أنقذ طيار صيني بارع حياة مئات الأشخاص الذين كانوا سيلقون حتفهم، على متن طائرة من نوع «أيرباص أيه 320» كان يقودها، في إحدى أسوأ كوارث الطيران المأساوية التي يشهدها العالم. وتفادى الطيار هي تشاو تصادماً كارثياً ومحتوماً، لولا العناية الإلهية، بين طائرته وطائرة أخرى ظهرت له على مدرج الطائرات، التابع لمطار شنغهاي الدولي، وقطعت طريقه خلال استعداده للتحليق بالطائرة. وظهرت الطائرة الأخرى «أيرباص أيه 330» على المدرج، بشكل مفاجئ بعد هبوطها بدقائق، قاطعة الطريق أمام الطائرة التي تستعد للإقلاع، وكانت في طريقها لمربض الطائرات، وهو ما دفع الطيار إلى التصرف خلال أجزاء من الثانية لمنع وقوع الكارثة المحققة، التي كادت أن تودي بحياة 439 راكباً إلى جانب 26 من أفراد الطاقم. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أنه، وبحسب بيانات برج المراقبة في مطار شنغهاي الدولي، فإن المسافة بين الطائرتين، بعد ظهور الطائرة المعترضة، بلغ 19 متراً فقط، وهي مسافة مربكة جداً قد لا تتيح لأي قائد طائرة التصرف بدقة في مثل هذا الموقف. وقارن كثيرون بين هذا الحادث وآخر مشابه وقع في مطار «تينيريفي» بين طائرتين من طراز «بوينغ 747 أس» والذي توفي فيه 583 شخصاً عام 1977. وكرمت شركة الخطوط الجوية الصينية طيارها، الذي وصفته بـ«البطل»، بجائزة مالية قيمتها 3 ملايين يوان صيني (ما يعادل 360 ألف جنيه إسترليني)، تقديراً لتصرفه البطولي، كما منحت طاقم الطائرة 600 ألف يوان (أي ما يعادل 71 ألف جنيه إسترليني). وفتحت سلطة الطيران المدني الصينية تحقيقاً في الحادث وسحبت تراخيص اثنين من مراقبي الحركة الجوية في المطار المسؤولين عن الواقعة، إلى جانب معاقبة 13 مسؤولاً من موظفي المراقبة الجوية التابعين لمكتب مراقبة الأجواء.
مشاركة :