اجتمع وفد مجلس الشورى، برئاسة عضو المجلس الدكتور خالد بن عبدالله السبتي، أمس، برئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاتحادي الألماني الدكتور نوربرت روتجن؛ وذلك في مقر البرلمان الألماني في برلين في مستهلّ زيارة رسمية إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى ألمانيا الدكتور عواد العواد وأعضاء مجلس الشورى الدكتور فالح الصغير، والدكتور فايز الشهري، والدكتورة ثريا العريض. واستعرض "السبتي"، في بداية الاجتماع، الجهودَ الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- في دعم الجهود الرامية لتعزيز الأمن والسلم الدوليين والتخفيف من حدة المعاناة التي تسببت بها الأزمات في منطقة الشرق الأوسط. وأكد أعضاء وفد مجلس الشورى، في مداخلاتهم أثناء الاجتماع، مُضِيّ المملكة الدائم في المشاركة في أي جهد دولي يسعى إلى محاربة الإرهاب والذي تُوّج بالإعلان مؤخراً عن إطلاق التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب، كما ترجمت المملكة جهودها إلى إجراءات مشددة من خلال سَن التشريعات المجرّمة للإرهاب، وبما يساعد أيضاً على تجفيف مصادره المالية، ووضع القوائم بأسماء الإرهابيين والتنظيمات الإرهابية التي تقف وراءهم. وأوضح أعضاء وفد مجلس الشورى، أن المملكة عَمِلت على إنشاء مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب (UNCTC)، ودعمته بملغ 110 مليون دولار، وعضو فاعل في مجموعة الدول ضد التنظيم الإرهابي داعش (CIG)، كما حذّرت المملكة المجتمعَ الدولي من التساهل أو التخاذل عن مسؤوليته التاريخية ضد الإرهاب؛ مؤكدة أن الإرهاب ليس له دين، أو عرق، أو طائفة. وبيّن وفد مجلس الشورى، الجهودَ الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية للتصدي للإرهاب فكرياً من خلال ما يصدر عن هيئة كبار العلماء من بيانات وإيضاحات تُبَيّن الجانب المظلم في الفكر المتطرف، كما استعرض الوفد جهود مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة وما حققه من نتائج في سبيل الحفاظ على العديد من الأفراد من الوقوع في دهاليز الإرهاب. ورحّب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني بوفد مجلس الشورى؛ مؤكداً أهمية تبادل الزيارات بين الجانبين، وأهمية العلاقات البرلمانية التي تجمع بين مجلس الشوري والبرلمان الألماني؛ حيث كان للزيارات المتبادلة خلال الفترة الماضية بين مجلس الشوري والبرلمان الألماني أثر في زيادة التعاون بينهما؛ فيما جرى -خلال الاجتماع- بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين الجانبين. ونوّه نائب رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الألماني الدكتور كارل لامرز، بإقرار المملكة العربية السعودية لرؤية 2030 وما تحمله من أهداف طموحة؛ معرباً عن شكره للجهود التي تبذلها المملكة لإرساء السلام في المنطقة؛ حيث جاء ذلك خلال اجتماع عَقَده وفد مجلس الشورى، أمس، برئاسة عضو المجلس معالي الدكتور خالد بن عبدالله السبتي مع نائب رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الألماني. ولفت "السبتي" النظر إلى أن رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني2020 اللذين تم إطلاقهما -مؤخراً- يؤكدان سعي المملكة نحو المستقبل بثقة واقتدار لإيجاد مصادر بديلة للدخل الوطني وتعزيز الفرص الاقتصادية الطموحة التي تهتم بأجيال الحاضر والمستقبل، كما تعزز من عمق المملكة العربية السعودية العربي والإسلامي. وتناول الاجتماع، الوضعَ في جمهورية اليمن الشقيقة؛ حيث بيّن وفد مجلس الشورى ما تبذله المملكة من جهود بمساندة التحالف العربي في اليمن، وحرصها على إعادة الحكومة الشرعية لليمن في إطار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، وإيجاد الحلول السلمية التي تكفل لليمنيين الأمن دون تدخلات خارجية هدفها زعزعة الاستقرار في المنطقة. وعن جهود المملكة في استضافة اللاجئين السوريين، أوضح وفد مجلس الشورى أن المملكة تستضيف ما يقارب المليونين ونصف المليون مواطن سوري، وقد حرصت على عدم التعامل معهم كلاجئين ومنحتهم الإقامة النظامية أسوة ببقية المقيمين، بكل ما يترتب عليها من حقوق في الرعاية الصحية المجانية والانخراط في سوق العمل والتعليم؛ حيث بلغ عدد الطلاب والطالبات السوريين الذين انضموا لمقاعد الدراسة في المملكة ما يقارب 150 ألف طالب وطالبة يدرسون في مختلف مراحل التعليم. كما عقد وفد مجلس الشورى، أمس، اجتماعاً مع رئيس جمعية الصداقة الألمانية العربية الدكتور أوتو فيسهوي وعدد من أعضاء الجمعية؛ وذلك في مقر الجمعية في برلين؛ حيث بيّن "السبتي" أن هذه الزيارة تأتي في سياق التواصل البرلماني الذي يحرص مجلس الشورى على تعزيزه مع مختلف المجالس البرلمانية في العالم، ومع التجمعات البرلمانية الدولية المهمة مثل البرلمان الألماني؛ مؤكداً أهمية الجمعية في تعزيز مسارات العلاقات بين ألمانيا والعالم العربي والمملكة العربية السعودية بشكل خاص.
مشاركة :