أقر الجيش الأميركي اليوم (السبت) بأن ضرباته في أفغانستان أسفرت «على الأرجح» عن سقوط ضحايا مدنيين في ولاية قندوز، وذلك بعد مقتل 30 مدنياً على الأقل في غارات جوية أول من أمس. وشهدت قندوز تظاهرات بعد المأساة وتجمع عشرات من أفراد عائلات الضحايا أمام مقر الحاكم حاملين جثث أطفال قتلوا. وصرح الناطق باسم الرئاسة أن «الرئيس الأفغاني أرسل وفداً خاصاً إلى قندوز للتحقيق حول الحادث. سيتم معاقبة أي إهمال». من جهته، قال الجنرال تشارلز كليفلاند أحد قادة القوات الأميركية في أفغانستان الذي سارع إلى إعلان البدء بتحقيق بالتنسيق مع القوات الأفغانية أن العناصر الأولى تظهر أن الهجوم «أسفر على الأرجح عن سقوط ضحايا مدنيين». وكان 30 مدنياً على الأقل، من بينهم نساء وأطفال، قتلوا الخميس الماضي في ضربة جوية شنها «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) في قندوز حيث تدور باستمرار معارك بين القوات الأفغانية وحركة «طالبان»، وقتل فيها جنديان أميركيان. وقال الناطق باسم السلطة التنفيذية في هذه الولاية الواقعة شمال أفغانستان محمود دانيش إن القوات الأفغانية وقوات التحالف نفذت عملية مشتركة ضد متمردي طالبان، ما أدى إلى «مقتل ثلاثين مدنياً أفغانياً وجرح 25 آخرين». وأعلن «حلف شمال الأطلسي» في وقت سابق مقتل جنديين أميركيين وجرح اثنين آخرين خلال العملية، وجاء في بيان لعملية «الدعم الحازم» التي يقوم بها «الحلف» في أفغانستان، أن «العسكريين تعرضوا لإطلاق نار خلال مهمة (...) مع شركائنا الأفغان لتحرير موقع من طالبان في إقليم قندوز». وأعرب وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر عن «حزنه العميق» لمقتل عسكريين أميركيين، وقال في بيان «كان أفراد قواتنا يؤدون دورهم لمساعدة الأفغان على تأمين بلادهم فيما يحمون بلادنا ممن يضمرون لنا الأذى». وأضاف أن العسكريين كانوا من بين أفراد مهمة «التدريب والمشورة والمساعدة» وأن شركاء من الجانب الأفغاني قتلوا أيضاً. ووفقاً للبيانات التي صدرت عن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قُتل 1832 من العسكريين الأميركيين خلال أعمال قتالية في أفغانستان منذ العام 2001، عندما غزت قوات بقيادة الولايات المتحدة البلاد للإطاحة بحكومة «طالبان». ولم تعلن أي مجموعة مسؤوليتها عن العملية التي تؤشر إلى تزايد انعدام الأمن، بعدما حاولت حركة «طالبان» المتطرفة الشهر الماضي دخول منطقة قندوز للمرة الثانية خلال عام. وقال قائد عملية «الحلف الأطلسي» في أفغانستان الجنرال الأميركي جون نيكولسون «هذه الخسارة تحطم قلوبنا»، متوجهاً بالتعازي إلى عائلتي وأصدقاء الجنديين. وأضاف «على رغم الأحداث المأسوية اليوم، نبقى ثابتين في التزامنا مساعدة شركائنا الأفغان في الدفاع عن أمتهم». ويأتي ذلك قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الأميركية. وسيكون على هيلاري كلينتون أو دونالد ترامب التعامل مع أطول نزاع تخوضه الولايات المتحدة ولا يزال من دون حل، وهي مسألة يتم التطرق إليها باستمرار في الحملة الانتخابية. ومنذ انسحاب غالبية القوات الغربية في نهاية العام 2014 من أفغانستان، أصبحت عملية «الدعم الحازم» تعد 12 ألف رجل بينهم حوالى عشرة آلاف أميركي مهمتهم تدريب ومساعدة القوات الأفغانية ودعمها في محاربة «طالبان» وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) المتواجد خصوصاً في شرق البلاد. ومنذ إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما في حزيران (يونيو) تمديد مهمة القوات الأميركية في أفغانستان، تشن القوات الأميركية ضربات جوية لحماية حلفائها الأفغان أو منع تقدم المتمردين.
مشاركة :