صور أعمدة الدخان تتصاعد فوق صحراء العراق، والقوات تتحرك لاستعادة الموصل من قبضة داعش قد يبدو بعيدا جدا عن الحياة في أوروبا، لكن الاضطرابات يمكن أن تصل إلى القارة العجوز، خاصة أن الهجوم يربط اللاجئين والجهاديين بمصير واحد، ويؤثر على العلاقات الحساسة مع تركيا. القلق الأكثر إلحاحا لأوروبا جاء على لسان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حيث قال إن هناك حوالي 4000 أوروبي يقاتلون مع داعش، إذا تحررت الموصل من التنظيم، وسقطت الرقة، فهذا يجبر جحافل من الشباب المتمرسين على القتال للعودة مرة أخرى إلى قارة تعاني بالفعل من موجة من الهجمات الإرهابية. وقال ريتشارد باريت مسؤول مكافحة الإرهاب البريطاني السابق: الأجانب لن يجدوا أن المقاومة سهلة .. وسوف يحاولون الهرب إلى أي مكان، وقد يعودون إلى الوطن.. لأن الكثير منهم لن يكون قادرا على البقاء أو يريد البقاء في سوريا أو العراق. وأضاف: الدول الأوروبية لديها سياسات كافية لمواجهة العائدين إلى الوطن.. ببساطة سجن الجهاديين الأكثر خطورة الذين يعودون للوطن سوف يأتي بنتائج عكسية.. ويمكن أن يؤدي إلى مزيد من التطرف إذا لم يتم معالجة هذه المشكلة، والأسباب التي تجذب الشباب إلى الفكر المتطرف في المقام الأول. في بلجيكا، ودول الاتحاد الأوروبي التي لديها عدد كبير من المقاتلين في سوريا والعراق، تطالب داعش المقاتلين الجدد بالبقاء في وطنهم وشن هجمات هناك، بدلا من السفر إلى العراق وسوريا حيث أراضيها تتناقص. وقال ريك كوولسيتال الخبير في التطرف : في حين يتفق دول الاتحاد الأوروبي على تبادل المعلومات الاستخباراتية عندما يتعلق الأمر بمنع الناس من الانضمام لداعش، لا يتفقون على أفضل الممارسات لإعادة إدماج المقاتلين الذين يعودون للوطن. وأضاف: تركيز الدول انصب بشكل كبير على الجوانب الأمنية، بدلا من إعادة الإدماج الاجتماعي. الاتحاد الأوروبي يخشى أيضا من تدفق اللاجئين، وهي القضية التي تسببت في فوضى عارمة في القارة العجوز العام الماضي، عندما وصل أكثر من مليون شخص بحثا عن ملاذ آمن. ضراوة معركة تحرير الموصل أجبرت بالفعل ما يقرب من 11 ألف شخص على مغادرة منازلهم، بحسب ليو دوبس المتحدث باسم وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ومفوضية شؤون اللاجئين. وحذر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي من أن مليون شخص قد يفرون من المدينة، والآن النازحين يقيمون على مقربة من المدينة على أمل العودة عندما ينحسر القتال، ولكن دوبس تقول إن حركة اللاجئين إلى تركيا وأوروبا هو احتمال علينا أن نأخذه بعين الاعتبار. تركيا حليف رئيسي في مكافحة تدفقات جديدة للاجئين، ومراقبة الحدود لمنع المقاتلين الأجانب من الهروب أو الدخول للموصل، وعضو في ائتلاف مكافحة داعش، لكن العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي توترت بسبب حملة واسعة ضد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بسبب الإجراءات التي يتخذها ضد المعارضين بعد محاولة انقلاب فاشلة في يوليو الماضي، والخلافات حول قضايا مثل السفر بدون تأشيرة للأتراك دول الاتحاد كلها قد تجعل أنقرة تغض الطرف. بينما الخوف من المقاتلين الأجانب وتكرار أزمة الهجرة العام الماضي قلق زعماء أوروبا يتزايد الآن. شارك هذا الموضوع: اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :