقالة بعنوان «»السر يكمن في من يرمي»: «في مجلة «الشارقة الثقافية»، نواصل دورنا بتجسير العلاقة الثقافية بين المشاهد العربية على امتداد وطننا، من خلال إفساح المجال أمام التقاء الأدباء والكتاب والمفكرين العرب على صفحات مجلتهم «الشارقة الثقافية»، إلى جانب تقديم التجارب الإبداعية الشابة الواعدة، وطرح القضايا الثقافية التي تهم مجتمعنا العربي، وفي الوقت نفسه التواصل مع الآخر، والتفاعل معه فكرياً وإبداعياً، مع الحفاظ على ثوابت وخصوصية شخصيتنا الثقافية بمحمولها الاجتماعي والفكري والإنساني». تغطي المجلة كل الميادين الإبداعية في الآداب والفنون والتراث إلى جانب التحقيقات والدراسات والاستطلاعات والمتابعات والمقالات بمشاركة كوكبة من رموز الفكر والأدب والإعلام العربي. ومن محتويات العدد الأول: إضاءة على كتاب «أوروبا الإسلامية» الذي يكشف حقيقة العلاقة بين أوروبا والإسلام وحوار مع المستعربة الإيطالية إليزابيتا بارتولي التي تقول «أبحث عن الأعمال التي تنصف العالم العربي» إضافة إلى وقفة مع مشروع عبد الكبير الخطيبي التنويري وتجديد الفكر الإبداعي. يواكب العدد الأمسيات الأدبية والشعرية التي تنظمها بيوت الشعر في عدد من العواصم العربية تنفيذاً لمبادرة سلطان القاسمي، ويفرد مساحة لعدد من القصائد والقصص القصيرة والترجمات لشعراء وكتاب عرب. وتولي المجلة اهتماماً خاصاً بالشعر والأدب الشعبيين لما يشكلان من كنز معرفي وثقافي وموروث حضاري متميز. تخصص المجلة باباً بعنوان «أمكنة وشواهد» ويتضمن تحقيقاً حول القصباء التي تعد ملتقى الأدباء، وتلقي الضوء على سرود عربية تحت سماء بلجيكا. في باب «أدب وأدباء» إطلالة على مشروع الشارقة الثقافي الذي تحول إلى العالمية بقلم محمد غبريس، ويكتب الروائي واسيني الأعرج عن ميراث جورج أورويل في مواجهة الأيدولوجيات النفعية، ويطرح الناقد والروائي نبيل سليمان أسئلة الهوية في الرواية النسائية السودانية. و يضم العدد تحقيقاً حول أكشاك الكتب التي تضيء أرصفة عمان، ووقفة مع «كليف جيمس شاعر محكوم بالحياة على أعتاب الموت» بقلم زياد عبدالله. ويحتفي العدد بذكرى مرور 400 عام على رحيل شكسبير.
مشاركة :