استعادة السيطرة على بعشيقة إحدى أهم الخطوات في تأمين المحيط الشرقي الكامل لمدينة الموصل، مما يمهّد الطريق في كل المحاور للجيش الاتحادي للعبور وتحرير مركز المدينة. العرب [نُشرفي2016/11/08] قوات البشمركة تقوم بنزع الألغام وتمشيط المدينة من الداخل بعشيقة (العراق) - فرضت قوات البشمركة الكردية سيطرتها الكاملة على بلدة بعشيقة شمال شرق الموصل، الثلاثاء، على وقع تقدم قوات سوريا الديمقراطية باتجاه معقل الجهاديين في مدينة الرقة السورية. وتعد استعادة السيطرة على بعشيقة إحدى أهم الخطوات في تأمين المحيط الشرقي الكامل لمدينة الموصل، بعد ثلاثة أسابيع من بدء القوات العراقية عملية عسكرية ضخمة لدخول ثاني أكبر مدن البلاد. وقال الأمين العام لوزارة البشمركة جبار ياور في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن القوات الكردية فرضت "سيطرة كاملة" على بعشيقة. وأضاف ياور ان "قواتنا تقوم بنزع الألغام وتمشيط المدينة من الداخل"، مشيرا إلى "مقتل 13 إرهابيا كانوا مختبئين داخل بعض البيوت وحاولوا الهروب عن طريق جبل بعشيقة (...) وعثر على خمسة آخرين داخل أنفاق". وأشار ياور الى استعادة كامل المناطق المحيطة بالموصل من شمال شرق المدينة وحتى جنوب شرقها، وقال إن "قوات البشمركة أكملت تحرير كل المناطق المحددة ضمن خطة تحرير الموصل، ومهدت الطريق في كل المحاور للجيش الاتحادي للعبور وتحرير مركز مدينة الموصل". وتشارك القوات الكردية في عملية استعادة مدينة الموصل في شمال العراق بإشراف القوات الحكومية، لكنها تقاتل وحدها. وتحظى العملية بدعم التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وفي هذا السياق، أكد ياور "أن مركز المدينة هو من واجبات الجيش الاتحادي والشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الارهاب، لن تدخلها لا البشمركة ولا فصائل الحشد الشعبي" التي تضم مقاتلين ومتطوعين شيعة مدعومين من إيران. قوات سوريا الديمقراطية تقدمت 14 كيلومترا جنوب شرق بلدة عين عيسى التي تبعد خمسين كيلومترا عن الرقة تقدم باتجاه الرقة في المقابل، يتواصل تقدم قوات سوريا الديمقراطية في اتجاه الرقة في شمال شرق سوريا. وكانت هذه القوات المؤلفة من تحالف فصائل عربية وكردية مدعومة من الولايات المتحدة، بدأت مساء السبت وبدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن عملية عسكرية واسعة لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من ابرز معاقله في سوريا. وقالت جيهان شيخ احمد، المتحدثة باسم حملة "غضب الفرات"، وهو اسم العملية التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية، الثلاثاء، لوكالة فرانس برس "تقدمت قواتنا 14 كيلومترا جنوب شرق بلدة عين عيسى" التي تبعد خمسين كيلومترا عن الرقة. وتبعد قوات سوريا الديموقراطية حاليا 36 كيلومترا من الجهة الشمالية للمدينة، بحسب شيخ أحمد. وبعد يومين من بدء العملية، فر نتيجة الاشتباكات "حوالى 50 مدنيا" من إحدى القرى الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية باتجاه مناطق استعادتها قوات سوريا الديمقراطية مؤخرا، بحسب ما ذكرت المتحدثة الكردية. ومنذ تشكيلها في أكتوبر 2015، نجحت قوات سوريا الديمقراطية التي تضم نحو ثلاثين ألف مقاتل، ثلثاهم من الأكراد، بدعم من التحالف الدولي، في طرد التنظيم المتطرف من مناطق عدة. وتخطط قوات سوريا الديمقراطية للتقدم باتجاه مدينة الرقة ثم عزلها وتطويقها قبل اقتحامها لإسقاطها. ويرجح محللون أن تكون معركة الرقة طويلة وصعبة مع شراسة الجهاديين في الدفاع عن معقلهم. وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر بعد ساعات من إطلاق المعركة "كما حدث في الموصل (العراق) فان القتال لن يكون سهلا، وأمامنا عمل صعب". وترجح تقديرات غربية وجود اكثر من عشرة الاف من المقاتلين الجهاديين الاجانب مع افراد عائلاتهم في مدينة الرقة التي تشتبه أجهزة الاستخبارات الغربية بأنها المكان الذي يخطط فيه التنظيم لتنفيذ هجمات خارجية. بينما تقدر أعداد الجهاديين في الموصل بما بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف. ويثير مصير المدنيين المحاصرين داخل معاقل الجهاديين قلق المنظمات الإنسانية. ويقدر عدد المدنيين المتواجدين في الموصل بأكثر من مليون شخص. أما الرقة فكانت تعد قبل بدء النزاع السوري في العام 2011 نحو 240 ألف نسمة، يضاف إليهم أكثر من 80 ألفا نزحوا اليها من أنحاء أخرى من البلاد. ومن شأن طرد تنظيم الدولة الإسلامية من الرقة والموصل ان يشكل بداية النهاية للتنظيم الذي خسر الكثير من الأراضي التي استولى عليها في صيف 2014، لا سيما منذ بدأ التحالف الدولي غاراته ضد الجهاديين في أغسطس 2014. حمام العليل وكانت القوات العراقية سجلت الاثنين انتصارا جديدا مع سيطرتها على حمام العليل، البلدة الإستراتيجية الواقعة على بعد 15 كيلومترا إلى جنوب حدود الموصل. وأعلنت الشرطة العراقية أنها عثرت على مقبرة جماعية داخل كلية الزراعة في حمام العليل، فيما أشارت قيادة العمليات المشتركة إلى أن "القوات العراقية (...) عثرت على جريمة جديدة بوجود مئة جثة مقطوعة الرأس للمواطنين". ولاحظ صحافي من فرانس برس في المكان أشلاء وعظام داخل القمامة في موقع المقبرة الجماعية المتواجدة في أرض صحراوية غرب البلدة. ولكن لم يكن ممكنا تحديد العدد الدقيق للضحايا. وأشار الصحافي إلى أن المقاتلين العراقيين سحبوا جثتين باستخدام الحبال، إحداهما مقطوعة الرأس. وسبق ان قدمت القوات العراقية تقديرات عن أعداد ضحايا في مقابر جماعية قبل أن يتم سحبها وتعدادها. ومارس التنظيم المتطرف أبشع الممارسات وأكثرها وحشية في المناطق التي سيطر عليها خلال السنتين الماضيتين، تضمنت عمليات إعدام جماعية موثقة بالصور وأشرطة الفيديو.
مشاركة :