يراهن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، على شباب المنطقة في إعادة هيكلة الصورة الذهنية للإسلام ونشر سماحته، هذا ما قاله سموه لهم، خلال لقائه مؤخرا فئة الشباب ضمن أسبوعيات المجلس التي تعقد في منزله أسبوعيا. يأتي الرهان الثاني لناحية قدرتهم على تفعيل وتطبيق ممارسات إنسانية حضارية، تتوافق ومشروع مكة الفكري والثقافي، الذي أطلقته إمارة المنطقة تحت شعار (كيف نكون قدوة ؟) الذي يحقق الهدف الثاني من أهداف الرؤية التنموية للمنطقة، المتمثل في الارتقاء بتنمية الإنسان ليبلغ وصف القوي الأمين، عن طريق دعم الجهود التنموية ثقافياً وفكرياً وتوعوياً واتصالياً وتنسيقياً، بجانب إشراك المجتمع المدني في تحليل المشكلات واقتراح المبادرات. وجاء في طيات نقاش سموه مع أكثر من ١٦٠ شابا من أبناء محافظات المنطقة السبعة عشر، إشارات إلى أن طموحات (كيف نكون قدوة ؟) تعتمد على مبدأ التشغيل الذاتي من خلال تقديم أفكار وبرامج قابلة للتطبيق تتولى طرحها الجهات الحكومية والأهلية ومؤسسات المجتمع المدني وشباب المنطقة، إذ قال سموه للشاب عبدالعزيز المنصوري: (أنت مندوب الإمارة) رداً على طلبه بدعم مبادرة شبابية، وإشارة إلى أن كل المشاركين في فعاليات (كيف نكون قدوة ؟) لديهم ضوء أخضر للبدء والمشاركة في مشروع المنطقة فكراً وتطبيقاً بالتنسيق مع فريق العمل المكلف من الإمارة لتنظيم ومتابعة هذا المشروع. وكان واضحاً في مقدمة حديث الأمير خالد الفيصل، وأثناء إجابته على أسئلة الشباب واستفساراتهم، وكذلك مباركته لمبادراتهم، أنه مهموم بتغيير الصورة الذهنية لدى الغرب عن الإسلام واختصار حزمة أخلاق الدين الإسلامي في السيف، مؤكداً أن تاريخ الإسلام عموماً تمت كتابته بسوداوية، أثرت على إيصال رحمة الدين الإسلامي وحثه على الرفق، إلى العالم ، وأنه أيضا دين سلام وتسامح ومنهج حياة. وأكد سموه أن مفهوم وتطبيقات الإسلام باتت مهمة في عنق السعودية إتماماً لحظوظها التاريخية كمهبط للوحي، وأرضاً للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، إلى جانب مقوماتها الحالية، القادرة (بشبابها أولاً) على إعادة تقديم الإسلام للعالم بصورته الحقيقية. وأبان أن التطرف والإرهاب منحا أعداء الأمة أدوات كافية للنيل من الإسلام، وزعزعة موثوقية الأجيال الشابة بدينهم، وانتماءاتهم الوطنية، مؤكداً أن تقديم القدوة الحسنة يعتبر حلاً لإعادة بناء الصورة الحقيقية للإسلام، مشيراً إلى أن زيادة تعداد المسلمين في أوروبا وأميركا جاء بالقدوة الحسنة كما فعل التجار المسلمون في غرب آسيا عبر التاريخ من ناحية نشر الإسلام بحسن التعامل، والصدق، والأمانة. وقدم الأمير الفيصل للشباب -في حواره معهم- تلميحات عن مفاهيم (كيف نكون قدوة؟) مروراً بالفرد داخل الأسرة، والأسرة داخل المجتمع، مؤكداً أن إدارات التعليم والجامعات وإدارات القطاعات الحكومية والخاصة تتولى حالياً تصميم برامج «قدوة» وتنفيذها، مؤكداً أن الغاية الأساسية هي التأكيد على أن شباب المنطقة قادرون على تحقيق إنجازات ترفع راية الوطن في كافة المحافل. يذكر أن الأمير خالد الفيصل يعقد في مجلسه لقاءات مع فئات المجتمع بشكل دوري، فيلتقي الدعاة وأئمة المساجد وشيوخ القبائل بالإضافة إلى الإدارات الحكومية ورجال الأعمال والإعلاميين والمثقفين وأخيرا الشباب للاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم لتطوير التنمية في المنطقة إنسانا ومكانا.
مشاركة :