النسخة: الورقية - دولي كيف سحب السفراء الثلاثة من قطر؟ أكمل بما بدأت أمس مستنداً إلى معلومات سمعتها من ثلاثة مسؤولين شاركوا في المفاوضات. قال أحدهم إن نشاط قطر استمر مخالفاً لوثيقة النقاط الثلاث التي أشرت إليها أمس ووقعها الشيخ تميم بن حمد، أمير قطر، وهو أضاف أن الدليل المادي ما قال القرضاوي عن السعودية والإمارات عبر تلفزيون قطر الرسمي. الشيخ محمد بن زايد تكلم بإيجابية عن قطر وعن الشيخ تميم في اجتماع مع سياسيين ومفكرين في مصر، وقال: من ضدها نحن ضده، محاولاً طمأنة القطريين. القطريون قالوا أن القرضاوي لا يمثل قطر. كيف هذا؟ الأمير قبّله على رأسه، وهو يحكي عبر تلفزيون رسمي، ومن مسجد قطري. صار اجتماع في الكويت في 17 من الشهر الماضي بحضور الشيخ صباح والشيخ تميم ووزراء خارجية مجلس التعاون وتعهد الشيخ تميم بأن القرضاوي لن يحكي من تلفزيون قطر مرة أخرى. قال إنه زجره وأنّبه وأمره ألا يكرر حملاته ومواقفه من دول مجلس التعاون. في هذا الاجتماع (في الكويت) صارت المقولة المشهورة بحضور الأمير سعود الفيصل والوزراء. كان الشيخ تميم قال: أنتم تتهمون قطر ولا تقدمون أدلة على اتهاماتكم. فقيل له: لا نثق بكم في حال إعطاء الأدلة لأنكم ستسعون إلى معرفة من قدمها لنا. هذا الكلام يعكس mindset السعودية تجاه قطر إذ كانت هناك خشية من معاقبة مصادر المعلومات. في النهاية، اتفق الحاضرون على اجتماع آخر في الرياض. أضاف المسؤول الخليجي: هنا تدخل مفاجأة أخرى. حاول القطريون في اجتماع الرياض في الرابع من هذا الشهر أن يجعلوا الخلاف على social media أو وسائل التواصل الاجتماعي. تجاوزوا ناساً قتلة يستغلون الدين. اتفقنا على آلية لتنفيذ ما اتفق عليه في الرياض. الكويتيون حاولوا أن يلعبوا softball، وأن يخففوا من حدة القضية. اقترحوا تشكيل آلية عامة. إذا وقعت مشكلة تتكوّن لجنة، ترفع تقريراً إلى الرئاسة، وهذه إلى الوزراء، ثمّ إلى القمّة. أضاف المسؤول: نحن نتكلم عن آلية لليوم وليس للمستقبل. يوم اجتماع سحب السفراء طرحت آلية بديلة تدخل في تفاصيل ما هو المطلوب من الجميع، وليس من قطر وحدها. قطر وافقت على الورقة البديلة ثم اشترط وزير خارجيّتها خالد العطية شرطين: الأول ألا توقع قطر الورقة، والثاني أن تقدم قطر ورقة من عندها تفسر ما جاء في ورقة التعاون. هذا موقف مرفوض. هنا انفض الاجتماع من دون اتفاق. واتفقت بعده السعودية والإمارات والبحرين على سحب السفراء. قال المسؤول: هم يريدون تبسيط الموضوع. زعموا أننا كلنا «زعلانين» بسبب مصر. الوثيقة لا تتحدث عن مصر إطلاقاً. اسمها غير وارد فيها. قال مسؤول هو الأعلى رتبة بين الذين تحدثت معهم: نحن في السعودية والإمارات والبحرين لن نقبل استمرار التحريض من قطر. التحريض ضرر على قطر قبل غيرها. لا يمكن أن نبقى في مجلس واحد إذا استمر هذا الاتجاه. نريد مجلس تعاون مش مجلس تعارض. وكلمة أخيرة مني، أعرف المسؤولين الثلاثة الذين أعطوني المعلومات المنشورة اليوم وأمس على امتداد عقود، وثقتي بهم كبيرة لأنني وجدتهم دائماً صادقين في تعاملهم معي وهناك ثقة متبادلة.
مشاركة :