دخلت صباح أمس الجمعة، هدنة إنسانية جديدة من 10 ساعات أعلنتها روسيا من طرف واحد حيز التنفيذ في مدينة حلب في شمال سوريا، لكن تسري شكوك حول نجاحها في إجلاء الجرحى والمرضى وإدخال المساعدات. • المتحدثة باسم مبعوث الأمم المتحدة لسوريا: المنظمة ضد إجلاء المدنيين ما لم يكن ذلك طوعا • مقتل 12 مدنيا في اشتباكات غرب حلب • ألمانيا تعتبر الهدنة «غير كافية» دعوات لخروج المدنيين دعا جيش الأسد مقاتلي الفصائل ومن يرغب من مدنيين إلى الخروج من الأحياء الشرقية خلال فترة الهدنة. وحث مقاتلي الفصائل على «وقف الأعمال القتالية ومغادرة المدينة مع أسلحتهم الفردية عبر معبر الكاستيلو شمالا ومعبر سوق الخير - المشارقة باتجاه إدلب (شمال غرب)». أما المعابر الستة الأخرى فهي مخصصة سابقا لخروج المدنيين والجرحى والمرضى. وأظهر شريط فيديو بث مباشرة من معبر الكاستيلو على موقع وزارة الدفاع الروسية عددا من سيارات الإسعاف تنتظر عند حاجز لقوات النظام. وكانت هدنة إنسانية بمبادرة روسية أيضا استمرت 3 أيام وانتهت في 22 أكتوبر، فشلت في إجلاء جرحى ومقاتلين ومدنيين، بسبب توترات أمنية ومخاوف لدى السكان والمقاتلين الذين عبروا عن انعدام الثقة بالنظام وحلفائه. هدوء على الجبهة وتحاصر قوات النظام منذ نحو ثلاثة أشهر أحياء حلب الشرقية حيث يقيم أكثر من 250 ألف شخص في ظل ظروف صعبة وسط نقص فادح في المواد الغذائية والطبية. ولم تتمكن المنظمات الدولية من إدخال أي مساعدات إلى القسم الشرقي منذ شهر يوليو الماضي. وكررت فصائل مقاتلة رفض المبادرات الروسية. وقال ياسر اليوسف، عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي، وهي من أبرز الفصائل المشاركة في معارك حلب، لفرانس برس «لسنا معنيين بها ولا نثق بالروس ولا بمبادراتهم الرخيصة». اشتباكات على الأطراف وتدور منذ 28 أكتوبر اشتباكات عند أطراف الأحياء الغربية لمدينة حلب الواقعة تحت سيطرة قوات النظام إثر هجوم شنته الفصائل وبينها مجموعات إسلامية وجهادية (جبهة فتح الشام، أو جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة). وصعدت الفصائل الهجوم الخميس، لكن مراسل لفرانس برس أفاد عن هدوء الجمعة. ونجحت الفصائل المعارضة والإسلامية خلال هجومها بالسيطرة على منطقة ضاحية الأسد كما تقدمت في مناطق أخرى، وفق المرصد السوري. وهي تسعى إلى التقدم نحو حي الحمدانية المحاذي للأحياء الشرقية، ما يمكنها من فتح طريق إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف حلب الغربي وكسر الحصار عن شرق حلب. هدف الهدنة وتهدف الهدنة الروسية، كتلك التي سبقتها في أكتوبر، بحسب ما أعلنت موسكو، حليفة النظام السوري، إلى إجلاء الراغبين من مقاتلين ومدنيين عبر ثمانية معابر، اثنان منها للمقاتلين، من الأحياء الشرقية المحاصرة من النظام والتي تسيطر عليها فصائل المعارضة. ودخلت الهدنة الجديدة حيز التنفيذ عند الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (07,00 ت غ) على أن تنتهي عند الساعة السابعة مساء (17,00 ت غ). وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بعد حوالى ساعة ونصف على بدء الهدنة أنه «لم يتم تسجيل خروج أي شخص من أحياء حلب الشرقية». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن «الهدوء هو سيد الموقف في حلب صباح الجمعة». إعلان أحادي الجانب واعتبرت الأمم المتحدة أن «العمليات الإنسانية في حلب لا يمكن أن تتوقف على المبادرات السياسية والعسكرية». وقال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ديفيد سوانسون لفرانس برس «الأمم المتحدة لن تكون معنية بأي شكل في إجلاء مدنيين من شرق حلب». واعتبر المبادرة الروسية «إعلانا أحادي الجانب»، مؤكدا أن «عمليات إجلاء المرضى لا يمكن أن تحصل سوى إذا اتخذت الأطراف المعنية بالنزاع كافة الإجراءات اللازمة لتأمين بيئة مناسبة، وهذا ما لم يحصل». ورأى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن الهدنة غير كافية كونها «لا تمنح الوقت الكافي لإجلاء المرضى أو الجرحى المصابين بجروح خطيرة، أو لإيصال المساعدات الإنسانية لسكان حلب». إسقاط مروحية روسية ومنذ بدء هجومها، أطلقت الفصائل المعارضة مئات القذائف والصواريخ على الأحياء الغربية ما أسفر حتى الآن عن مقتل حوالى 70 مدنيا، بينهم 15قتيلا الخميس، وفق حصيلة للمرصد السوري. على جبهة أخرى في سوريا، أعلن تنظيم داعش أنه دمر مروحية عسكرية روسية في منطقة حويسيس في ريف حمص (وسط) الشرقي، وفق ما نقلت وكالة «أعماق» المرتبطة به. وأكد المرصد السوري استهداف التنظيم الجهادي لمروحية عسكرية، من دون إضافة أي تفاصيل، في حين نقلت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية عن مسؤول عسكري روسي استهداف مقاتلين لطوافة روسية، مشيرا إلى أنها تضررت من دون أن يسقط أي ضحايا.
مشاركة :