لم يُخفِ وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى قلقه من ظاهرة التنمر، متمنياً اختفاءها من مدارسنا. وأكد "العيسى" في هذا الصدد سعي وزراته مع الشركاء (برنامج الأمان الأسري الوطني بوزارة الحرس الوطني، واللجنة الوطنية للطفولة، ومكتب منظمة الأمم المتحدة لدول الخليج العربية "اليونيسيف") للعمل على القضاء على مشكلة التنمر في المدارس من خلال المشروع الوطني للوقاية من العنف بين الأقران. وأوضح، خلال تدشينه المشروع صباح اليوم بقاعة الملك سلمان بن عبدالعزيز للمؤتمرات بمبنى وزارة التعليم بالرياض قائلاً: ظاهرة العنف بين الأقران موجودة على مستوى العالم، لكن تتطلب الوقاية والتصدي لها بتعاون الجهات داخل المدرسة وخارجها". وأضاف: نحن إن شاء الله عازمون على متابعة هذه الظاهرة ومحاولة التقليل منها". ورغم أن الوزير "العيسى" قلل من حجم ومساحة التنمر في مدارسنا بقوله: "ليست بظاهرة واضحة للعيان"، إلا أنه استدرك قائلاً: "لكن مهما كانت نسبة حدوث ظاهرة التنمر إلا أنها مقلقة على المستوى التعليمي والتربوي، ونتمنى إن شاء الله أن تختفي هذه الظاهرة من مدارسنا". وخلال حفل التدشين قدّمت المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني الدكتورة مها بنت عبدالله المنيف نبذة عن المشروع الوطني للوقاية من العنف بين الأقران "التنمر"، مشيرة إلى أنها مشكلة عالمية ومنتشرة في جميع أنحاء العالم، ونحن لسنا استثناء. ولفتت إلى التأثير السلبي للعنف الممارس على الطفل من قبل أسرته أو الأقران على نمائه وتطوره ونفسيته. وعرفت "المنيف" التنمر بأنه "الاستخدام المتعمد للعنف من قبل شخص أو مجموعة من الأشخاص تجاه نفس الشخص بصورة متكررة ولفترة طويلة، بحيث يكون هناك فرق في القوة أو السلطة بين المتنمر والضحية، ويحدث إما في المدرسة أو الأماكن المحيطة بها، وقد يكون العنف الممارس جسدياً أو نفسياً، مباشرة أو عبر الوسائل الإلكترونية". وقد كرّم وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى المشاركين في المشروع الوطني للوقاية من العنف بين الأقران (التنمر) في مدارس التعليم العام. الجدير بالذكر أن دراسة مسحية أعدّها مركز الملك عبدالله للأبحاث أوضحت أن 47% من الأطفال و25% من المراهقين بالمملكة مرضى بـ"التنمُّر". وحذرت الدراسة من أن تعرض الطفل أو المراهق للعنف أو الابتزاز من أقرانه، يجعله عرضة للإصابة بمشكلات عاطفية وسلوكية على المدى البعيد، قد تؤدي إلى الانتحار. ويأخذ التنمر عدة أشكال؛ منها الجسدي، ويتمثل في الضرب والتسلط واستخدام القوة الجسدية، والتنمر النفسي واللفظي، ويتمثل في التهديد والتخويف والتحرش، في حين يشمل التنمر الجنسي التهديد باستخدام الصور الجنسية وإرسال رسائل تحمل محتوى جنسيّاً. أما التنمر الإلكتروني فيتمثل في إرسال تهديدات معينة واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتفعيلها في بث رسائل كره وتهديد ووعيد وسيطرة.
مشاركة :