تقدمت القوات العراقية سريعاً على المحور الجنوبي لمدينة الموصل، إذ اقتحمت مركز حمام العليل، واندفعت لتصل إلى بعد 6 كيلومترات جنوب الموصل. غداة تحرير عدة أحياء في شرق مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، شمال العراق، تمكنت القوات العراقية المشتركة، أمس، من اقتحام مركز مدينة حمام العليل جنوب الموصل، ووصلت الى بعد 6 كيلومترات من المدينة من ناحية الجنوب، ما يعني أن الطوق بدا يشتد على رقبة "داعش"، وأن طرد التنظيم من مدينة الموصل قد يكون وشيكاً. وقال قائد عمليات "قادمون يا نينوى" العسكرية الفريق الركن عبدالأمير رشيد، في بيان، إن فرق الشرطة الاتحادية والجيش العراقي اقتحمت مركز حمام العليل، ورفعت العلم العراقي فوق مبانيه. وأعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، عن اقتراب قطعات المحور الجنوبي مسافة 6كم عن الموصل. المحور الشرقي على المحور الشرقي، قال المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب صباح النعمان إن "قواتنا تخوض حاليا قتالا شرسا داخل الأحياء في شرق الموصل (...) القتال يجري من بيت إلى بيت". وكانت القوات قد اضطرت أمس الأول للتراجع جزئيا الى مشارف المدينة، وإعادة تنظيم صفوفها بعد المقاومة الشرسة للجهاديين. وقال أحد ضباط فرقة مكافحة الإرهاب "لم نكن نتوقع هذه المقاومة القوية. في كل طريق يوجد ساتر عليه دواعش وعبوات"، مضيفا: "كان من الأفضل أن نخرج من مكان الاشتباكات، ونضع خطة جديدة". وهذه المقاومة التي واجهتها القوات تتناقض مع تقارير أفادت بأن "داعش" سحب العديد من عناصره من الجهة الشرقية إلى الضفة الغربية من نهر دجلة. وفي بلدة برطلة شرق الموصل التي اتخذتها القوات العراقية قاعدة منذ استعادة السيطرة عليها في الأيام الأولى من الهجوم، تسمع صفارات سيارات الاسعاف التي تنقل جرحى قوات مكافحة الإرهاب من الجبهة بشكل متكرر. العبادي وزار القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس، منطقة عمليات "قادمون يا نينوى"، وتفقد القطعات العسكرية في الخطوط الأمامية. كما زار العبادي ناحية برطلة شرق الموصل التي تسكنها أغلبية مسيحية وتفقد القطعات العسكرية هناك. النازحون وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، في بيان أمس، "ارتفاع أعداد النازحين منذ انطلاق عمليات تحرير نينوى إلى أكثر من 29500 نازح". وأشار بيان الوزارة إلى "استقبال تسعة آلاف نازح خلال اليومين الماضيين، من مناطق قوقجلي وقراج في محافظة نينوى، وتم نقلهم إلى مخيمي حسن شام والخازر" شرق الموصل. وخاضت المنظمات الإنسانية سباقا مع الزمن من أجل بناء مخيمات لاستيعاب النازحين، في حين توقعت الأمم المتحدة نزوح أكثر من مليون شخص من المدينة بسبب المعارك. ويشكل النزوح مشكلة خصوصا للمجتمعات الزراعية، لصعوبة نقل المواشي وغيرها إلى المخيمات. كما يتوقع ان يزداد الوضع صعوبة على النازحين مع اقتراب الشتاء والطقس البارد. وأفاد شرطي عراقي بأن قنبلتين مزروعتين على الطريق انفجرتا أثناء مرور قافلة تقل عائلات عراقية فارة من بلدة واقعة تحت سيطرة التنظيم في شمال العراق في وقت متأخر من مساء أمس الأول، مما أسفر عن سقوط 18 قتيلا. واستهدفت القنبلتان شاحنة تقل سكانا من بلدة الحويجة على بعد نحو 120 كيلو مترا جنوب الموصل معقل "داعش" أثناء نقلهم إلى بلدة العلم المطلة على نهر دجلة. وقال العقيد نعمة الجبوري من شرطة المنطقة إن 17 من القتلى من النازحين. وقتل شرطي كان يرافق النازحين في سيارة دورية. وأعلن المتحدث باسم العشائر العربية في نينوى مزاحم الحويت، أمس، أن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أمر بتشكيل لواء للمتطوعين العرب في منطقة غرب دجلة (زمار وربيعة والعياضية وسنجار). وقال الحويت إن "تشكيل اللواء جاء بناء على طلب العشائر العربية للمشاركة في حماية مناطقهم"، مضيفا أن "عملية تسجيل المتطوعين بدأت أمس، وسيتم تسجيل نحو 2000 متطوع". وبين أن "اللواء سيكون تابعا لوزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان وسيساهم في تطوير العلاقات التاريخية وروح التآخي والعيش المشترك بين العرب والكرد". يذكر أن وزارة البيشمركة قررت في الفترة الماضية تأسيس تشكيلات عسكرية تضم متطوعين مسيحيين وإيزيديين وكاكائيين.
مشاركة :