الخليوي يحمي سيّارتك من السرقة؟

  • 11/8/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

هل تخشى أنّ تتعرّض سيارتك للسرقة؟ هل تشكّ في أن ابنك المراهق ينسلّ أثناء السهرة خارج المنزل كي يقود سيارتك من وراء ظهرك؟ هل تعاني مشكلة العثور صباحاً على سيارتك التي ركنتها في «مكان ما» ليلاً؟ ماذا عن حالك عندما توقف سيارتك في أحد المواقف الكبرى (كتلك الملحقة بالمولات وأماكن الترفيه الكبرى)، ثم تصدم بأنّك نسيت مكانها؟ هنالك ما لا يحصى من المواقف التي يهدر فيها الوقت والمال والأعصاب والجهد، بسبب نسيان موقع السيارة أو تعرضها للسرقة أو استعمالها من وراء ظهر صاحبها. ولأنها تتكرّر في شكل هائل في الحياة اليوميّة للناس، اشترى ما يزيد على 3.5 مليون شخص في العالم في أقل من شهر، هذه الأداة الإلكترونيّة الجديدة التي تنقل موقع السيارة إلى الهاتف الخليوي، مهما كان موقعها بعيداً عنك. وعلى عكس ما يتبادر إلى الذهن، لا تحتاج تلك الأداة إلى تثبيت نظام «جي بي أس» GPS المكلف الذي يتطلّب أيضاً اشتراكاً شهرياً مستمراً فيه. وتسمّى تلك الأداة «تراكرآر» TrackerR. وعلى رغم تطوّرها علميّاً، لا يزيد سعرها عن 30 دولاراً. ولا يزيد حجمها عن قطعة نقد معدنيّة كالخمسمئة ليرة لبنانيّة، أو القفل المعدني الصغير الذي يوضع على حقائب السفر. ومن المستطاع تشبيهها بسوار «فيت بت» Fitbit الذي يوضع في المعصم، ويتتبّع مسار من يرتديه على مدار الساعة. وصنعتها شركة «تراكرآر» الأميركيّة، ومقرّها كاليفورنيا.   في مهب عواطف «ملتبسة» في التفاصيل، أنّ تشغيل «تراكرآر» لا يتطلّب سوى أقل من القليل. يبدأ الأمر بإنزال تطبيق «تراكر آر» المجاني على الخليوي. شغّل الأداة قرب الهاتف كي يتعرّف عليها ويثبت رقمها وموجاتها. صارت الأداة جاهزة للشغل، بكل بساطة. ضعها في سيارتك. جرّبها. عندما تعود إلى المنزل أو تدخل مكان عملك، شغّل التطبيق. يظهر لك فوراً خرائط من النوع الذي تراه في موقع «خرائط غوغل» («غوغل مابس» Google Maps)، مع إشارة واضحة إلى موقع سيارتك. مجدّداً، لا تحتاج إلى نظام «جي بي آس»، بل يتّصل هاتفك الخليوي مباشرة بأداة «تراكرآر». ماذا لو اشتريت ثلاثة أو خمسة أدوات «تراكرآر»؟ ببساطة، بإمكانك أن تديرها كلها من هاتفك، وباستخدام تطبيق واحد. كيف؟ عندما تفعّل كل جهاز «تراكرآر»، يتعرّف هاتفك الخليوي عليها. ولنفترض، أنك وضعت جهازاً في سيارتك، وآخر في حقيبة عملك، وثالثاً في محفظتك. عندما تعثر على واحدة منها، شغّل تطبيق «تراكرآر» على هاتفك الخليوي، ثم ادخل على مربع «الشيء الضائع»، تظهر لك مواقع كل الأشياء التي وضعت عليها جهاز «تراكرآر». وبالنسبة إلى محبي الحيوانات الأليفة (حسناً، كاتب المقال يقر ويعترف بأنّه ليس منهم أبداً)، كالقطط والكلاب، يبدو جهاز «تراكرآر» مثاليّاً لتتبع الأمكنة التي تنفلت فيها تلك الحيوانات بعيداً عن متناول أيدي أصحابها وعيونهم. هل خطر في بال الشكّاكين، أن أحدهم سيعمد إلى دس «تراكرآر» في سيارة زوجته مثلاً، كي يتعرّف على تنقّلاتها بصورة مستمرة، ومن دون معرفتها أيضاً؟ ماذا لو حدث العكس، واكتشفت زوجة أو صديقة، أنّ من تظنّه مخلصاً يذهب إلى «الأخرى» في كل المرّات التي يزعم فيه أنه مع «الشلّة»!   