صادرت السلطات الأمنية في الخرطوم أمس، ثلاث صحف هي «التيار» و «الجريدة» و «الوطن» من دون إبداء اسباب، لكن صحافيين رجحوا أن يكون سبب المصادرة نشر مقالات رافضة لزيادة أسعار المحروقات والكهرباء. تزامن ذلك مع استمرار اعتقال قيادات معارضة، ودخول الأطباء في إضراب يستمر يومين. وقال عاملون في الصحف المصادرة إن السلطات لم تبلغهم بأسباب مصادرة أعداد صحفهم بعد طباعتها، لكنهم رجحوا أن يكون السبب انتقاد زيادات الأسعار التي أقرتها الحكومة ورفعها الدعم عن السلع. وقال لـ «الحياة» مسؤول في صحيفة «التيار» أن مصادرتها تعود إلى مقال لرئيس تحرير الصحيفة عثمان مرغني عنوانه: «هذا أو الطوفان»، دعا فيه إلى الإفساح في المجال أمام تجربة جديدة، بعد أن أثبتت حكومة الرئيس عمر البشير فشلها. وقال رئيس تحرير «الجريدة» أشرف عبدالعزيز أن السلطات لم تبلغهم بأسباب مصادرة الصحيفة، واعتبرها عقوبة بأثر رجعي لمقالات لم ترضَ عنها السلطات، وأشار الى أن «المصادرة تتسبب في خسائر مادية فادحة للصحف». ودانت «شبكة الصحافيين السودانيين»، وهي جهاز معارض موازٍ لاتحاد الصحافيين السودانيين، الخطوة، معتبرةً إياها انتهاكاً صريحاً لحرية الصحافة، وحذرت من أيام قاتمة ستعاني منها الصحافة في الخرطوم. واحتجت شبكة الصحافيين السودانيين على ما سمته تفشي التدخل الأمني وبسط نفوذه داخل المؤسسات الصحافية، ودعت الصحافيين إلى التوحد من أجل حماية حرية التعبير. ورجحت أن تشهد الأيام المقبلة مزيداً من الإجراءات التعسفية والمصادرات والتضييق على الصحف. وحضت الشبكة الصحافيين على الاستمرار في نشر موادهم على مواقع التواصل الاجتماعي وفي كل الوسائل المتاحة. من جهة أخرى، أعلن حزب «المؤتمر» السوداني المعارض أن جهاز الأمن اعتقل نائب الأمين الإعلامي للحزب عبدالله شمس الكون آدم. وأضاف: «قامت قوة مكونة من سبعة أفراد من جهاز الأمن والاستخبارات بملابس مدنية وتستقل سيارتين، باعتقال آدم في حي الرياض شرق الخرطوم». يأتي ذلك غداة اعتقال نائب رئيس الحزب خالد عمر يوسف، من منزله بعد عودته من تجمع لحزبه في حي الديم جنوب العاصمة الخرطوم حيث حرض مواطنين عقب صلاة الجمعة على مناهضة زيادة أسعار المحروقات والكهرباء. كما أعلن «الحزب الشيوعي» أن جهاز الأمن اعتقل عضو المكتب السياسي للحزب محي الدين الجلاد من منزله في منطقة الحاج يوسف شرق الخرطوم. على صعيد آخر، دخل الأطباء في السودان أمس، في إضراب مبرمج عن العمل عدا الحالات الطارئة، يستمر يومين، احتجاجاً على عدم إيفاء السلطات بتعهدات سابقة. وسبق أن أعلنت لجنة الأطباء المركزية (كيان معارض)، الدخول في إضراب مبرمج بدأ الأسبوع الماضي، ولمدة يومين أسبوعياً في كل المستشفيات الحكومية. وأعلنت لجنة الأطباء أنهم عاودوا إضرابهم في غالبية المستشفيات الحكومية في العاصمة والولايات، وأوضحت أن الإضراب سيستمر يومين، على أن يزاول الأطباء عملهم اعتباراً من صباح غد، ومعاودة الإضراب الأسبوع المقبل. واستدعى الأمن السوداني، الأسبوع الماضي 38 طبيباً، وأطلقهم لاحقاً فيما لا يزال 7 قيد الاعتقال.
مشاركة :