لا تزال الدروس الخصوصية إحدى القضايا التي تشغل بال التربويين، وتستحوذ على جانب من الدراسات التي يقوم بها خبراء التربية والأكاديميون على السواء، كما أنها تشغل بال أولياء الأمور، إذ يشكل الإنفاق على الدروس الخصوصية أحد العناصر الرئيسة في ميزانية كثيرٍ من الأسر على مستوى الدولة. ومع قراءة بسيطة لقائمة أسعار الدروس الخصوصية يجد المرؤ عجباً، حيث بلغت كلفة الساعة في بعض التخصصات 200 درهم، خاصة لمواد مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء، وتحديداً لطلبة الصف الثاني عشر في المنهاج الحكومي، الذي تطرحه وزارة التربية والتعليم، في حين يرتفع السعر لأكثر من ذلك في المنهاج البريطاني، الذي عرف عن بعض معلميه بالتميز في تدريس الطلبة، وتمكينهم من تحقيق معدلات عالية. استطلاع: (إبراهيم سليم - منى الحمودي - ناصر الجابري) قصة الدروس الخصوصية وضعف مستوى الطالب وانخفاض حافزيته للتعلم، وتغير المناهج، وضعف بعض المعلمين في الفصل الدراسي، وغيرها من العوامل التي تقود الطالب إلى الرحلة الشاقة للبحث عن مدرس خصوصي، تعتبر مثل حكاية «البيضة والصوص»، أيهما يسبق الآخر، فالطالب يسرد العوامل السابقة كلها في تبريره لطرق أبواب الدروس الخصوصية، والجهات التربوية تلقي بدورها بالتبعية على الطالب والأسرة، وكذلك على المعلم. ويبدأ العام الدراسي وينتهي وسوق الدروس الخصوصية على انتعاشه، ومعدلاته إلى ارتفاع، فالدروس الخصوصية شرُّ لا بد منه، هكذا يصف بعض الطلبة سبب اتجاههم نحوها، ويجد الآباء والأمهات أنفسهم أمام مغريات هذه الدروس، مع انشغالاتهم اليومية، وتغير المناهج المستمر، والخوف من تدني درجات أبنائهم، فيما يجد طرف آخر نفسه بعيداً عن هذه الدروس، باعتبارها مجرّد تجارة وفقاً لتعبيرهم، ولوجود دروس التقوية التي تحرص بعض المدارس على تطبيقها في مواجهة غلاء وجشع بعض المدرسين، في حين يرى بعض الطلبة أيضاً أن مراكز التقوية مجرد صورة مكررة من المدرسة، ولا يشعر فيها بالخصوصية. «الاتحاد» تفرد في هذا الاستطلاع العوامل التي تدفع بعدد من الطلبة لخوض رحلة البحث عن مدرس خصوصي، حيث تقول زينب محمد: ابنتي ليست متفوقة في المدرسة، وسبب استعانتي بالمدرسين الخصوصيين هو لتوصيلها إلى حافة درجة النجاح، فأنا أعلم أنها ليست متفوقة، وأعمل بشكل مستمر على تشجيعها، لكنها من داخلها لا تريد التعليم، وهذا الأمر يتعبني جداً. ... المزيد
مشاركة :