هدية العقلا للمرزوقي! | عبد الله منور الجميلي

  • 11/6/2016
  • 00:00
  • 38
  • 0
  • 0
news-picture

*(الجامعة الإسلامية) مؤسسة علمية وثقافية عملاقة تأسست في المدينة المنورة عام 1381هـ؛ لتكون مِـثالاً حَـيّـاً ومتحركاً للعطاءات التي قَـدمتها وتقدمها المملكة للعَـالَـم الإسلامي؛ حيث تهدف إلى استقطاب أبنائه في مِـنَـحٍ دراسية؛ ليعودوا بعدها لخدمة مجتمعاتهم، وقد تسـلّـحوا بالثقافة الإسلامية الوسطية، إضافة إلى رسالة الجامعة الهامة والحيوية في ميدان إنتاج الدراسات والبحوث العلمية ودعمها ونشرها. * (الجامعة الإسلامية) خلال عمرها الذي يـقَـارب (57 سنة) حققت نجاحات كبيرة في تحقيق أهدافها؛ وكُــلُّ مَـن تولى رئاستها أو إدارتها منذ تأسيسها، وحتى اليوم اجتهد في قيادتها وِفْـق معطيات عصره، ومَـا توفّر له من إمكانات. * لكن الشواهد تؤكد بأن معالي الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا في إدارته لتلك الجامعة التي بدأت في العام الـ (1428هـ)، واستمرت لـسِـت سنوات تقريباً، قَـدّم تجربة فريدة؛ نَـقَـل فيها الجامعة إلى فضاء أرحب وأوسع؛ حيثُ غَـرس في مفاصلها حياة مختلفة؛ ففي الجانب الأكاديمي تضاعفت أعداد طلابها؛ لتنتقل من آحَــاد الألوف إلى عَـشَـرَاتِها، صاحبه افتتاحُ أقسام وكليات جديدة، وتوسعٌ كبير في الدراسات العليا، رافق ذلك تنشيط لِأوْرِدَة البحث العلمي؛ وبـدا ذلك واضحاً في دعم الدراسات، وإنشاء الكراسي العلمية، وإقامة الندوات والمؤتمرات الكبرى، والمشاركة الفاعلة للجامعة في مختلف الفعاليات الثقافية داخل المملكة وخارجها. * رؤية (محمد العقلا) الإدارية التي لم تنسَ تطوير الـبُـنْـيَـة التحتية بمشروعات عملاقة، قَـاربَـتْ بين الجامعة والمجتمع من خلال برنامج ثقافي استقطب منبره الـكِـبَــار والـمُـؤَثِّــرين في أطروحات شَـفّـافة ناطقة بأحداث وقضايا الساعة حينها، وكان من ضيوفه: (خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أميراً للرياض، والأمير نايف رحمه الله، والأمير خالد الفيصل، ونخبة من الأمراء والعلماء والوزراء والمثقفين والشعراء). * أما الأهَـمّ في تجربة (العقلا) فَـأراه في تلك الـروح الإنسانية التي بَـثّـهَــا في شَــرَايـيـن الجامعة بتواضعه وأدبه الـجَـمّ، وممارسته الفِـعْـلِـيّــة لسياسةَ الباب المفتوح مع منسوبي الجامعة موظفيها وطلابها؛ الذين مازالت ذاكرتهم تحتضن صورته وسيرته العطرة؛ ففي كُـلّ مَـرة يعود فيها لزيارة الجامعة أو المدينة يسعون لمقابلته، وهم يُـرَدّدون (أبُــونَــا... أبُــوْنَــا). * عطاءات (العقلا) وإنسانيته المفرطَــة رشحته ليكون قريباً من طيبة وأهلها؛ مما مَـكّـنَـه من أن يحجز له مكاناً في قلوبهم البريئة، ورشحه لجائزة المدينة النبوية في مجال خدمة المجتمع. * وهنا ومع إيماني بأنّ لكلِّ شَـيخِ طريقته، ولكل مرحلة معطياتها، أتمنى على مدير الجامعة الإسلامية الأحدث الأستاذ الدكتور حاتم بن حسن المرزوقي أن يُـفِــيْــد من تجربة ومسيرة (العقلا) الناجحة؛ ليبدأ منها، ويُـضِـيْــف عليها، مع دعائي له بالتوفيق والنجاح. aaljamili@yahoo.com

مشاركة :