عون: الوطن القوي يحتاج دولة قوية وسنستأصل الفساد ولن نرتهن لأحد

  • 11/8/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكد رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون أن «اي رأس لن يستطيع ان يخرق الدستور من الآن فصاعداً، وأن «الفساد سيُستأصل، وستعود البيئة نظيفة مهما كلف الأمر». كلام عون جاء خلال «يوم التهنئة الشعبية» الذي شهده القصر الجمهوري في بعبدا أمس لمناسبة انتخابه رئيساً، ولدى اطلالته على المهنئين، وتوجهه الى المنصة، علا التصفيق والهتاف بين الحشود. فرفع يديه محيياً المشاركين كما اعتاد أن يفعل في الثمانينات، راسماً إشارة النصر، والقى كلمة قال فيها: «اعتدتم أن تروني في بزة أخرى، إلا أن الكلمة والفكر لم يتغيرا، يا شعب لبنان العظيم، كنتم شعباً عظيماً وأصبحتم شعباً أعظم. في هذه الساحة التقينا في ظروف صعبة للغاية. لكننا كنا فخورين وكان لدينا كل العنفوان وكل الألم ايضاً لسقوط شهداء منا نواصل استذكارهم. لقد اختفى وفقد منا أناس، وما زال لدينا اليوم أناس مفقودين من جيشنا وأحبائنا العسكريين، لذلك لا يجوز في أي ذكرى وطنية إلا أن نذكرهم. ولكن الحياة ستستمر وسنبني المستقبل». وفي كلمة مرتجلة استذكر فيها حقبة معركة التحرير ودخول الجيش السوري الى قصر بعبدا خاطب المحتشدين قائلاً: «عرفتكم هذه الساحة على مدى سنتين ولم تتركوها ابداً في أحرج الظروف، ولكن مع الأسف، فإن لعبة دولية كبيرة هي التي انتصرت علينا وسمحت للجنود غير اللبنانيين أن يقتحموا بلدنا. عندما استلمت الحكومة كان لبنان عشرين قطعة، لبنان السوري، لبنان القواتي، ولبنان الاشتراكي والفلسطيني والأملي، كان هناك العديد من «اللبنانات» ولكننا لم نحارب اللبنانيين ولم يكن هدفنا الوصول الى السلطة، بل أن نعطي الحرب معناها الحقيقي، كانت الحرب من أجل حرية وسيادة واستقلال لبنان». وأضاف: «لأجل هذا الهدف، لم نحاول مرة أن نتجاوز خطوط التماس لأنه لم يكن على أرضنا غير لبنانيين، أكان في سوق الغرب أو في خطوط التماس في بيروت أو أية جهة أخرى. لأننا كنا ندرك أن القضية لا تنتهي إلا بالحوار. وبقي الوطن مشرذماً برغم إعلان حربنا من أجل السيادة والحرية والاستقلال، واستفاد الغريب من هذا الوضع كي يكمل حربه علينا. لا أذكر إلا الطائرات تحمي بعضها طبقة فوق طبقة، طيران غريب لا أريد أن أسمي لأنه لم يعد لدي الآن من سبب للتسمية». ورأى أن «خروجنا من هذا المكان لم يكن مذلاً. لقد خسرنا المعركة ولم نسحق. ابتعدنا عن لبنان ولكن نشاطنا لم يتوقف. بل بقينا نجاهد، وانتهت حينها مرحلة النضال المسلح وبدأ النضال السلمي مع الطلاب واللبنانيين الذين كنت أوصيهم بتجنّب العنف في تظاهراتهم وفي سلوكهم». وقال: «من الممكن أن يكون الجميع قد ظنّ ان باستطاعته كبتنا. ولكن أحداً لم يستطع. لأن الحرية من غير الممكن أن تنتزع. وما زلتم تحافظون عليها». وتابع: «لجأنا الى الجبال الوعرة كي لا يصل الينا أحد ويتمكن من حكمنا وإذلالنا. واليوم نستطيع أن نقف بكل عنفوان أمام الناس والشعوب جميعها لأننا عدنا وصنعنا وحدتنا الوطنية. واليوم سنبدأ مرحلة ثانية، مرحلة بناء الوطن. عدنا بعدما أنجزنا نشاطاً كبيراً في كل انحاء العالم وأسسنا للتيار الوطني الحر». وقال: «نحن اليوم أمام مشروع كبير. إن وصولنا الى رئاسة الجمهورية ليس الهدف بل أن نبدأ بناء وطن قوي عبر تعزيز وحدته الوطنية. إن الوطن القوي يحتاج الى دولة قوية تبنى على دستور يحترمه السياسيون جميعاً». واستحضر عون قولاً لميشال شيحا الذي ساهم في وضع دستور لبنان وهو: «من يحاول السيطرة على طائفة، يحاول إلغاء لبنان». وأشار الى «ان لبنان بني على الوحدة الوطنية التي ستعطينا القوة في الوطن والتزامنا تجاه ارضنا واستقلالنا. سيحترم الشعب اللبناني القوانين التي تشكل العقد بين اللبنانيين الحافظة لحقوقهم، وستظهر عدالة وقوى أمنية غير مسيّسة وغير تابعة للقوى السياسية، لأنها مؤتمنة على احترام وفرض احترام القوانين، وبالتالي لا يصبح شعار «أن ينام المواطن وبابه مفتوح شعاراً فارغاً». وقال عون: «تنتظرنا مشاريع كبيرة، ونعلم أن المجتمع اللبناني لديه حاجات بدائية غير متوافرة بعد، فقد تم إسقاط المشاريع وإيقافها، وتم التعاطي بكيدية سياسية لعرقلة عملنا، أي مشاريع الكهرباء والمياه وتحسين أوضاع الطرقات في المناطق. لذلك، من أول الأمور التي سنباشر في تنفيذها هي تأمين هذه الحاجات بالسرعة الممكنة. كما يجب استثمار الموارد الطبيعية التي ستجعلنا نتخلى عن الاستدانة بعد أن وقعنا بعجز مادي، ويجب أن تتحقق هذه الأمور بالسرعة المطلقة، كي تشعروا كمواطنين بانفراج اقتصادي ويعود لبنان المزدهر والمنفتح على العالم وخصوصاً العالم العربي. الآمال كبيرة، والإرادة متوافرة لدى جميع اللبنانيين، لذلك وصلنا الى السلطة ولدينا خطط تنموية، مع المحافظة على استقلالنا وسيادتنا وحريتنا، ولن نكون مرهونين لأي بلد آخر. وأهم ما لدينا هو انه يمكننا تدبر شؤوننا ونتعاطى مع الآخرين بصداقة ومحبة، فاستقلالنا وسيادتنا ليسا عداوة ولا يشكلان خصومة مع دول أخرى، لا بل صداقة صريحة وقدرة على احترامها، لأننا نكون قد تخلصنا من التأثيرات الخارجية»، مؤكداً أن «مشاريعنا كثيرة كما آمالنا، ولكن عليكم انتم ايضاً مسؤولية كبيرة، فنظافة الكف والسياسة هما من الثقافة، ولا يجب ان تبقى سياستنا قائمة على الاشاعات، او على الفساد وفق مبدأ الاستفادة كما غيرنا».

مشاركة :