كتاب يتناول مراحل مختلفة ومنسية من تاريخ مدينة دمشق المعاصر حيث يظل القاسم المشترك بين هذه القصص هو الخالدة دمشق، مسرح الأحداث ومنارة الشرق. العرب [نُشرفي2016/11/05، العدد: 10446، ص(16)] دمشق تتعرض لحرب دمّرت الماضي القريب وشوّهت الحاضر والمستقبل بيروت - يمثل كتاب “تاريخ دمشق المنسي.. أربع حكايات 1916-1936” لمؤلفه سامي مبيض مجموعة من الدراسات التاريخية، ويتناول مراحل مختلفة ومنسية من تاريخ مدينة دمشق المعاصر، ويظل القاسم المشترك بين هذه القصص هو الخالدة دمشق، مسرح الأحداث ومنارة الشرق. ويؤكد المؤلف أن هذه المدينة تتعرّض حاليا لحرب دمّرت الماضي القريب وشوّهت الحاضر والمستقبل معا، إلا أنها لم تستطع أن تلغي ذاكرة أهلها الطيبين المحبين للحياة والطامعين دوما في غد أفضل. القصة الأولى من الكتاب، الصادر عن دار “الريس” ببيروت، وعنوانها “الأمير سعيد الجزائري”، تدور أحداثها في سبتمبر 1918 وتحكي عن الأسبوع الفاصل بين خروج العثمانيين ودخول الجيوش العربية والإنكليزية لمدينة دمشق مع نهاية الحرب العالمية الأولى، إذ شهد أحداثا جساما تمثلت في انتشار النهب والسرقة في أرجاء دمشق، فما كان من أهاليها إلا أن نهضوا بمساعدة الأمير سعيد الجزائري، ليمسكوا بزمام الأمور ويعيدوا الحياة والخدمات والأمن إلى مدينتهم. أما القصة الثانية فهي “التجربة الفيدرالية في سوريا” التي بدأت في يونيو 1922، وانتهت بعد 18 شهرا فقط، عندما أسقطها السوريون أنفسهم، وهي قصة لما يعرف حينها بـ”الاتحاد السوري الفيدرالي”، وتلك التجربة كانت محاولة فرنسية لتجزئة المجزّأ من سوريا الكبرى. وفرض نظام حكما غريبا عن بلاد الشام وعادات أهلها وتاريخهم، “إن الاتحاد الفيدرالي فشل فشلا ذريعا لأنه لم يأخذ بعين الاعتبار مطالب السوريين في الوحدة وفرض عليهم بالإكراه من ضباط فرنسيين لا يعرفون هذه البلاد. وتروي القصة الثالثة تأسيس كلية الطب في دمشق عام 1903 والتي كانت نواة بناء الجامعة السورية في العام 1923، وتدور أحداث هذه “المنسيّة” من بداية القرن العشرين وحتى نهاية رئاسة الدكتور رضا سعيد في العام 1916، وهي تقص فصلا كاملا من تاريخ دمشق ودور المدينة الريادي في نشر العلم والمعرفة بالمشرق العربي. ويبيّن الكتاب أن صناع الأوطان هم ليسوا فقط من السياسيين والثوار بل أيضا من الشعراء والكتاب والأساتذة والأطباء. وتسرد القصة الرابعة “جمهورية الرئيس محمد علي العابد” تجربة الرئيس العابد في الحكم، والتي كانت الأطول مقارنة بتجربة نظرائه أيام الفرنسيين، حيث أنها كانت فريدة بأحداثها الجسيمة وهو ما جعلها تدرّس، أولا لأن العابد كان الرئيس الأول للبلاد، وثانيا لأنها ظلت مهمّشة ولم يقع الاهتمام بها ولم تحظ بمكانة في كتب التاريخ. :: اقرأ أيضاً فتاة بجورب قصير وصبي يقرأ الأوديسة في ظل النازية الشعر مغامرة كبرى محفوفة بخطر جميل معرض أنتويرب للكتاب في بلجيكا يحتفي بالثقافة العربية أمثولات شعرية تتشابك فيها الجذور مع الأجنحة
مشاركة :