كشف فريقا بحث قدرة فيروس إيبولا على التطور المستمر وتكيفه مع جسم العائل (المضيف) ليصبح أكثر فتكاً وأسهل عدوى، بعد تغييره صفات أساسية فيه لتتناسب مع العائل الجديد. وظهر إيبولا في العام 2013 في غينيا بعدما ترك العائل الطبيعي (يرجح أن يكون وطواطاً) لينتقل إلى ولد صغير ليتسبب هذا الحادث في أكبر هجوم للفيروس في التاريخ. اتسعت دائرته واتجه إلى سييراليون وليبيريا وبلاد أخرى ليصيب أكثر من 28 ألف شخص، قتل منهم 11 ألفاً حتى ظهر علاجه في العام 2016. وأتاح الهجوم المفاجئ الفرصة للفيروس ليتطور ويتكيف مع العائل الجديد بعدما حدثت طفرة في الغلاف البروتيني للفيروس إسمها A82V جعلته قادراً على الانتقال إلى البشر بسهولة أكبر. وقال قائد أحد الفريقين الباحث جوناثان بيل من جامعة نوتنغهام، إن "الانتشار الواسع للفيروس يعود إلى كثرة حركة الناس في هذه المناطق، وضعف الحدود والمعابر بين دول ومدن هذه المناطق"، مضيفاً: "إذا لم نكتشف هذه الطفرة كان الوضع سيسوء كثيراً". وأضاف قائد الفريق الثاني الباحث بارديس سابيتي من معهد برود: "بالطبع لو اكتشفنا الفيروس مبكراً كننا سنوقف تحوله، لتذكرنا هذه الأزمة دائماً بضرورة التحرك سريعاً وعدم اعطاء الفرصة للفيروسات بالتطور". ولم يوافق أي من الباحثين في بداية الأمر على أن الفيروس يتطور على الإطلاق، وقال الباحث جيريمي لوبان من كلية الطب بجامعة ماساتشوستس وعضو فريق سابيتي إنه "لم يكن هناك أي دليل على تطور الفيروس وتحوله". ووجد الباحثون الدليل بعدما قارنوا بين عينات الفيروس المأخوذة من المصابين في غينيا وبين أخرى أخذوها من مصابين بعد الانتشار الواسع للفيروس. ووجدوا اختلافاً وطفرة جديدة في الغلاف البروتيني للفيروس. ويحيط الغلاف البروتيني بكامل الفيروس وتظهر منه زوائد تحت الميكروسكوب، هذه الزوائد هي المسؤولة عن التحكم في خلية العائل. وجعلت الطفرة الجديدة من هذه الزوائد أكثر قوة عند دخولها الخلية. وأضاف لوبان إنه "من الصعب الاعتراض عندما يأتي فريقان منفصلان بالنتيجة نفسها". واختبر الفريقان نتيجة الطفرة من طريق نزع الغلاف البروتيني وزرعه في فيروس آخر وكانت النتيجة "فيروس زائف" شكله مثل إيبولا لكنه عاجز عن التكاثر والانتشار، إلا أنه أصبح أكثر قدرة على التحكم في خلايا الإنسان والشامبانزي. ورغم ارتفاع احتمالية الوفاة من الفيروس المتحول عن الفيروس الأصلي بنسبة 27 في المئة، إلا أن هذه التجارب لم تجب عن السؤال "هل يتغير الفيروس عند دخوله الخلية البشرية ليصبح أكثر ذكاء وقدرة على القتل؟"، خصوصاً بعد مقارنة أعداد المصابين والقتلى في الموجة الأولى مع الحالات ذاتها في الموجة الثانية. وللإجابة عن هذا السؤال سيسلك الباحثون طريقاً جديداً في بحثهم من طريق اختبار شكلي الفيروس الحقيقي على القرود بهدف الوصول إلى نتائج قاطعة.
مشاركة :