سيئول - (أ ف ب): تظاهر آلاف في سيئول أمس السبت وسط انتشار كثيف للشرطة للمطالبة باستقالة الرئيسة بارك غيون-هي التي تطولها فضيحة سياسية مالية واسعة. وخلال واحدة من أهم التظاهرات التي شهدتها البلاد منذ سنوات طالب 40 ألف شخص بحسب الشرطة و200 ألف بحسب المنظمين، باستقالة بارك. واعترفت بارك بأنها لم تتعامل بحذر مع صديقتها منذ أربعين عاما شوي سون-سيل (60 عاما) التي صدرت مذكرة توقيف بحقها يوم الخميس بتهمة الاحتيال واستغلال النفوذ. وحاول المتظاهرون الذين رددوا هتافات وحملوا لافتات تدعو الرئيسة إلى الاستقالة التوجه إلى البيت الأزرق مقر الرئاسة الكورية الجنوبية. واعترفت في كلمتها التي بثها التلفزيون –بتأثر- بأنها لم تحترس وأبدت استعدادها للإدلاء بإفادتها للنيابة العامة في فضيحة الفساد هذه، رغم الحصانة التي تتمتع بها بوصفها رئيسة. وقالت بارك مي هي (44 عاما) التي تظاهرت برفقة ابنتها: «لقد جعلني خطابها أغضب أكثر، لا تتوقف عن التعبير عن اعتذارات سخيفة كما لو أنها بريئة تماما». وتمت تعبئة نحو 20 ألف شرطي لمواكبة المتظاهرين السلميين رغم التصميم الذي عكسته خطبهم. وكان ضمن المتظاهرين كثير من الطلاب والأسر مع أطفالهم. وهتف المتظاهرون رافعين قبضاتهم «بارك غيون هي استقيلي. أنت محاصرة». واعترفت بارك التي تدهورت شعبيتها بنسبة 5 بالمائة يوم الجمعة بالمسؤولية في الفضيحة التي تورطت فيها صديقتها منذ أربعين عاما شوي سون-سيل (60 عاما) التي صدرت مذكرة توقيف بحقها الخميس بتهمة الاحتيال واستغلال النفوذ. وأقرت بأنها لم تكن حذرة كفاية و«مهملة». إلا أن الرئيسة الكورية الجنوبية نفت في خطابها الجمعة الشائعات التي سرت بشأن انتمائها إلى طائفة دينية وأنها أجرت في قصر الرئاسة طقوسا لتحضير الأرواح. كما نفت أن تكون صديقتها استغلت علاقتها بها واطلعت منها على أمور البلاد وأثرت عليها لتعيين مسؤولين كبار في الدولة. لكن الرأي العام قلق بشأن احتمال تدخل الصديقة في شؤون الدولة ومن أن تكون اطلعت على وثائق سرية رغم أنها لا تتولى أي منصب رسمي ولا تقيم في منزل مؤمن. وقال آن (53 عاما) لوكالة فرانس برس «يجب أن تستقيل لأنها فقدت كل سلطتها المعنوية كرئيسة». وصديقة الرئيسة هي ابنة زعيم ديني غامض يدعى شوي تاي-مين الذي أصبح مرشدها بعد اغتيال والدتها في 1974. وبعد هذه الاعترافات طالب الحزب الديمقراطي وهو حزب المعارضة الرئيسية في كوريا الجنوبية، بتغييرات جوهرية وحذر من أنه إذا لم تحدث هذه التغييرات فسيشن تحركا لدفع الرئيسة لمغادرة الحكم. لكن ليس من المرجح كثيرا أن تستقيل بارك. ويرى المحللون عموما أنها ستنهي ولايتها مع شرعية متقلصة جدا وفي وضع ضعيف.
مشاركة :