خطيب الحرم المكي: حاقدون على مكة المكرمة أرادوها خرابا لكن الله أبطل كيدهم

  • 11/5/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أوضح الشيخ الدكتور خالد الغامدي إمام وخطيب المسجد الحرام، أن من صور الاستهانة والاستخفاف بالشريعة ومقام النبوة عدم تعظيم وتقديس الشعائر الزمانية والمكانية التي أمر الله تعالى بتعظيمها، وحث النبي صلى الله عليه وسلم على حبها وإجلالها، ومن ذلك شهر الله الحرام، المحرم، ومكة المشرفة والمدينة النبوية المنورة وبيت المقدس الشريف، وهي من أعظم شعائر الدين ومقدسات المسلمين المباركة التي باركها الله تعالى وقدسها، التي كانت منذ القدم شوكة وغصة وغيظا للأعداء، فاليهود قبحهم الله ما زالوا يعبثون في المسجد الأقصى فسادا وقتلا وتخريبا، ثم جاء قوم طائفيون حاقدون على مقدسات المسلمين فشابهوا اليهود في أفعالهم وأرادوا أن تكون مكة خرابا يبابا في شهر الله الحرام كما كان يريد أبرهة المقبوح المنبوذ ومن تشبه به على مر العصور، لكن الله تعالى كان لهم بالمرصاد وأبطل كيدهم ومكرهم وحمى حرمه وبيته العظيم. وأضاف في الخطبة التي ألقاها في المسجد الحرام أمس: فما أشبه هؤلاء الطائفيين الحاقدين باليهود وما أقربهم إليهم وهذا دين أهل النفاق الذين يبطنون الكفر والحقد على مقدسات المسلمين ويلتقون مع كل ظالم وباغ في حقدهم على المسلمين ومقدساتهم، كما تحالف المنافقون مع الذين كفروا من أهل الكتاب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله فيهم قرآنا يتلى إلى يوم القيامة. وقال الشيخ الغامدي إنه من أراد الفلاح والسعادة فليعتصم بالوحي الإلهي من الكتاب والسنة، فكما أن القرآن وحي فالسنة كذلك وحي وهي مبينة وشارحة ومفصلة لأحكام القرآن ومعانيه ولقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم خبر الصدق أنه سيأتي أناس يريدون السنة ويعرضون عنها ولا يقبلون بها. وبين أن تعظيم جناب النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته من أركان الإيمان وقواعد الدين ومحكمات الشريعة التي يجب أن تجتمع عليها الأمة لتحميها من المهالك وتكون لها سياجا منيعا ضد عوامل الضعف والتفكك والتنازع والمخالفات والبدع التي تفسد على العبد دينه وإيمانه وتضله ضلالا بعيدا. وأفاد بأن إتباع النبي ولزوم سنته أمر محيد عنه لمن أراد السعادة والهداية والفوز بالجنة فقد أغلق الله كل الأبواب والطرق إليه إلا باب محمد، ودون الاتباع والاستمساك بالهدي النبوي لا تستقيم حياة العبد ولا تصلح أحواله ولا يزكو قلبه ولو اجتهد سبعين سنة، فالخير كل الخير في الإتباع والاقتداء ولا زكاة للقلوب ولا طهارة للنفوس ولا صلاح للأعمال إلا بأن يكون الله ورسوله أحب إلى العبد مما سواها وألا يقدم على سنة المصطفى قول أحد أو رأيه أو طريقته كائنا من كان. وذكر أن من صور وأحوال تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وإجلاله ومحبته كثيرة ومتنوعة، وإن أعظم وأكبر الشواهد على تعظيم مقام النبي صلى الله عليه وسلم وتمكين حبه في القلوب هو إتباع سنته ظاهرا وباطنا ولزوم طاعته على الدوام وفي كل الأحوال، فلا دليل أول على التعظيم والحب من هذا الإتباع المبارك واللزوم للسنة النبوية، وبين سبحانه أن الهداية الحقيقية الكاملة لا تحصل إلا باتباع المصطفى صلى الله عليه وسلم وطاعته. وقال الشيخ الغامدي إن من أعظم صور الإعراض عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم الابتداع في الدين وإحداث عبادات وطرائق في السلوك وتهذيب النفوس والتزكية لم يكن عليها الأمر الأول العتيق الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم الذين هم المقياس الصحيح للاتباع من عدمه، وإن الابتداع والإحداث في العبادات والسلوك من أشنع صور الإعراض عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لم يؤد رسالة ربه كاملة غير منقوصة ولم يبلغ دينه كما أمره الله فيأتي أولئك القوم فيستدركون على أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله ويشرعون للناس ما لم يأذن به الله ورسوله. وفي المدينة المنورة تحدث الشيخ عبدالله البعيجان إمام وخطيب المسجد النبوي، عن فضل محبة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام. وقال "لقد اختار الله واصطفى وفضل نبينا محمد عليه الصلاة والسلام على الناس كافة وسائر المخلوقات فبعثه رحمة للعالمين وخاتما للأنبياء والمرسلين إلى هذه الأمة شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وقد اختاره الله من أنفس معدن وأشرف محل وأفضل زمان ومكان وزكاه بأحسن وأكمل الصفات والأخلاق وفضله على جميع خلقه، وشرح له صدره ورفع له ذكره ووضع عنه وزره واصطفاه في كل شيء، اصطفاه في عقله، واصطفاه في خلقه، واصطفاه في حلمه، واصطفاه في علمه، واصطفاه في صدقه، واصطفاه في صدره، واصطفاه في فؤاده، واصطفاه في ذكره، ولقد قارن الله طاعته بطاعته ومحبته بمحبته فلا يتعبد الله ولا يتقرب إليه إلا بما شرع على لسان نبيه محمد عليه الصلاة والسلام، وليس للجنة طريق إلا طريقه هو سبب هداية الناس ونجاتهم وهو صاحب الشفاعة الكبرى، وقد استقر في الفطر السليمة والعقول الصحيحة حب من كانت هذه أخلاقه وتلك صفاته. وبين أن محبة الرسول عليه الصلاة والسلام فرض لازم وركن واجب وشرط في الإيمان، فهذا برهان أن محبته أصل إيماني وواجب شرعي، وفي المقابل فإن بغضه ناقض إيماني وفساد اعتقادي وكمال حبه من كمال الإيمان ونقصه من نقص الإيمان. وأشار في خطبته إلى أهم دلائل محبته عليه الصلاة والسلام ومنها اتباع سنته والتمسك بهديه فإن المحبة تقتضي الوفاق والاتباع، ونصرته والذب عنه وتبليغ سنته، والإكثار من ذكره والصلاة والسلام عليه، ومن دلائل محبته تمني رؤيته صلى الله عليه وسلم، وعدم الغلو فيه لأن الغلو مخالفة ومشاقة له، وقراءة سيرته والتعرف إليه عليه أفضل الصلاة والسلام.

مشاركة :