الأميركيون يحسمون السباق إلى البيت الأبيض

  • 11/8/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الرئيس الأميركي باراك اوباما يجدد دعمه للمرشحة الديمقراطية الى البيت الأبيض هيلاري كلينتون، داعيا خلال الناخبين الى رفض الخوف واختيار الأمل. العرب [نُشرفي2016/11/08] سباق محموم فيلادلفيا (الولايات المتحدة) - تشهد الولايات المتحدة الثلاثاء انتخابات رئاسية في ختام حملة عرض فيها المرشحان دونالد ترامب وهيلاري كلينتون رؤيتين متناقضتين للمستقبل بينما تشير استطلاعات الرأي الى تقدم طفيف للمرشحة الديمقراطية على خصمها الجمهوري. ويبدأ التصويت رسميا عند الساعة السادسة على الساحل الشرقي (11,00 ت غ). ودعي حوالي 225 مليون ناخب الى اختيار احد المرشحين الديمقراطية كلينتون والجمهوري ترامب، رئيسا خلفا لباراك اوباما. وفي قرية ديكفسيل نوتش بولاية نيوهامشير في شمال شرق الولايات المتحدة، ادلى ناخبوها السبعة بأصواتهم ليل الاثنين الثلاثاء، مطلقين بذلك رمزيا الانتخابات. وعند الساعة 00,00 (05,00 ت غ) وضع كلاي سميث اول بطاقة اقتراع في الصندوق في القرية الواقعة في جبال الابالاش، تبعه اربعة ناخبين آخرين وناخبتان في في تقليد متبع منذ 1960 وادى الى منح هذه البلدة صفة "الاولى في البلاد" (فيرسن ان ذي نيشن). وتصوت قريتان اخريان في هذه الولاية ايضا ليلا. وتأمل كلينتون في ان تصبح الثلاثاء أول سيدة تتولى اعلى منصب في الولايات المتحدة. لكن لا يمكن استبعاد فوز المرشح الشعبوي الذي سيشكل فوزه زلزالا سياسيا في أكبر قوة في العالم. الا ان الخارطة الانتخابية تميل بشكل واضح لمصلحة الديمقراطيين. وفي اليوم الأخير من حملة شهدت عنفا كلاميا غير مسبوق أثار الدهشة حتى خارج الولايات المتحدة، جمع حفل موسيقي للمغني بروس اربعين الف شخص مساء الاثنين في فيلالدلفيا تعبيرا عن تأييدهم لكلينتون. وحضر الرئيس باراك اوباما وزوجته ميشيل والرئيس الأسبق بيل كلينتون وابنته تشيلسي الحفل للمشاركة في الحملة. وقال اوباما "اراهن على انكم سترفضون الخوف وتختارون الامل"، مشيدا بهيلاري كلينتون التي قال انها المرشحة الاكثر خبرة في تاريخ الولايات المتحدة. وشدد على عدم اهلية خصمها الجمهوري. وشددت كلينتون من جهتها على ضرورة الاتحاد. وقالت "علينا ردم الهوة التي نجمت عن الانقسامات". واضافت "اشعر باسف عميق للعنف الذي شهدته الحملة". كما اكدت كلينتون قناعتها بان أميركا يمكنها ان تتوقع ان الأفضل قادم "اذا اخترنا اميركا بقلب كبير يتسع للجميع"، في هذا العرض الذي يشمل برنامجه فقرة للمغنية ليدي غاغا. وكانت كلينتون أكدت نهار الاثنين في مهرجان في حرم جاعة في مشتشيغن "اريد ان اكون رئيسة كل الأميركيين من ديمقراطيين وجمهوريين ومستقلين". واضافت "علينا ان نضع البلاد قبل الحزب عندما يتعلق الامر بالانتخابات"، معبرة بذلك عن استعدادها للعمل مع الجمهوريين اذا فازت في الاقتراع. كلينتون تطمح بأن تكون أول رئيسة للبلاد خيار واضح وقالت كلينتون (69 عاما) ان "الخيار واضح جدا"، ووصفت خصمها الجمهوري