على رغم أن الرشاقة أمر يدل على الصحة الجيدة والقدرة على عيش حياة أطول، إلا أن كتاباً حديثاً طرح فرضية تشير إلى أن الرجال الذين يعانون من الوزن الزائد وانخفاض معدلات هرمون الذكورة (التستسترون) مع تقدم العمر، عادة ما يعيشون حياة أطول من نظرائهم أصحاب الأجساد النحيفة، فما مدى صحة هذه الفرضية؟ وذكر موقع "بزنس أنسايدر" أن الدراسات التي استند عليها الكتاب ربطت بين انخفاض الكتلة العضلية لدى الرجال وزيادة الكتلة الدهنية وعلاقته بانخفاض مستويات هرمون التستسترون، الأمر الذي يحدث عند تقدم السن، إذ ذكر أستاذ الأنثربولوجيا ونائب عميد جامعة "يال" ريتشارد برايبيسكاس أن انخفاض هرمون الذكورة لدى الرجال الكبار في السن يؤدي إلى زيادة الكتلة الدهنية في الجسم بسبب دور هرمون الذكورة بالتحكم في البنية الجسدية. وأشار الكتاب إلى أن انخفاض هرمون التستسترون لا يؤدي فقط إلى زيادة الوزن بل أنه يؤثر على طول عمر الرجال أيضاً. وجاء الربط بين زيادة العمر وانخفاض مستويات التستسترون من دراسة أجريت على رجال تم إخصائهم، وتبين أنهم عاشوا حياة أطول بمعدل 20 سنة من الرجال الطبيعيين، إذ أثبتت الدراسات أن انخفاض مستويات التستسترون لدى الرجال ترفع نسبة قدرتهم على مقاومة الالتهابات وتخفض نسبة الإصابة بسرطان البروستات. ووضح الكتاب أن الاراء العلمية المتداولة عادة ما تؤكد أن الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد، وتكون كتلة جسدهم ما بين الـ 25 والـ 29.9، يكونون أكثر عرضة للأمراض من أقرانهم أصحاب الوزن المثالي، إلا أن الدراسات الأخيرة بينت أن هؤلاء الأشخاص يعيشون حياة صحية أكثر من غيرهم من أصحاب الوزن المثالي أو المنخفض أو ممن يعانون من السمنة، مع وجود أدلة أخرى تعاكس هذه الفرضية تماماً. وعلى رغم افتراضات الكتاب بالعلاقة بين انخفاض التستسترون وزيادة الوزن وطول عمر الرجال، إلا أن الدراسات الطببية تثبت أن انخفاض هرمون الذكورة لدى الرجال له أثره السلبي عليهم إذ يعمل على ضعف الوظائف المعرفية والجنسية وانخفاض الطاقة وقلة الحركة، الأمر الذي يستدعي اللجوء إلى العلاجات العاملة على زيادته في أجسادهم. ويذكر أن العلاجات التي تعمل على زيادة هرمون الذكورة لدى الرجال لها أثرها الإيجابي في الحفاظ على صحة العظام وتحسين الذاكرة، الأمر الذي يجعل من التستسترون من أفضل العلاجات المضادة للشيخوخة.