قال أبوالطيب المتنبي : جزى الله الشدائد كل خير عرفت بها عدوي من صديقي هناك عبارة تقول (الريح التي تهب في الوجه تجعل المرء حكيما) وهذه الأيام تهب العواصف والرياح العاتية التي وإن كانت لها أضرار بالغة إلا أنها لها فوائد أيضا ولعل من أبرز فوائدها سقوط الأقنعة عن الوجوه الكالحة التي تضمر الحقد الأسود والشر المستطير ليس لأعداء الإسلام من اليهود والنصارى إن صح التعبير ولكن لغالبية المسلمين من الطائفة السنية ويتركز الهجوم عليى دولتين وهما تقريبا الدول التي تقود العالم الإسلامي ذو الأغلبية السنية وهما المملكة العربية السعودية وتركيا. قبل أيام ألقى خليفة كلاب النار تنظيم داعش خطابا ناريا طالب فيه الإرهابيين من داعش غزو تركيا وأن يجعلوا أمنها فزعا ورخاءها هلعا لأنها على حد تعبيره تدخلت في مشروع جهادهم ودائرة عملهم وأيضا طالب بتكثيف العمليات الانتحارية في السعودية وتغيير النظام فيها في خطاب استمر نصف ساعة لكنه لم يذكر حتى اسم إيران وهي التي تحاصره في مدينة الموصل بواسطة الحشد الشعبي والمليشيات الشيعية الأخرى التي يقودها قائد فيلق القدس قاسم سليماني وكأن مايحدث هو مسرحية مكشوفة تهدف إلى تطهير العراق وكذلك سوريا من المكون السني بحجة مكافحة الإرهاب والقضاء على تنظيم داعش. رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تزامنا مع خطاب أبوبكر البغدادي أيضا هاجم في خطاب له تركيا وحذرها من التدخل في معركة الموصل وأنها لو تدخلت سيؤدي ذلك إلى تفكيك تركيا ومعروف أن العبادي هو الواجهة العربية للنظام الإيراني . نفس اللهجة نجدها عند قياديي الحشد الشعبي وأشهرهم أبو عزرائيل حيث يتوعد تركيا بالويل والثبور وعظائم الأمور إذا هي فكرت في التدخل في معركة الموصل فنجد أن الوجوه تتغير ولكن الخطاب واحد. طبعا الأمين العام لحزب الله لايكاد يخلو له خطاب من الهجوم على المملكة العربية السعودية ويدعو إلى تغيير النظام فيها وكان هناك خيوط مؤامرة تحاك ضد كل من السعودية وتركيا لأنهما هما من يقف بالمرصاد للتنظيمات الإرهابية وكذلك الراعي الرسمي لإرهاب نظام الولي الفقيه. الحكومة الأمريكية قبل أيام حذرت رعاياها من السفر إلى تركيا وهذا التحذير يتزامن مع تهديدات خليفة الدواعش أبوبكر البغدادي ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وقيادات الحشد الشعبي وأمين عام حزب الله حسن نصرالله وكما يقول المثل (لا دخان بلا نار) فما يحدث في الموصل وكذلك الاستعدادات لمعركة الرقة والتي هي في ظاهرها القضاء على داعش ولكن في باطنها إشعال حرب مذهبية في المنطقة وجر كل من تركيا والسعودية لتلك الحرب القذرة وهو المخطط التي تسعى كل من أمريكا وروسيا لتنفيذه من خلال الدول الداعمة للإرهاب وهي إيران والكيان الصهيوني وأدواتهما في المنطقة داعش وحزب الله والحشد الشعبي وبقية التنظيمات الإرهابية. الواضح أن هناك غياب واضح وكامل لجمهورية مصر التي يفترض أن تكون لاعب إقليمي مؤثر يرجح كفة المكون السني في حرب مفروضة عليه من قوى دولية تريد تفكيك المنطقة والسيطرة عليها. إن الأوراق بدأت تنكشف وكما يقول المثل (الطيور على أشكالها تقع) فقد بدأت الأقنعة تتساقط وتوضح أبعاد المؤامرة القذرة على الدول التي تمثل الإسلام المعتدل والوسطية الدينية وهي تركيا والمملكة العربية السعودية لأنهما رأس الحربة في الدفاع عن المكون السني في المنطقة وهو تصنيف نرفضه ونكره الخوض فيه ولكن النظام الإيراني الذي يفتخر أنه يسيطر على أربع عواصم عربية وهي معروفة يجعل من التصدي له والتنظيمات الإرهابية التي يدعمها ضرورة بل حرب وجود وتقرير مصير ونسأل الله أن يثوب هذا النظام الإيراني الدموي إلى رشده ولا يضع المنطقة برمتها فوق صفيح ساخن. ملاحظة : ورد في مقال الأمس خطأ في اسم شاعر قصيدة الأطلال الخالدة فقد ذكرت أنه شاعر النيل حافظ إبراهيم والصواب هو الدكتور إبراهيم ناجي ونشكر القارئ الذي نبهنا لهذا الخطأ ونعتذر للقراء الكرام لذا وجب التنويه وتصحيح الخطأ الذي ورد في مقال الأمس. أحمد بودستور
مشاركة :