«حكايا مسك» يختتم فعالياته بعد 3 أيام من الإبداع والإلهام

  • 11/5/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اختتم مهرجان "حكايا مسك"، الذي نظمته مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية "مسك" في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية أمس، بعد أن استمرت فعالياته المتنوعة ثلاثة أيام، ألهم خلالها أعداداً كبيرة من مختلف شرائح المجتمع، خصوصاً من الطلاب والطالبات في مختلف مراحل التعليم العام والجامعي، بالثراء الإبداعي. وتنوعت مشاركات زوار المهرجان الذين بلغ عددهم أكثر من 35 ألف زائر بين التسجيل في ورش العمل والندوات المُقامة في الأقسام الإبداعية، وشراء أعمال فنية من الشباب والشابات المشاركين في "سوق حكايا"، وحضور فقرات "مسرح حكايا"، الذي شهد تفاعلاً مع ما عرضه من أفلام، وأعمال مسرحية، إضافة إلى فقرة "حكايا المرابطين". وواصل المهرجان مساء أول من أمس ولليلة الثانية على التوالي، عرض تضحيات الشهداء وبطولات المرابطين على الحد الجنوبي. ندوة في معمل الأنميشن. وعبرت أماني، زوجة الشهيد ثامر العنزي عن فخرها باستشهاده، ورددت على "مسرح حكايا" عبارة "أنا فخورة بأنني أرملة الشهيد ثامر" نحو ست مرات، وذلك خلال استضافتها على مسرح حكايا في فقرة "حكايا المرابطين" التي استضافتها في حضور والدتها أم سيف. وبنبرات يملؤها الفخر قالت أماني "إن أصعب خبر وصلها بعد وفاة والدها هو استشهاد زوجها ثامر على الحد الجنوبي"، مشيرة إلى أنها تلقت خبر استشهاده من والدتها. واسترجعت أماني اللحظات التي سبقت استشهاد زوجها، موضحة أن آخر رسالة وصلت إلى هاتفها الجوال كانت قبل ساعات من استشهاده، إذ أرسل إليها صورة له وهو مبتسم، مشيرة إلى أنها ذهبت لإنهاء دورة تدريبية حضرتها، وأثناء عودتها إلى المنزل ومعها هدايا لأمها، راودها إحساس غريب في تلك اللحظة. زوجة الشهيد ثامر العنزي ووالدته أثناء الحديث على مسرح حكايا. وتضيف "اتصلت على زوجي أكثر من مرة لكنه لم يرد على اتصالاتي، وعند عودتي إلى المنزل وجدت أمي تبكي، وتأكدت أن زوجي استشهد في الحد الجنوبي، لأنه بالفعل كان يتمنى أن ينال الشهادة في كل يوم". وأشارت أماني إلى أن زوجها الشهيد استشهد بعد إصابته بقذيفة أثناء مواجهات خاضها مع الحوثيين، موضحة أن زملاء زوجها أبلغوها بأن الشهيد تمكن من قتل 30 حوثياً أثناء المواجهة قبل أن يستشهد. وتحدثت عن زوجها الشهيد ثامر، مؤكدة أنها فقدت كل شيء بعد وفاته، مشيرة إلى أنها لا تملك سوى الدعاء له بالرحمة، ولجميع الشهداء في الحد الجنوبي للمملكة. ولم تكن والدتها أم سيف، مجرد أم زوجة للشهيد ثامر فقط، بل كانت هي الأم، والمربية بالنسبة له أيضا، حيث تحدثت عن الشهيد من على مسرح "حكايا مسك"، معتبرة أنه هدية من الله لها ليكون شفيعا لها في الآخرة إن شاء الله. وأكدت أنه شاب شجاع لا يهاب الموت، حيث كان يطلب الشهادة في كل يوم، لافتة إلى أنها حرصت على تربية الشهيد ثامر أفضل تربية حتى التحق بالوظيفة، ومن ثم تزويجه ابنتها أماني قبل مغادرته إلى الحد الجنوبي، مبدية استعدادها للتضحية بنفسها وبأبنائها سيف ومحمد في سبيل الدفاع عن أرض الوطن الغالي. وفي فقرة "حكايا مرابطين" على "مسرح حكايا"، اعتبر الدكتور عبدالله المغلوث، أستاذ الإعلام والكاتب الصحفي، أن الواجب حتم عليه السفر إلى الحد الجنوبي وتغطية أحداث الحرب الدائرة هناك، مبيناً أن ستة أشهر متواصلة لم تكف لإظهار جزء من حكايا المرابطين على الحد الجنوبي للمملكة، بل إنها تمثل شهادة على التقصير الكبير بحق المرابطين في الحد الجنوبي، وشهادة أخرى بأنهم يؤدون عملاً كبيراً في سبيل الدفاع عن الوطن يحتاج إلى أعوام لرصده، وليس شهوراً فقط. وعن تجربته مع المرابطين في الحد الجنوبي، أوضح المغلوث أنه زار المرابطين والتقاهم على الحد، مضيفاً "رأيت أنه لا بد من توثيق زيارتي للجنود الأبطال لما رأيته من شجاعة وتضحيات في سبيل الدفاع عن الوطن، ومن ثم عرضه في موقع اليوتيوب". وأشار إلى أنه قرر تسمية العمل بـ "باب البطل"، موضحاً أنه عمل قصير لم يتجاوز 14 دقيقة، لكنه احتاج إلى ستة أشهر متواصلة لإظهار جزء من حكايا المرابطين من خلال الالتقاء بـ 70 بطلاً عسكرياً. واستحضر المغلوث قصة البطل السعودي عامر الرميح، الذي أصيب في الحد الجنوبي أثناء انتشال جثة أحد الشهداء من زملائه في الحد، مشيراً إلى أن قصة عامر تجمع الكفاح، والشجاعة، وتثبت أن المواطن السعودي رجل "مخلص" لوطنه ومجتمعه. وأشار المغلوث إلى أن المواطن السعودي "غال حي أو ميت"، إذ إن قصة البطل عامر الرميح تعد رسالة عظيمة توضح مدى قيمة المواطن السعودي، ومدى تقاربه مع وطنه، وأسرته، مدللاً على ذلك بلقاء الرميح مع زوجته بعد إصابته، وتأسفه لها على التقصير تجاهها. واستعرض مسرح "حكايا مسك" صوراً لبعض الأبطال في الحد الجنوبي، حيث بدأ بعرض صورة للطيار السعودي حسين القحطاني، وفصول قصته وبداية طريقه للوصول إلى قمة الشجاعة، وتكريمه من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بعد إنقاذه زميله من الموت أثناء انفجار كبينة الطائرة الحربية التي يقودها من علو 30 ألف قدم، حتى هبط بها على المدرج بسلام، رغم صعوبة الموقف. كما استعرض المغلوث على مسرح "حكايا مسك" بعض القصص للمرابطين على الحد الجنوبي، ومنهم وكيل الرقيب طواشي النجعي، الذي كان في خيمته في الحد الجنوبي عندما سمع أن زملاءه تعرضوا لهجوم، فذهب للقيام بالواجب على رغم أن التكتيكات العسكرية تمنع ذلك، إذ تقدم نحو الموقع، وأثناء توجهه إلى موقع الهجوم لإنقاذ زملائه تعرض لطلقة نارية في كتفه ورغم الألم إلا أنه لم يتوقف، وكان يبكي ليس بسبب الألم إنما لخوفه من أن تمنعه الإصابة من مساعدة وإنقاذ زملائه من الهجوم، إضافة إلى احتمال عدم عودته إلى ميدان القتال. واستحضر أيضاً قصة الشهيد عبدالرزاق الملحم، الذي انتهت مهمته في الحد الجنوبي، لكنه أصر على العودة للقتال مع زملائه، متوسلاً قادته للسماح له بالعودة إلى هناك، حتى استشهد في ميدان الشجاعة من أجل حماية الوطن. وأضاف "كان زملاؤه قلقين ومحتارين في طريقة إبلاغ والده بخبر استشهاد ابنه عبدالعزيز، إلا أنه فاجأهم عند وصوله للحد الجنوبي بقوله (أشوف ابني فيكم.. وابني مشعل مشارك في الحد أيضاً)". وحذر المغلوث حضور مسرح "حكايا مسك" من بعض ما يروج له الإعلام المعادي من خلال إرسال رسائل كاذبة بأن المرابطين على الحد الجنوبي تكبدوا خسائر كبيرة، وغيرها من الأكاذيب الأخرى، مشيراً إلى أن تلك الرسائل غير صحيحة، وأن ما يحدث هو العكس، إذ تتحقق انتصارات متوالية سيسمع بها البعيد قبل القريب. وأشار في ختام استعراضه لـ "حكايا المرابطين" على مسرح "حكايا مسك" إلى أن أمهات وزوجات المربطين والشهداء في الحد الجنوبي هن من يستحققن التقدير والدعم لهن، بسبب تربيتهم لأبناء مخلصين لوطنهم، إضافة إلى صبرهن الكبير بسبب البعد عن أسرهم، حيث شهد المسرح تصفيقا حارا من الحضور بعد الإشادة بالمرأة ودورها في دعم وحماية الوطن.

مشاركة :