أليس الحب أقوى من الحرب ـ

  • 11/7/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قد يبدو شاقا أن نسأل عن مصير الحب في زمن حروبنا العربية. سؤال عظيم لمَن لم يصطل بلوعة الحب ولم يضربه الوله بعواصفه ولم يسهده الغرام بتباريحه. إمكانية ن نحب تعني أننا لا نزال على قيد العيش. فالشعوب التي تنتج عشاقا كبار هي شعوب حية. ولأن العرب لا يزال في إمكانهم أن يكتبوا الشعر، لا يزال لديهم أمل في الشعر فإن الغرام لن يخطئ طريقه إليهم. وهو ما يشكل ضمانة لبقائهم قيد العيش، وإن ظلت فسحة ذلك العيش ضيقة. الحب في حقيقته كائن محارب. إن اكتفينا بتمرده فإننا سنلحق الضرر به وبنا. ذلك لأننا سنقوله من غير أن نفعله. سنكون حينها سلبيين في مواجهة بركته. وهي بركة من شأن التماهي معها أن ينقلنا من عالم إلى آخر. في عالم السياسة لا وجود للحب. هناك نفاق كبير في عبارة "منحبك" التي رايتها مكتوبة على اللافتات في دمشق عام 2011. هي عينها العبارة التي خربت حياتنا في كل مكان من العالم العربي. لقد وظف الحب في السياسة كما وظف الدين بعده. الحب شيء مختلف كما الدين تماما. الايمان بالحب هو الجزء الأساس من الايمان المطلق. من غيره يصعد منسوب الكذب في كل ما نفعل وما نقول. ليس هناك ايمان من غير حب. لذلك فإن كل محاولة للإعلاء من شأن الكراهية باسم الدين هي ليست من الدين في شيء. فالدين يقوم أصلا على المحبة. محبة المخلوقات للخالق ومحبتها، بعضها للبعض الآخر. لقد خلقت البشرية العاقلة بالحب. وحسب الحكاية الدينية فإن الأرض لم تعمر إلا بعد أن طُرد آدم وحواء من الجنة، وكان الحب طريق شقائهما المشترك من أجل أن يكون العالم جميلا. لن ينتصر العالم العربي على حروبه إلا عن طريق الحب. يا عشاق العالم العربي اتحدوا. فاروق يوسف

مشاركة :