بدأت اليوم (الإثنين) في ألمانيا محاكمة سوريين (18 و20 عاماً) يشتبه في مسؤوليتهما عن التسبب بوفاة ثمانية مهاجرين على الأقل جراء غرق زورق مطاطي في بحر إيجه، في ما كانوا يحاولون الوصول إلى أوروبا. ويواجه الشقيقان فودة واحمد غندور اللذان يؤكدان أنهما لاجئان وليسا مهربين، عقوبة السجن بين ثلاثة و15 عاماً للأكبر سناً وحتى عشرة أعوام للأصغر الذي كان قاصراً عند حصول الوقائع. وعبر محاميهما، دفع الشقيقان ببراءتهما أمام محكمة في كولونيا (غرب). وأورد القرار الاتهامي أنه في «ليل 16-17 تشرين الثاني (نوفمبر) العام 2015 وبمساعدة مهربين آخرين، أجبر المتهمان 17 لاجئاً عراقياً على ركوب زورق مطاطي للعبور من مدينة بودروم التركية الى جزيرة خيوس اليونانية التي تشكل بوابة رئيسة لدخول الاتحاد الأوروبي». لكن الزورق غرق بسبب عدد اللاجئين الكبير على متنه وقضى ثمانية منهم على الأقل غرقاً. ووقع الحادث فيما كان مئات آلاف اللاجئين الذين فروا خصوصاً من العراق وسورية يحاولون الوصول إلى أوروبا. وقالت النيابة إن السوريين كانا على اتصال وثيق بشبكة مهربين أكراد. وكان كل من اللاجئين دفع 2500 دولار للقيام بالرحلة الخطرة ومنعه المهربون من ارتداء سترة نجاة بحجة أن ألوانها الفاقعة قد تثير الانتباه. وهذه المحاكمة غير مألوفة في ألمانيا. وتجري على خلفية شكوى تقدم بها رب عائلة عراقي خسر زوجته وابنته وأحد أبنائه في الحادث وكان وصل إلى كولونيا حيث التقى الشابين السوريين صدفة وتعرف إليهما. والعام 2015، قضى 3771 شخصاً في البحر المتوسط فيما حاول أكثر من مليون شخص دخول أوروبا مقابل حوالى 330 ألفاً العام الجاري.
مشاركة :