بأنه "خطر عام" غير قادر على قيادة البلاد. وصرحت المشرحة الديمقراطية ان هذه الانتخابات هي "خيار بين الانقسام والاتحاد". اما ترامب (70 عاما) فقد حضر خمسة مهرجانات في خمس ولايات. وقد بدأ بفلوريدا ثم توجه الى كارولاينا الشمالية ومنها الى بنسلفانيا فنيو هامشير واخيرا ميتشيغن دون ان يشاركه اي مشاهير. وقال في رالي في كارولاينا الشمالية ان "عقدي مع الناخب الأميركي يبدأ بخطة للوضع حد لفساد الحكومة واستعادة بلدنا من مجموعات الضغط". واضاف قطب العقارات الثري "لست سياسيا واقول ذلك بفخر". واضاف متوجها الى مؤيديه ان "مجموعتي الوحيد للضغط هي انتم". وتابع ترامب "حان الوقت لرفض وسائل الاعلام والنخب السياسية التي استنزفت بلدنا (...) سنوات الخيانة ستنتهي"، متوقعا "يوما تاريخيا" سيكون "اقوى من بريكسيت بثلاث مرات"، في اشارة الى القرار البريطاني بالخروج من الاتحاد الاوروبي الذي شكل هزة كبيرة. وفي التجمع في نيوهامشير، احاط به ابناؤه الاربعة البالغون وزوجاتهم والمرشح لمنصب نائب الرئيس مايك بنس. بعد اسابيع من الهجمات الشرسة من الجانبين، ضاعف المرشحان الدعوات الى التوجه الى مراكز الاقتراع على أمل كسب اي صوت يمكن ان يرجح كفة الولايات الأساسية لمصلحته في انتخابات الثلاثاء. وهما متعادلان في عدد كبير من هذه الولايات بما فيها نيوهامشير وكارولاينا الشمالية وفلوريدا، مما ينذر بليلة انتخابية طويلة. وفلوريدا وحدهما يمكن ان تحسم نتيجة الاقتراع اذا هزم فيها ترامب. تقدم كلينتون على المستوى الوطني، تتقدم كلينتون بفارق 3,2 بالمئة على ترامب حسب معدل استطلاعات الرأي الاخيرة التي اجراها موقع "ريل كلير بوليتيكس" وتشير الى حصولها على 45,4 بالمئة مقابل 42,2 بالمئة لخصمها الجمهوري. وتملك السيدة الأولى السابقة كلينتون التي شغلت في الماضي منصب وزير الخارجية ومقعدا في مجلس الشيوخ ايضا، خبرة طويلة وعلاقات متينة واموال ودعم حزبها. لكن كثيرين من الاميركيين لا يحبونها ويشككون في نزاهتها. وكانت المعركة اصعب مما كان متوقعا في مواجهة قطب العقارات الشعبوي الذي لا يملك اي خبرة سياسية ويعارض الطبقة السياسية ونظاما يصفه بـ"المزور". وقد نجح في الاستفادة من الاستياء الذي يشعر به جزء من الناخبين الذين شعروا بأنه تم التخلي عنهم لفترة طويلة. وانتقل ترامب الذي يتمتع بشخصية قوية ولم يؤخذ على محمل الجد في بداية الحملة، من ازمة الى اخرى لكنه تمكن من الخروج منها. وخلال الحملة تجاوز كل الاعراف السياسية. فقد كذب وشتم النساء والمكسيكيين والسود وهاجم منافسته بلا حدود. والنبأ السار لهيلاري هو ان مشاركة المتحدرين من اميركا اللاتينية الذين لم يغفروا لترامب تصريحات عن المكسيكيين الذين وصفهم باللصوص تشهد على ما يبدو زيادة كبيرة في كارولاينا الشمالية وفلوريدا حيث يمكن للناخبين التصويت في اقتراع مبكر. ويمكن ان يعوض ذلك عن بعض التردد لدى السود الذين يبدون اقل حماسا مما كانوا عند انتخاب باراك اوباما في 2012. روحتى الآن صوت حوالي 42 مليون اميركي في الاقتراع المبكر.

مشاركة :