أغلق مهرجان "حكايا مسك" الذي نظمته مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية "مسك" في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية أبوابه، بعد أن فتح أبواباً جديدة لمواهب شابة لم يكن يعرفها أحد في السابق. ومن ضمن المواهب الشابة، الفنانة لجين باعيسى، التي وقفت على منصة العرض في ساحات الرسم، وأمسكت بيدها أداة حفر صغيرة، لتنجز أمام أعين الزوار، المتابعين باهتمام وإعجاب، لوحتين عن المدينة الاقتصادية، وصورتين للملك عبدالله بن عبدالعزيز والملك سلمان بن عبدالعزيز، بتقنية الحفر على الزجاج والمرايا، بعد أن كانت قد حددت اللوحتين سابقا. وأوضحت لـ "الاقتصادية" لجين باعيسى، أنها تحترف الرسم على الزجاج والمرايا، مشيرة إلى أن أعمالها التي نفذتها على المنصة، أو تلك التي تعرضها في الجناح المخصص لها في "سوق حكايا" نالت اهتماما كبيراً واستفسارات عديدة من الزوار. وبيّنت أن أغلب استفسارات الزوار تركزت حول طبيعة عملها، والمواد الخام والأدوات التي تستخدمها في تنفيذ لوحاتها بالحفر على الزجاج أو المرايا، باعتبارها تقنية جديدة عليهم، فضلاً عن الاستفسار عن كيفية تعلم هذا الفن، وإمكان تقديمها دورات تدريبية حوله، بشرط حصولها على شهادة "تدريب المدربين". وأشارت باعيسى إلى أنها بدأت مزاولة فن الحفر على الزجاج، ثم انتقلت إلى الحفر على المرايا باستخدام أداة "الدريل"، مفيدة بأنها شاركت في مهرجان "حكايا مسك" لعرض بعض أعمالها التي وجدت القبول والإعجاب من الزوار. وعن خطوات عملها، أوضحت أنها تختار أولاً التصميم المطلوب، ثم تبدأ عمل التحديدات والخطوط الأولية لرسوماتها على المرايا أو الزجاج، وبعدها تشرع في الحفر بواسطة أداة الحفر "الدريل"، ثم تملأ اللوحات بالتأثيرات اللازمة، بحسب طبيعة التصميم. ولفتت إلى أنها سبق لها المشاركة في فعاليات ملتقى "إجادة للإبداع" الذي أقيم أيضاً في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، إلا أن مشاركتها في "حكايا مسك" تعد الأولى، إذ لم تشارك في نسخته الأولى التي أقيمت سابقاً في الرياض. أما الفنانة الشابة عليا قصير، فعرضت أمام الزوار أعمالها التي تتركز على الزخارف والتداخل الزخرفي باستخدام خامات النحاس والحديد والرصاص. وأكدت لـ "الاقتصادية"، أنها لا تحب التقيد بأسلوب معين في أعمالها، بل تفضل تحويل أي فكرة إلى عمل زخرفي مباشرة، مشيرة إلى أن بدايتها في عالم الفنون بدأت بالرسم على الألواح الزيتية، ثم انتقلت إلى عمل الزخارف. وقالت "إنها تشارك للمرة الأولى في مهرجان "حكايا مسك"، وتعدها مشاركة رائعة"، إلا أنها تمنت توفير مساحات أكبر للمشاركين لعرض أعمالهم فيها، لافتة إلى أنها كانت تطمح إلى عرض كثير من أعمالها، ومنها لوحة كبيرة نفذتها عن تاريخ المملكة العربية السعودية، ولم تتمكن من عرضها في المهرجان، لضيق المساحة المخصصة لها. وحول أكثر شيء ناقشها حوله زوار المهرجان، ذكرت أن اللوحات التي صممتها باستخدام خامي النحاس والحديد، وتشكيلهما في شكل حصان، من أهم النقاشات. بدورها، احترفت الفنانة الشابة حنان النعماني، رسم الشخصيات بأسلوب "الأنمي مانغا" بالطابع الحجازي، وألفت كتابين بالرسومات عن حكايا وقصص حجازية، وكذلك يستهويها رسم الشخصيات الكرتونية بالأسلوب نفسه. وأوضحت لـ "الاقتصادية"، أن تخصصها الأساسي هو التمريض، إلا أنها تطمح إلى التخصص في الرسم، وتحويل اهتمامها بهذا الفن من هواية إلى عمل احترافي. وذكرت أنها قدمت في المهرجان ورشة عمل عن رسم الشخصيات الكرتونية، ورسم الشخصيات بأسلوب "الأنمي مانغا"، من خلال تعليم الزوار طريقة رسم التشريح الصحيح للجسم والوجه للشخصيات الكرتونية. وأبدت النعماني سعادتها الكبيرة بامتلاء القاعة المخصصة لها لتقديم ورشة العمل، مشيرة إلى أن عدد الحضور زاد على عدد المقاعد المتاحة، وتفاعلوا معها بالاستفسارات والمشاركة في الرسم خطوة بخطوة. وبينت النعماني أنها بدأت الرسم منذ طفولتها، وتحديدا من بداية تعلمها الإمساك بالقلم الرصاص، أي تقريباً منذ المرحلة الابتدائية، وتطورت معها هذه الهواية مع مرور الوقت. وأفادت بأنها كانت ترسم في البداية على جدران المنزل والمدرسة، ووجدت تفهما كبيرا من والديها لشغفها واهتمامها بالرسم، وساعداها على تنمية هوايتها بتخصيص جدار كامل داخل المنزل لترسم عليه، مع توفير أقلام تلوين يمكن مسحها لاحقا. وقالت "إنها تشارك للمرة الأولى في "حكايا مسك"، إلا أنه سبق لها المشاركة بعرض أعمالها في فعاليات أخرى خارج المملكة، وتحديدا في دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان". وربما تكون هواية الفنانة بيان باعيسى، الطالبة في كلية التصاميم والفنون في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، أكثر لفتاً للانتباه، كون فكرة مشروعها تتركز على التشكيل رسما ونصوصا بواسطة الحرق على الجلود الطبيعية، التي يستهويها استخدامها كثيرا.
مشاركة :