بعد فوزيين متتالين حققهما العربي على اليرموك 3-2 في «دوري فيفا»، وعلى النصر 1-صفر في كأس ولي العهد، بدأت مشاعر التفاؤل تدب في صدور محبي «الأخضر» حيث أشعل الجهاز الفني بقيادة أحمد عسكر والمغربي توفيق بلاغة شمعة الأمل التي كادت تنطفئ مع بداية استحقاقات الفريق وسط الغضب الجماهيري من أداء اللاعبين، وخصوصاً المحترفين. ولعل قرار ابعاد المحترفين عن المشهد في هذه اللحظات كان من أهم قرارات عسكر وبلاغة، أضف إلى ذلك التعاقد مع مدرب لياقة من أجل أن يستكمل الجهاز الفني طاقمه التدريبي. وثمة تغييرات فنية أجراها الجهاز الفني على الفريق خصوصاً في خطي الوسط والدفاع، أهمها تثبيت المهاجم الشاب مبارك نصار في التشكيلة الاساسية الأمر الذي أعاد إلى خط الهجوم حيويته وسرعته، وظهر ذلك امام اليرموك والنصر. فبعد أن كان المدرب السابق فوزي ابراهيم يلعب بمهاجم واحد هو المحترف البرازيلي الياس اوليفيرا، أصر الجهاز الفني الجديد على تغيير التركيبة الهجومية بوجود مهاجمين في رسم 4-4-2. وفي خط الوسط، حدث تغيير جذري في التركيبة التكتيكية باقصاء المحترف الفرنسي جويل داماو عن التشكيلة الأساسية واشراك 4 لاعبين يجيدون الاحتفاظ بالكرة والتمرير جعل «الأخضر» أكثر نشاطا وقدرة في الانتقال من ملعبه إلى ملعب الفريق المنافس، فعلي مقصيد وبدر طارق وعبدالعزيز السليمي وزيد زكريا لهم خصائص فنية ومهارية تمنحهم ميزة الانسجام في تبادل التمريرات بينهم قبل تفعيل الهجمات، وربما لم يظهر هذا الانسجام جليا، ولكن ملامح الفريق في الوسط تشير إلى أن المقبل سيكون أفضل في ظل التغييرات التي يقوم بها عسكر وبلاغة وعبدالعزيز الكوت كجهاز فني موقت. مما لا شك فيه أن إدارة العربي لا تزال في حيرة من أمرها إزاء اتخاذ خطوة الإبقاء على عسكر ومنحه الثقة حتى نهاية الموسم أو التعاقد مع مدرب أجنبي تكون له رؤية واستراتيجية جديدة مع الفريق. وفي حقيقة الأمر أن الخيارين فيهما قدر كبير من الصواب، فالموسم لا يزال في بدايته وهذا يدفع باتجاه التعاقد مع مدرب أجنبي يستهل عمله دون أي ضغوطات نفسية، وكذلك الخيار الثاني يعد صحيحا، لا سيما وأن ملامح التغيير بدت واضحة على الفريق، خصوصاً من الناحية التكتيكية والنفسية. ربما يكون عسكر هو الرجل المناسب في هذه المرحلة الانتقالية، ولا بد من منحه فرصة كافية لإثبات وجوده، فإذا وجد «الأخضر» ضالته معه تجدد الإدارة الثقتة في الجهاز الفني، وقياسا على وضعية العربي من الأفضل عدم المجازفة بمدرب أجنبي والإبقاء على عسكر.