أسفر انفجار قوي يحمل بصمات حزب العمال الكردستاني عن سقوط 8 قتلى وأكثر من 100 جريح في ديار بكر كبرى مدن جنوب شرق تركيا حيث غالبية السكان من الأكراد، بعد ساعات على توقيف رئيسي أكبر حزب مدافع عن القضية الكردية في تركيا. توقيف رئيسي أكبر حزب مؤيد للأكراد في تركيا موغيريني تعرب عن قلق عميق بعد توقيف نواب مدافعين عن القضية الكردية في تركيا تواصل حملة التطهير ويأتي توقيف رئيسي «حزب الشعوب الديمقراطي» في إطار عملية غير مسبوقة ضد القوة السياسية الثالثة في البلاد، بينما تشهد تركيا حملة تطهير للمعارضين تشنها السلطات مستفيدة من حالة الطوارئ التي فرضت بعد محاولة الانقلاب على الرئيس رجب طيب أردوغان ونسبت إلى الداعية فتح الله غولن. وقالت وكالة أنباء الأناضول الحكومية إن رئيسي الحزب النائب صلاح الدين دميرتاش وزميلته في البرلمان فيجن يوكسيكداغ، وضعا قيد التوقيف في إطار تحقيق على صلة «بمكافحة الإرهاب» مرتبط بحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية. انفجار ديار بكر وبعد ساعات من توقيفهما أسفر انفجار أمام مبنى للشرطة في مدينة ديار بكر عن مقتل 8 أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح، حسب السلطات. واتهمت محافظة ديار بكر حزب العمال الكردستاني بالوقوف وراء التفجير. ويشكل اعتقال رئيس الحزب بأمر من نيابة ديار بكر ضربة لقيادة حزب معارض بشدة للرئيس أردوغان ويشغل 59 مقعدا في البرلمان. وكشفت لائحة نشرها الحزب ووزارة الداخلية أن 11 نائبا من الحزب على الأقل أوقفوا رهن التحقيق أيضا، بينهم شخصيات مهمة مثل إدريس بالوكين رئيس الكتلة البرلمانية للحزب وسري سوريا اوندر المدافع عن القضية الكردية الذي يحظى باحترام واسع. وقال الحزب على حسابه على تويتر إنه «يدعو الأسرة الدولية إلى التحرك ضد هذه الضربة التي وجهها نظام أردوغان». معارك يومية وتأتي هذه الاعتقالات الليلية في أجواء من التوتر الشديد في جنوب شرق تركيا حيث تجري معارك يومية بين قوات الأمن وناشطي حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة وحلفاؤها الغربيون «منظمة إرهابية». وفتحت السلطات التركية تحقيقات عديدة بحق دميرتاش ويوكسيداغ بشبهات تتعلق بالارتباط بحزب العمال الكردستاني. وقالت وكالة الأناضول إن توقيفهما تقرر بعد رفضهما المثول طوعا أمام القضاء في حال استدعائهما. وفي ظل حالة الطوارئ التي فرضت منذ انقلاب يوليو، تتهم منظمات غير حكومية السلطات التركية باستهداف وسائل الإعلام التي تنتقدها والمعارضين تحت غطاء ملاحقة الانقلابيين. علاقة وثيقة ويرى أردوغان أن «حزب الشعوب الديمقراطي» على علاقة وثيقة بحزب العمال الكردستاني وقال إنه لم يعد يعتبر هذا الحزب محاورا شرعيا ووصف أعضاءه بأنهم «إرهابيون». وقرر البرلمان التركي في مايو رفع الحصانة عن النواب المهددين بملاحقات قضائية في إجراء استهدف خصوصا نواب «حزب الشعوب الديمقراطي». وقال دميرتاش حينها «من يريدون استجوابنا عليهم أن يقتادونا بالقوة. لن نذهب بملء إرادتنا». قلق عميق ونبأ سيئ وعلى إثر هذه الاعتقالات، عبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الجمعة عن قلق عميق. وكتبت موغيريني في تغريدة على تويتر «قلقون جدا إثر توقيف صلاح الدين دميرتاش ونواب آخرين» من حزب الشعوب الديمقراطي. «على تواصل مع السلطات. الدعوة إلى اجتماع لسفراء الاتحاد الأوروبي في أنقرة» إثر توقيف رئيسي الحزب ونواب من الحزب. وكتبت مقررة البرلمان الأوروبي حول تركيا كاتي بيري «نبأ آخر سيئ جيدا من تركيا. يجري الآن توقيف نواب في حزب الشعوب الديمقراطي». أوباما الكردي ودميرتاش الذي يلقب أحيانا «بأوباما الكردي» نظرا لقوة شخصيته، ظل لفترة طويلة يعتبر منافسا محتملا لأردوغان على الساحة السياسية التي يهيمن عليها الرئيس التركي. وبتأثير منه، وسع الحزب قاعدته الشعبية التي لم تعد تقتصر على الأقلية الكردية التي تعد 15 مليون نسمة بل تحول إلى حزب حديث مفتوح للنساء ولكل الأقليات. وبعد دخول الحزب إلى البرلمان في يونيو 2015 في سابقة ساهمت في حرمان حزب العدالة والتنمية الحاكم من الأغلبية المطلقة، أصبح دميرتاش العدو اللدود لأردوغان الذي ضاعف هجماته الشخصية عليه واتهامه بالارتباط بحزب العمال الكردستاني.
مشاركة :