الاستغناء عن «جي بي أس» وفق موقع الشركة على الإنترنت، بإمكان أداة «تراكرآر» أن تستمر في الاتصال بهاتفك الخليوي، مهما كان موضعها على الكرة الأرضيّة! بقول آخر، تشكّل «تراكرآر» بديلاً فعليّاً عن نظام «جي بي آس»، وهي لا تعتمد عليه. يشبه ذلك أن تتصل من هاتفك بأي جهاز خليوي على الأرض، ولا يتطلّب ذلك «جي بي آس»، بل اتصالاً مع شبكة الخليوي التي تستعملها يوميّاً. بديهي القول إن ذلك يفترض أن يكون اشتراكك في الشبكة من النوع الذي يسمح بإجراء مكالمات دوليّة. في بعض الدول، يكون ذلك الأمر جزءاً من الخدمات الأساسيّة لشبكات الخليوي، كحال الاتصالات الخليويّة في دول الخليج العربي، بل معظم الدول. في معظم الحالات، تقدّم خدمة الاتصالات الدوليّة عبر الخليوي مع تسعير خاص للمكالمة، ومن دون اشتراك خاص فيها. في بعض الدول، يكون هناك اشتراك خاص للمكالمات الدوليّة. إذاً، عليك أن تعرف ما هو وضع الاتصالات الدوليّة بالنسبة إلى اشتراكك في الخليوي. وإذا كان الأمر مناسباً لك، تستطيع وضع أداة «تراكرآر» في حقائب سفرك. وفي حال ضياع الحقيبة، تستطيع الوصول إلى مكانها، أيّاً كان البلد الذي وصلت إليه! ولعل من يعملون في الاستيراد والتصدير، يستفيدون من أداة «تراكرآر»، لتتبع شحنات بضائعهم. ويبدو أن التــقــنــيــة القـابـلة للارتــداء («ويـــــرابل تـــكنولوجيز» Wearable Technologies) بـــــمعنــــــى الأدوات التي ترتدى على الجسد كـ «ساعة آبل» و «فيت بت» ونظارة «غوغل غلاس» Google Glass وغيرها، تنطبق أيضاً على «امتدادات» الجسد، بمعنى الأشياء التي يملكها الإنسان ويستخدمها في شكل مستمر وتكون لصيقة الصلة بمعاشه اليومي. وبقول آخر، يمكن القول إن أداة «تراكر آر» هي نوع من تقنية قابلة لـ «الارتداء» من جانب السيارة! في صورة أوسع، تسير التقنية الرقميّة حاضراً في مسارات يتقدّمها الدخول في عصر «إنترنت الأشياء» Internet of Things (يرمز إليها بمصطلح «آي أو تي» IoT)، الذي يعني ربط الأشياء كلها بتلك الشبكة. وتمثّل أداة «تراكرآر» جزءاً من تلك الصورة. وعلى رغم أنها ليست هويّة ولا سجّلاً للأشياء نفسها، لكنها تنجح في إيجاد «صلة ما» بين الشيء الذي توضع عليه، وبين شبكة الإنترنت. واستطراداً، يثور السؤال فوراً عن موقف الأجهزة الأمنيّة والاستخباراتيّة في الدول العربيّة عن السماح بوصول «تراكرآر» إلى أيدي الجمهور. ماذا لو قلب أحدهم الموقف، ووضع «تراكرآر» في سيارة للشرطة أو الأمن، فأصبح قادراً على متابعتها، بل على مدار الساعة؟ ماذا عن الـ «واتس آب»؟ من الناحية النظريّة، تبدو أداة «تراكرآر» كأنها «واتس آب» للسيارة أو الحقيبة، بمعنى أنها تبثّ رسالة/إشارة عنها عبر شبكة الخليوي، مع استخدام شبكة الإنترنت (الخرائط في هذه الحال، وهي «تترجم» تلك الإشارة إلى مكان محدّد على الخريطة). وعلى موقع الشركة، وكذلك في المقالات التقنية عنها، لا يوجد ما يفيد بإمكان الربط بين «واتس آب» من جهة، وأداة «تراكرآر» من الجهة الثانية. هل يمكن الربط بين التطبيق والـ «واتس آب»، تخفيفاً في كلفة اتصال الخليوي مع الإنترنت، وتخفيضاً للعدد الـ«غيغابايت» التي يستهلكها شهريّاً؟

مشاركة :