أرزاق... فعلاً لكل كائن رزقته وإن خلت البشرية من إنسانيتها خربت. فالإنسانة المواطنة التي جدولت حياتها يومياً على إطعام القطط في المباركية... تُجسد إنسانية ما بعدها إنسانية على طريقتها. الإنسانة تلك وفي توقيت محدد من وضح النهار تتقدم من أحد المطاعم في المباركية وتطلب دجاجة مشوية، وتنتظر حتى تنضج، ومن ثم تطلب صحنين وتتوجه إلى شارع الغربللي وتجسو على ركبتيها لتقوم لاحقاً في تقطيع لحم الدجاجة، وتضعه في أحد الصحنين أمام القطط فيما تضع الماء في الآخر. «المدللات» من القطط التي اعتادت على مروءة الإنسانة ما أن تراها حتى تقترب منها، وتنتظر بفارغ الصبر وهي تموء بغنج حتى تحصل على نصيبها من الوليمة. أصحاب المحالات في شارع الغربللي أفادوا «الراي» أن «تلك المرأة المسنة ومنذ زمن طويل تطل يومياً للقيام بمهمة إطعام القطط الشاردة، فيما قال أحدهم (حتى قطط المنازل قد تغار من الاهتمام بقطط الشارع)». ... فعلاً الدنيا أرزاق.
مشاركة :