المخرجة والكاتبة الروائية السعودية ترى أن النساء السعوديات على الرغم من بعض التحديات الاجتماعية، يحصلن على التشجيع الجيد من أفراد المجتمع المتحضر، ويتلقيْن الدعم بالثناء من الحكومة. العربفادي بعاج [نُشرفي2016/11/06، العدد: 10447، ص(9)] سميرة عزيز سينمائية وصحافية وسيدة أعمال وكاتبة تطمح للمزيد عمان - نجاحات متكررة في مجالات متعددة تحصدها سميرة عزيز، التي تحمل أكثر من صفة. فهي المخرجة والكاتبة الروائية، والصحافية المرموقة، ومقدمة البرامج الإذاعية، وسيدة الأعمال الناجحة. اختيرت عزيز مؤخرا من قبل منظمة الاتحاد الدولي للرياضات العالمية التابعة للأمم المتحدة، من بين مرشحين من 158 دولة، لتكون مديرة للمنظمة لمدة ثلاث سنوات متتالية، ضمن انتخابات عقدت بمدينة غوجارات الهندية، وتم انتخاب عنايت كريم من بنغلاديش رئيساً للمنظمة، وريتشرد لورانس من الولايات المتحدة نائبا للرئيس، و”شري ويكو” من الهند سكرتيرا أول. حين حصلت على هذا المنصب، أعلنت أنها بصدد تنظيم عدد من المهرجانات الرياضية، والفعاليات الثقافية في المملكة العربية السعودية، بما يتوافق مع أنظمة الدولة. معتبرة أن المرأة السعودية دائما تبقى نموذجا مثاليا للمرأة العربية التي تتقلد أعلى المناصب، وفي نفس الوقت لا تتخلى عن مبادئها التي تربت عليها في المجتمع المحافظ، فالعمل لا يقضي على تلك المبادئ. تُصنّف نفسها كمواطنة سعودية، مثلها مثل بقية أبناء المملكة، وتؤكد دوما أنها لم تشعر يوما بأنها مجنّسة، بل على العكس إنها تتلقى التشجيع منذ بداية مشوارها العملي من الكثير من الأشخاص السعوديين أينما حلّت. العمل والمبادئ ولدت في عام 1979 بمدينة الخبر السعودية من أب هندي الأصل وأمّ أميركية، هاجر والدها أول مرة من الهند إلى باكستان ومن ثم إلى السعودية، وبعدها رحلت العائلة إلى الولايات المتحدة. الفتاة السعودية من الشخصيات الطموحة جدا، فعلى الرغم من زواجها في سن صغيرة إلا أنها تمكنت من إتمام مشوارها التعليمي حتى حصلت على درجة الماجستير في العلاقات الدولية والصحافة. كما نالت درجة الدكتوراه في العلاقات التجارية من الجامعة العثمانية في حيدر أباد بالهند، التي تعتبر من أكبر الجامعات في شبه القارة الهندية، وهي بذلك استطاعت أن تكون سيدة أعمال ناجحة، حتى أنها حصلت على علامات تجارية معتمدة في السعودية والهند، فهي المالكة لمجموعة “سميرة عزيز″، ومجموعة وطنية سعودية بمدينة جدة، ومجموعة “سميرة عزيز للترفيه”. فيلم "ريم" يعتبر أول تجربة على صعيد الكتابة والإخراج في السينما الهندية لسميرة عزيز، التي خلفت وراءها 15 سنة من الخبرة الصحافية، لتخوض تجربة صناعة الأفلام، بعدما قررت السعي إلى تحقيق حلمها في بوليوود أكثر نساء الشرق الأوسط "نجاحا" إلى جانب العلاقات الدولية، درست عزيز صناعة الأفلام وتعلمتها على يد بعض المخرجين الهنديين العاملين في هوليوود، بالإضافة إلى عملها مع الممثل والمخرج السعودي فهد غازولي، كما عملت كمساعدة لعدد من المخرجين السعوديين في أفلام مثل “لامار” و”حياة”. تعلمت كيفية كتابة السيناريو السينمائي، باعتمادها على قدراتها الأدبية كونها كاتبة روائية، وهي أول سعودية تكتب باللغة الأردية، وهي أيضا صحافية. لديها برنامجها الإذاعي “مرحبا مع سميرة عزيز″، في الإذاعة الآسيوية في بريطانيا. وتمتلك وكالة المعلومات الآسيوية، كما عملت كمحررة ذات خبرات دولية في صحيفة “سعودي جازيت”، ولم تنقطع عن العمل الصحافي أبدا، حيث تعمل الآن بمنصب رئيسة تحرير مجلة “بيز كونكت” التي سوف تصدر قريبا كمجلة ربع