أبوظبي (الاتحاد) أكد علي خليفة الشامسي، الرئيس التنفيذي لشركة الياسات للعمليات البترولية المحدودة، رئيس معرض ومؤتمر أديبك 2016، أن أسعار النفط ستستمر في التذبذب وفقاً لظروف السوق، وهذا جزء من طبيعة ودورة النظم الاقتصادية، موضحاً أن الأسعار تعتمد على عدد من العوامل تبدأ من الاكتشافات البترولية الجديدة وصولاً إلى مرونة الطلب. وتابع الشامسي « كل تحدٍّ يأتي بفرص جديدة، ومن خلال تبني أحدث التقنيات وتدوير عجلة الابتكار، يمكن للبلدان المنتجة للنفط تطوير أساليب التنقيب والإنتاج الجديدة التي تؤدي إلى تحقيق الكفاءة التشغيلية واستدامة المشاريع المتسمة بالتكلفة المنخفضة لإنتاج البرميل، لذا فإن الأسواق التي تدرك هذه المسألة سوف تحقق الاستفادة المرجوّة على المدى البعيد، بغض النظر عن صعود أسعار النفط أو هبوطها». وأضاف: يمر قطاع النفط والغاز حالياً بعملية تحول، لذا فإن الوصول إلى مصادر معلومات حقيقية وموثوقة على أرض الواقع والاطلاع على الخبرات البارزة في العالم من الأمور بالغة الأهمية لضمان التمتع بالقدرة على المنافسة في السوق هذه الأيام. ووفقاً لتقرير «إكسون موبيل» المعنون «توقعات قطاع الطاقة: نظرة حتى عام 2040»، من المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على الطاقة بنسبة 25% بين 2014 و2040، فيما تظلّ أنواع الوقود الأحفوري المصدر الرئيس لتلبية معظم احتياجات العالم من الطاقة. ووفقاً للتقرير نفسه، من المتوقع أن يفي الغاز الطبيعي بما نسبته 40% من هذا النمو المرتقب في حجم الطلب العالمي على الطاقة، ومن خلال دعمنا لأديبك عاماً بعد عام، فإننا نتيح للخبراء وقادة الأعمال وصانعي القرار في قطاع النفط أرضية مشتركة يمكن أن يلتقوا عليها وينخرطوا في مناقشات بنّاءة من شأنها تمكينهم من تجاوز الصعوبات وتحقيق الازدهار في مشهد الطاقة الجديد. وأضاف الشامسي، يُلاحظ أن أبوظبي سرعان ما أصبحت أحد مراكز الطاقة الأشدّ تأثيراً ونفوذاً في العالم خلال القرن الحادي والعشرين، وموقع أديبك الاستراتيجي في العاصمة الإماراتية يعزّز مكانة الحدث في كونه ملتقىً عالمياً للمختصين في النفط والغاز. وأفاد بأن أهم التطورات التي يشهدها «أديبك هذا العام هي تنظيم مؤتمر «الأمن في قطاع الطاقة» وهو حدث يقام لأول مرة، والذي يجمع في مكان واحد أفضل الخبراء والباحثين في مجال أمن الإنترنت وأمن منشآت البنية التحتية الحيوية لمواجهة التحديات المتنامية في مشهد الطاقة الراهن الذي يزداد ترابطاً. كما يعود برنامج أديبك لكبار الشخصيات بهيئة أقوى ومجال أوسع، داعياً للمشاركة فيه عدداً من المسؤولين وصانعي القرار من أجل الانخراط في نقاش مفتوح مع أعضاء نادي الشرق الأوسط للبترول، والذي يمثل منصة للتواصل وتبادل الخبرات والمعارف فيما بين أعضائه من كبار التنفيذيين في قطاع النفط والغاز. وسوف يترأس برنامج كبار الشخصيات للعام الجاري معالي الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) محمد باركيندو، الذي يعتزم عرض مجموعة من الرؤى المتعمقة بشأن مشهد النفط العالمي. وقال الشامسي «أصبح تحقيق الكفاءة التشغيلية أولوية لدى كل منتج ولكل مقدّم خدمات في القطاع، مع تزايد إدراك الشركات العاملة في القطاع بأن تبسيط الأنشطة التجارية يؤدّي إلى خفض التكلفة، وأمر أساسي لخلق بنية تحتية مؤسسية تتمتع بالمرونة والقدرة على الصمود في المستقبل، وهذا بالضبط ما ألهمنا الشعار الذي يتبناه أديبك هذا العام وهو «استراتيجيات المشهد الجديد في قطاع الطاقة». وأشار إلى أنه على الرغم من أن المنطقة قطعت خطوات واسعة في مجال اعتماد الأدوات والاستراتيجيات التي تعزز الكفاءة في القطاع، لا تزال هناك إمكانيات كبيرة غير مستغلة من الممكن أن تساهم في إحداث التحوّل المنشود في التكاليف على امتداد سلسلة الإمداد. كذلك سيساهم تبادل المعرفة، فضلاً عن التطورات المستمرة في مجال الأبحاث والتقنيات والابتكار، في حماية مستقبل هذا القطاع من التقلبات الجارية في الأسواق، علاوة على مواءمته مع مزيج الطاقة العالمي المتطور. وأكد أن الابتكار يكمن في صميم الإنتاج المستدام للطاقة، وهو يساعد في خفض التكاليف، وتمكين الشركات من أن تصبح أكثر قدرة على المنافسة في هذه البيئة الاقتصادية مع القيام في الوقت نفسه باستكشاف مصادر جديدة للطاقة بطريقة آمنة واقتصادية.
مشاركة :