العاهل المغربي يخاطب شعبه من قلب أفريقيا في سابقة تاريخية بقلم: فاطمة الزهراء كريم الله

  • 11/7/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

عودة المغرب إلى كرسيه الشاغر في الاتحاد الأفريقي تقرب الحسم فيما يخص ملف الصحراء. العربفاطمة الزهراء كريم الله [نُشرفي2016/11/07، العدد: 10448، ص(1)] عودة طال انتظارها الرباط – بعث العاهل المغربي الملك محمد السادس برسالة سياسية بدلالة جغرافية عن عمق المغرب الأفريقي بإلقاء خطابه في الذكرى الحادية والأربعين للمسيرة الخضراء من العاصمة السنغالية داكار. واختار الملك محمد السادس العاصمة داكار في سابقة هي الأولى في تاريخ البلاد، إذ لم يسبق لأي ملك مغربي أن وجه خطابا للشعب من الخارج. جاء ذلك في إطار جولة دبلوماسية يقوم بها العاهل المغربي إلى شرق أفريقيا زار خلالها رواندا وتنزانيا وإثيوبيا والسنغال. ويأتي الخطاب استذكارا للمسيرة الخضراء التي انطلق فيها المغاربة في نوفمبر 1975 إلى الصحراء تلبية لنداء العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني لتأكيد أحقية سيطرة المغرب على أرضه. ورحب الرئيس السنغالي ماكي سال باختيار الملك محمد السادس للعاصمة داكار لإلقاء هذا الخطاب، معتبرا ذلك عربون صداقة وثقة في الشعب السنغالي. ويعطي الخطاب غير المسبوق دلالة سياسية مهمة للجولة التي يقوم بها العاهل المغربي في دول أفريقية، ويمنح الجولة أهمية استراتيجية كآلية محركة وضامنة منهيا بذلك الكرسي المغربي الشاغر في المحفل الأفريقي، كما يوضح الخطاب التأثير السياسي للمغرب الذي عمل عليه الملك محمد السادس في أفريقيا بدقة متناهية. واعتبر نوفل البوعمري الخبير في ملف قضية الصحراء أن “هذا الاختيار يأتي لاعتبارين؛ الأول مرتبط بكونه خطابا يأتي من عاصمة بلد صديق مقرب للمغرب، له مواقف تاريخية داعمة في مختلف المحافل الدولية خاصة في مجلس الأمن الدولي، بالتالي فهو اعتراف وتقدير لمختلف هذه المواقف، والثاني هو خطاب من قلب أفريقيا للتأكيد على جدية المغرب في طلبه الذي قدمه للعودة إلى الاتحاد الأفريقي”. ماكي سال: اختيار الملك محمد السادس لداكار لإلقاء الخطاب عربون ثقة بالسنغال وكانت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، نكوسازانا دلاميني زوما قد أكدت الجمعة أن طلب المغرب العودة إلى الاتحاد الأفريقي، قد وزع على الدول الأعضاء. وقال البوعمري في تصريح لـ”العرب”، “للخطاب رمزيتان، رمزية الزمان والمكان، ورمزية الحدث الذي سيربط بين مسيرة تحرير المغرب ومسيرة استكمال تحرير أفريقيا وتنميتها ودمقرطة أنظمتها للقيام بدورها الكامل في مواجهة مختلف التحديات المطروحة عليها وعلى شعوبها”. واعتبر رضا الفلاح أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة أكادير دلالات توجيه الملك محمد السادس لخطاب المسيرة الخضراء من السنغال، مرتبطة بالعلاقة التاريخية الراسخة والإرث الحضاري المشترك بين المغرب والسنغال. وقال الفلاح في تصريح لـ”العرب”، “هناك دلالة رمزية متمثلة في كون الخطاب سيكون موجها أيضا إلى أفريقيا على ضوء العودة المغربية إلى الاتحاد الأفريقي في يناير2017. وهي خطوة تؤكد صلابة محور الرباط داكار وتجذر العمق الأفريقي للمغرب”. ويرى محمد بودن رئيس مركز أطلسي لتحليل المؤشرات السياسية “أن توجيه خطاب ملكي بمناسبة وطنية من خارج أرض الوطن يعتبر خطوة محسوبة بدقة ولحظة غير مسبوقة تحمل العديد من الرسائل والدلالات، وهذا ما يجعل ذكرى المسيرة الخضراء الـ41 مطبوعة بسمتين أساسيتين الأولى تتعلق بمخاطبة الملك للشعب لأول مرة من خارج المملكة المغربية وهو أمر قد يرفع مستوى التعبئة، والثانية تتعلق بمخاطبة أفريقيا من عمقها”. وأكد بودن في تصريح لـ”العرب” بأن “هذا الخطاب التاريخي، يحمل رسالة سياسية تفيد بأن المغرب يعمل من أجل عودة قوية إلى الاتحاد الأفريقي كإطار مؤسسي معروف، وملف الصحراء سيحسم عبر هذا المدخل وعبر دفع الاتحاد الأفريقي إلى تصحيح مسار يتعارض مع غالبية الأعضاء ومع الشرعية الدولية في ما يتعلق بمقاربته للحل المتعلق بملف الصحراء”. :: اقرأ أيضاً العرب مستسلمون لمن سيأتي إلى البيت الأبيض الحريري يعتبر بري مفتاح تشكيل الحكومة عملية غضب الفرات تنطلق لتحرير الرقة السيسي يطالب الحكومة بإجراءات لتخفيف آثار القرارات الاقتصادية

مشاركة :