فصلية. من المحطات المشرقة في حياة عزيز، حصولها على جائزة النساء الناجحات عن فئة “رمز ثقافي كبير من الشرق الأوسط” التي أقيمت في مدينة دبي، حيث توِّجت بها نتيجة المساهمات والإنجازات التي قدمتها في بعض المجالات المتعلقة بالفنون والمرأة، ولكونها صحافية تصنع الأفلام، وتكتب السيناريو، وتعدّ البرامج الإعلامية، وبذلك تكون أول امرأة سعودية تنال هذه الجائزة المرموقة. تقول عزيز إنه “من المهم جداً بالنسبة إلى المرأة أن تحقق ذاتها عبر مثل هذه الجوائز القيِّمة، ومن المهم أيضا للنساء أن يكنّ مؤهلات تأهيلاً جيداً ليعملن بجد وعزم على تحقيق النجاح، ويجب على الرجال أن يتعهّدوا بمساعدة النساء السعوديات على تحقيق طموحاتهن، وبلوغ أرفع الجوائز والمراتب، خصوصا أنهن يقدمن أنفسهن بشكل مميز على المستويات الخارجية، ويحصدن العديد من الجوائز″. تحترم المرأة الفائقة كما تسمّى في السعودية، جميع النساء الجديرات بالثناء، في منطقة الشرق الأوسط، للمساهمات والإنجازات الهائلة في مختلف المجالات، حيث قالت في لقاء تلفزيوني في برنامج “إم بي سي في أسبوع″ إنها تؤكد “على أن الجميع يعرف ما نعرفه عن جميع السيدات الرائعات، ونأمل من خلال نشر إنجازاتهن تشجيع مئات أخريات بالإنجاز نفسه، والجوائز هي مصدر تشجيع كبير للنساء، مع تعبير ملموس عن الدعم والمستقبل المشرق للنساء في العالم”. حصولها على جائزة النساء الناجحات عن فئة “رمز ثقافي كبير من الشرق الأوسط” التي أقيمت في مدينة دبي، يتوج سميرة عزيز نتيجة المساهمات والإنجازات التي قدمتها في بعض المجالات المتعلقة بالفنون والصحافة والمرأة. ترى عزيز أن النساء في السعودية اليوم، على الرغم من بعض التحديات الاجتماعية، يحصلن على التشجيع الجيد من أفراد المجتمع المتحضر، ويتلقيْن الدعم بالثناء من الحكومة السعودية، ومن المهم جداً بالنسبة إلى المرأة، أن يقدم لها الدعم، لتعمل بجد وعزم على تحقيق النجاح. تمتلك عزيز شركة للإنتاج الفني في الهند، بالشراكة مع المنتج الهندي أسلم سولكار، وتستعد لافتتاح فرع لشركتها الإنتاجية في باكستان، وهي عضو في جمعية الكتَّاب في بوليوود بالهند، التي تضم كتَّاب الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية. أول مخرجة سعودية في بوليوود كان فيلم “ريم” أولى ثمرات الشراكة السعودية الهندية التي تقودها عزيز، وتدور أحداث الفيلم حول أمّ هندية، تعود إلى مومباي بعد انفصالها عن زوجها السعودي، تاركة طفلتها السعودية ريم التي لم تتجاوز عاما الأول مع والدها الذي تزوج بأخرى، وقام بتربيتها مع بقية إخوتها، من زوجته الثانية، تعيش معهم حياة سعيدة، وتتلقى التعليم والتربية الصالحة، لتكتشف لاحقاً أن والدتها الحقيقية “هندية” تعيش في موطنها. فتقرر ريم السفر إلى مومباي وتبدأ رحلة البحث عن والدتها لتواجه الكثير من الأحداث المثيرة والمواقف الكوميدية، ما بين السعودية والهند. فيلم “ريم” يعتبر أول تجربة على صعيد الكتابة والإخراج في السينما الهندية لسميرة عزيز، التي خلّفت وراءها 15 سنة من الخبرة الصحافية، لتخوض تجربة صناعة الأفلام الاجتماعية، بعدما قررت السعي إلى تحقيق حلمها، في كتابة سيناريو هذا الفيلم الذي تسعى من خلاله إلى تغيير الصورة النمطية عن المجتمع السعودي في بوليوود. يضم الفيلم نخبة من الممثلين السعوديين القديرين أمثال محمد بخش، حمزة إسكندر، سالم باوزير، عبدالرحمن سعود، وتؤدي دور ريم الممثلة المغربية الأصل وئام دحماني. وتتجاوز مدة عرض الفيلم الساعتين، ويحوي ست أغنيات باللغة الهندية مترجمة إلى العربية، وعرض في دور السينما العالمية، بعد أن وصلت تكلفته إلى خمسة ملايين ريال سعودي. سميرة عزيز لا تؤمن بالتوقف أمام التحديات، فعلى الرغم من زواجها في سن صغيرة إلا أنها تمكنت من إتمام مشوارها التعليمي حتى حصلت على درجة الماجستير في العلاقات الدولية والصحافة. كما نالت درجة الدكتوراه في العلاقات التجارية من الجامعة العثمانية في حيدر أباد بالهند، التي تعتبر من أكبر الجامعات في شبه القارة الهندية زارت عزيز الهند العديد من المرات للاتفاق على خطة العمل، والبدء بالتصوير، وقالت إن اختيارها بوليوود جاء بعد دراسة مكثفة للسينما العالمية، لذلك فإن تصوير مشاهد الفيلم الداخلية التي استغرقت 45 يوماً كانت في مدينة مومباي الهندية، مع إضافة 10 أيام لتصوير المشاهد الخارجية في جدة، أما سبب اختيارها المشاهد الخارجية في جدة، فهو لإبراز هذه المدينة الساحلية الجميلة، التي تقع على البحر الأحمر، خصوصاً أن هناك الكثير من المواقع التاريخية والسياحية في جدة، التي يجب أن يراها العالم الخارجي، لتغيير صورة المجتمع السعودي الراسخة في أذهانهم، من وجهة نظرها. عن عملها السينمائي تقول سميرة عزيز “يعدّ الفيلم المبادرة الأولى في مجال التعاون الفني بين البلدين، وهو ما سيمنحه نكهة خاصة، القصة حقيقية، ومن صميم الواقع، ولم يسبق لأحد أن تطرق إلى هذه الفكرة، فهو يُسلّط الضوء على العادات المشتركة بين المجتمعين السعودي والهندي، ويحمل رسالة صريحة تفيد بتصحيح صورة المجتمع السعودي في منظور العالم الخارجي، بعيداً عن الصورة النمطية التي باتت راسخة لدى البعض، وإبراز المجتمع السعودي بصورة تليق به، وبما يحويه من مبادئ اجتماعية وتعليمية، وحياة متنوعة”. وتضيف “دائماً ما يتم تصوير المرأة السعودية، على أنّها ضحية المعايير الاجتماعية، فلندع العالم يدرك أن لدينا أمثلة كثيرة كالبطلة ريم، وهي امرأة سعودية قادرة اليوم على الحصول على حريتها، وبناء هويتها”. الفيلم يحتوي على الكثير من الأحداث المثيرة، إضافة إلى مشاهد حقيقة، يبعث من خلالها رسالة إلى العالم، بأن السعوديين شعب محبّ للسلام، متسامح وينبذ التعصب والعنصرية والإرهاب، كما أن الرجل السعودي ليس قاسياً كما يعتقد الكثير من شعوب العالم. المرأة أمام التحديات تصر سميرة عزيز التي تغزو بوليوود، على رغبتها في أن تُعرِّف العالم بالسعودية من خلال أعمالها السينمائية، وتقول المخرجة السعودية، في مقابلة مع وكالة “آي إن إس إيه” إن “هدفي هو تقديم المملكة إلى العالم الخارجي، لأن السعودية هي مجتمع غير ظاهر، والسعوديون لم يعتادوا الخروج إلى العالم وتقديم أنفسهم، وتسبب ذلك في انتشار المفاهيم الخاطئة عنهم”. وتسود اليوم نظرة إيجابية للمرأة السعودية بسبب تمكّنها من خوض المجال العملي والتفوق فيه، تاركة بصمة قوية، تحكي عن إنجازاتها، وما قدمته من مساهمات لخدمة المجتمع. وتثبت عزيز أنها من النساء القائدات في المنطقة العربية في القرن الحادي والعشرين، وأنها تمثل المرأة العصرية التي لا تتوقف في نجاحها على مجال واحد، بل هي تعبر المسافات البعيدة بين الثقافات المختلفة، وتحاول أن تقدم نفسها وهي ترتدي الحجاب الإسلامي الواجهة الحضارية للشرق الأوسط، وهي ترى أن النجاح مطلوب في كل الأوقات سواء للرجل أو للمرأة، فلا فرق بينهما الآن في العمل والإصرار على النجاح. :: اقرأ أيضاً أنطونيو غوتيريس برتغالي محافظ هل يسدل ستار النهاية على اللعبة الدولية إدموند غريب مفكر مهاجر يقرأ الشرق الأوسط ويعرف اتجاه بوصلة واشنطن فؤاد كامل الرسام الحركي الذي استعادته مصر
مشاركة :