محللون: القاهرة لا يمكنها التضحية بالعلاقة مع الرياض لأن ما يحكمها ليس مجرد شحنات من النفط بل يمتد إلى قضايا كثيرة ترتبط بالأمن القومي للبلدين. العرب [نُشرفي2016/11/08، العدد: 10449، ص(1)] مغلق للإصلاحات القاهرة - تعمل مصر على منع المزيد من التوتر في علاقتها بدول الخليج، وخاصة بالسعودية، لكنها تلوح بورقة الالتجاء إلى إيران للحصول على شحنات نفطية أوقفت أرامكو السعودية شحنها إلى مصر لشهرين. وسربت أوساط ووسائل إعلام مصرية خبر زيارة وزير البترول طارق الملا إلى إيران خلال الأيام الماضية لتأكيد “التقارب” مع طهران، لكن الوزير ظهر الاثنين في أبوظبي نافيا أي نية له للذهاب إلى إيران. وقال مراقبون إن تسريب خبر الزيارة ثم العودة إلى نفيه بشدة كان الهدف منهما إبلاغ رسالة مصرية مفادها أن القاهرة تريد الاستمرار في تعاملاتها النفطية مع دول الخليج، لكنها قادرة على إيجاد بدائل مثل زيارة الملا إلى بغداد وربما إلى طهران. ورغم أن التلويح بالورقة الإيرانية لم يصدر عن مصادر رسمية في القاهرة، واقتصر على مجرد اجتهادات إعلامية، إلا أن المراقبين لم يستبعدوا أن يكون هذا “التلويح” مقصودا من قبل القاهرة بشكل أو بآخر، وأنها أرادت إبلاغ الرياض بأن الأمر قد يكون واردا إذا تزايدت الضغوط. وشدد وزير البترول المصري على أنه لم يذهب إلى إيران. ونفت وزارة البترول ما تردد عن زيارة الملا إلى طهران، وأوضحت في بيان أن “الوزير موجود حاليا في الإمارات لحضور المؤتمر الدولي للطاقة”. وتوقف المراقبون عند إشارتين في هذا السياق، أولاهما قول المتحدث باسم وزارة البترول، حمدي عبدالعزيز، قبل أيام إن “مصر لا تعاقب”، ردا على إيقاف شحنات البترول، وثانيهما تغريدة “أهلا بدعم إيران لمصر” التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر. غير أن محللين في القاهرة، شددوا لـ”العرب” على صعوبة قبول فكرة أن مصر تستبدل إيران بالسعودية، وأنها لا ترغب في السعي نحو طهران، لأن ما يباعد بينهما حاليا أكثر مما يجمعهما. وقالوا إن القاهرة لا يمكنها التضحية بالعلاقة مع السعودية، لأن ما يحكمها ليس مجرد شحنات من النفط، بل يمتد إلى قضايا كثيرة ترتبط بالأمن القومي المصري والسعودي. وأشار المحللون، إلى أن الدور الإيراني في اليمن، وعلاقة إيران بحماس (الإخوانية)، وبحزب الله، فضلا عن انخراط طهران في سوريا، كلها ملفات تحمل تناقضات جوهرية مع مصر، وبالتالي سيكون الاستنتاج بأن مصر في طريقها إلى إيران الآن بسبب النفط، ضربا من الخيال السياسي. ورغم النفي المصري، إلا أنه بدا واضحا أن طهران تريد استغلال الأزمة المصرية السعودية. ففي الـ17 من أكتوبر الماضي، ذكرت صحيفة “طهران تايمز”، أن إيران عرضت تزويد مصر بالمنتجات البترولية. ولا يمكن الحديث عن إيران ومصر، دون استبعاد ما جرى في بغداد قبل أيام، عندما استقبل رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، وزير البترول المصري، وأجرى معه محادثات كان البترول على رأسها. ولم يكن العبادي ليتخذ مثل تلك الخطوة دون استشارة طهران. :: اقرأ أيضاً إنزال دبلوماسي لدمشق وطهران في قصر بعبدا بعد أسبوع من انتقاد الشيخ تميم للاستهلاك: خطة للتقشف تبدأ بزيادة الرواتب العاهل الأردني يدعم حكومة الملقي دون منحها صكا على بياض النظام السوداني يستبق المظاهرات ويعتقل العديد من معارضيه
مشاركة :