توشك المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، على دخول التاريخ في حال فوزها بانتخابات الرئاسة الأميركية، لتصبح أول امرأة رئيسة في تاريخ البلاد، وتعود مجدداً إلى البيت الأبيض بعد أن قضت به 8 سنوات سيدة أولى خلال فترتي الرئاسة لزوجها بيل كلينتون. كانت هيلاري أول سيدة أولى حاصلة على دبلوم الدراسات العليا، وتمارس حياتها المهنية الخاصة حتى وقت دخوله البيت الأبيض. وهي أول من حصل على مكتب في الجناح الغربي من البيت الأبيض، بالإضافة إلى مكاتب السيدة الأولى المعتادة في الجناح الشرقي. وساهمت في التدقيق بالتعيينات الإدارية وشاركت باختياراتها في شغل 11 منصباً من المناصب العليا وآخرين في مناصب مختلفة. وتعتبر كلينتون الزوجة الأكثر تمكيناً في تاريخ الولايات المتحدة بعد إليانور روزفلت، وهو ما انتقده البعض، ورحب به أنصارها، قائلين إن دورها مثل دور مستشاري البيت الأبيض. ودفعت الجملة التي قيلت في حملة كلينتون الرئاسية إنهم سيحصلون على خدمات اثنين مقابل انتخاب شخص واحد بعض المعارضين إلى التهكم على آل كلينتون ونعتهم بــ الرئيسين. وفى 26 يناير 1996 صارت كلينتون أول سيدة أولى يتم استدعاؤها للشهادة أمام هيئة المحلفين الفيدرالية في التحقيقات حول قضية مؤسسة وايت ووتر وطبيعة التضارب بين أعمال تلك المؤسسة التي استثمر فيها آل كلينتون وبين مصالح الرئاسة الأميركية، وانتهت التحقيقات إلى عدم وجود أدلة تثبت تورط هيلاري. وواجهت السيدة الأولى الحديدية هيلاري اختباراً عام 1998 عندما كشفت التحقيقات أن الرئيس بيل كلينتون على علاقة غرامية بمونيكا لي وينسكي موظفة البيت الأبيض، وصمدت هيلاري بجوار زوجها في هذه المحنة وارتفعت شعبيتها إلى الذروة. مونيكا لوينسكي وبيل كلينتون أول سيدة أولى.. سيناتور وعام 1999، أصبحت هيلاري أول سيدة أولى للولايات المتحدة يتم ترشيحها في انتخابات سياسية، وهي انتخابات مجلس الشيوخ لعام 2000، وفازت بالمقعد في انتخابات 7 نوفمبر 2000، وحلفت اليمين كسيناتور في مجلس الشيوخ يوم 3 يناير 2001. وعقب هجمات 11 سبتمبر عام 2001 سعت هيلاري لجمع تبرعات لتمويل الإصلاحات في نيويورك، ودعمت بشدة الهجوم الأميركي على أفغانستان عام 2001. وقالت إنها فرصة لمكافحة الإرهاب وتحسين حياة النساء الأفغانيات اللاتي عانين من حكومة طالبان. وصوتت لصالح قرار حرب العراق في أكتوبر 2002، مما سمح للرئيس جورج دبليو بوش باستخدام القوة العسكرية ضد العراق. وعندما بدأت حرب العراق ذهبت كلينتون إلى العراق وأفغانستان لزيارة فرق الجنود الأميركية المتمركزة هناك. وعام 2007 نجحت مجددا في انتخابات الفترة الثانية في مجلس الشيوخ. هيلاري سيناتور مجلس الشيوخ هزيمة أمام باراك أوباما كانت كلينتون تعد من أجل حملة ترشيح رئاسية محتملة منذ بدايات 2003 على الأقل. وفي 20 يناير 2007 أعلنت عبر موقعها الإلكتروني عن تشكيل لجنة استكشافية رئاسية من أجل انتخابات الولايات المتحدة الرئاسية لعام 2008. وخلال النصف الأول من عام 2007 تقدمت كلينتون في مواجهة المرشحين المتنافسين على الترشيح الرئاسي الديمقراطي في استطلاع الآراء حول الانتخابات. كان أقوى خصومها هما سيناتور مقاطعة إلينوي باراك أوباما، والسيناتور السابق لمقاطعة شمال كارولينا جون إدواردز. أما أخطر ما هدد حملتها هو دعمها السابق لحرب العراق التي عارضها أوباما منذ البداية. وبخروج إدواردز من المنافسة، دارت معركة انتخابية شرسة بين هيلاري وأوباما، استخدمت فيها الأولى تعبيرات ذات طابع عنصري مما أفقدها أصوات الأميركيين الأفارقة، وخسرت في النهاية بفارق ضئيل أمام أوباما الذي فاز بترشيح الحزب الديمقراطي، وهزم لاحقا المنافس الجمهوري جون ماكين. كلينتون أثناء معركتها الانتخابية ضد أوباما للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي عام 2008 وزارة الخارجية.. مغامرة صعبة وقبلت هيلاري ترشيح أوباما لها في منصب وزير الخارجية، وقالت إنها لم ترغب في ترك مجلس الشيوخ، ولكن المنصب الجديد يمثل مغامرة صعبة وشيقة. وتعاملت مع قضايا متفجرة كثيرة، أهمها الربيع العربي في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في مصر وليبيا وسوريا واليمن وغيرها. في 11 سبتمبر 2012، تعرضت البعثة الدبلوماسية الأميركية في بنغازي للهجوم، مما أسفر عن مقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز، و3 أميركيين آخرين. وأصبح الهجوم والأسئلة المطروحة حول أمن القنصلية الأميركية والتفسيرات المختلفة لما حدث أكثر القضايا المثيرة للجدل سياسياً في البلاد. وفي 15 أكتوبر من ذات العام، أعلنت كلينتون فيما يتعلق بمسائل الانفلات الأمني أنها تتحمل المسؤولية كاملة على عاتقها. وعقب مغادرتها الوزارة، وفي شهر مارس 2015، كشف المفتش العام في وزارة الخارجية أن كلينتون قد استخدمت مجموعة من حسابات البريد الإلكتروني الشخصية على إحدى خوادم القطاع الخاص غير الحكومية، بدلاً من حسابات البريد الإلكتروني المسجّلة على خوادم الحكومة الاتحادية أثناء إجراء بعض المهام الرسمية خلال توليها منصب وزيرة الخارجية. وانتهت التحقيقات الطويلة إلى تبرئة كلينتون وإغلاق ملف تلك الرسائل في يوليو الماضي، قبل أن يعود مكتب التحقيقات الفيدرالي ليفتح التحقيق ثانية في نهاية أكتوبر، ويغلقه مجددا في أوائل نوفمبر. عندما تركت كلينتون منصبها في وزارة الخارجية أصبحت مواطنة مثلها مثل باقي المواطنين لأول مرة منذ 30 عاماً. وانضمت هي وابنتها تشيلسي إلى زوجها كأعضاء في مؤسسة كلينتون، التي تقدم خدمات اجتماعية على مستوى العالم في مجالات دعم المرأة والتعليم. ثم تركز نشاطها لفترة حول إلقاء الخطب المدفوعة الأجر، وبلغ أجرها عن كل مشاركة 200.000 دولار، ما ضاعف من ثروتها، إلى أن توقفت في بداية حملتها الرئاسية لعام 2016.
مشاركة :