قال الكاتب الصحفي جهاد الخازن، إن اغلب الاستطلاعات التي أجريت في الصحف الأمريكية تؤكد أن هيلاري كلينتون هي التي ستفوز بالانتخابات الرئاسة في أمريكا، ولكن الصحافة دائمًا ما تعكس أهواءها وليست الحقيقة، وبخاصة ان هناك بعض الصحف الأمريكية التي رجحت فوز دونالد ترامب. وأوضح الخازن، أن فوز كلينتون سيكون الأفضل بشكل عام، وبخاصة بعد التصريحات الجنونية للمرشح الآخر دونالد ترامب. ومع استعداد الناخبين في الولايات المتحدة الأمريكية للذهاب إلي مراكز الاقتراع اليوم الثلاثاء لاختيار الرئيس الأمريكي، لم تستطع سوى قلة شجاعة فقط التنبؤ بنتائج الانتخابات. فقد أظهرت نتائج الاستطلاع في الأسابيع الأخيرة ضيقا كبيرا في الفارق بين هيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة الأمريكية، ومنافسها المرشح الجمهوري المثير للجدل دونالد ترامب، حيث كان المرشحان يسيران كتفا بكتف تقريبا في ولايات رئيسية عدة. ولطالما أكد ترامب أنه لن يحترم نتائج الانتخابات. لكن ما الذي سيحدث إذا خلصت نتائج فرز الأصوات في صناديق الاقتراع إلى تعادل كلا المرشحين؟. وتجيب صحيفة تليجراف البريطانية على هذا السؤال بقولها إنه وللفوز بنتائج السباق الرئاسي في الولايات المتحدة، يتوجب على المرشح حصد الأصوات في 270 دائرة انتخابية بالجامعات، علما بأن ثمة 538 صوتا في المجمل- لذا ما الذي يحدث إذا تساوى كل المرشحين- كلينتون وترامب- في عدد أصوات الناخبين بواقع 269 لكل منهما؟ وتنص المادة الثانية من الدستور الأمريكي على أن مجلس النواب يختار مرشحين عبر صناديق الاقتراع. ومع ذلك، فإن مندوب من كل ولاية سيكون له صوت واحد فقط، بغض النظر عن عدد سكان الولاية. وسيصبح المرشح الذي سيفوز بأكثر من نصف الولايات الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية. وإذا ما حدث هذا بالفعل على أرض الواقع، سيحصد ترامب نتائج التصويت وذلك بفضل قدرته على حشد دعم الناخبين في عدد أكبر من الولايات ، برغم احتمالية حصوله على عدد أقل من الأصوات في مراكز الاقتراع التي يوجد مقارها بالجامعات المختلفة. على سبيل المثال، سيكون في ولاية كاليفورنيا التي تضم 35 مقر انتخابي بالجامعات وعادة ما يصوت الناخبون بها لصالح المرشح الديمقراطي، صوت واحد فقط، كما هو الحال أيضا في الولايات المتأرجحة. ماذا يحدث إذا ما استمر التعادل بين المرشحين؟ حال حدث واستمر تساوي المرشحين في عدد أصوات الناخبين، يواصل مجلس النواب التصويت ريثما يبرز المرشح الفائز. وبموجب التعديل رقم 12، فإنه إذا ما فشل مجلس النواب في اختيار رئيس للبلاد قبل الـ 20 من يناير- اليوم الذي من المقرر فيه أن يتولى فيه الرئيس الجديد مقاليد الحكم من الرئيس الحالي باراك أوباما- يقوم نائب الرئيس المنتخب بمهام الرئيس الفعلي ريثما تنتهي الأزمة الرئاسية. وأخيرا، ما الذي يحدث، في ظل ظروف استثنائية، إذا ما انتهت الانتخابات على منصب نائب الرئيس الأمريكي بالتعادل أيضا وفشل مجلس النواب في الاختيار بين المرشحين؟ في تلك الحالة، ينص قانون الخلافة الرئاسية الأمريكي على أن يتولى رئيس مجلس النواب مهام الرئيس المؤقت في حين يستمر مجلس الشيوخ في إجراء التصويت ريثما يبرز المرشح الفائز. كانت استطلاعات الرأي الأخيرة في الولايات المتحدة قد أظهرت أن الفارق بين كلينتون ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب ضاق، وخاصة في ولايات قد تكون حاسمة في تحديد الفائز في السباق الانتخابي الرئاسي،. ومؤخرا واصل دنالد ترامب ومنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون الهجمات المتبادلة، وزعم كلاهما عدم أهلية الآخر للمنصب. وركزت كلينتون، التي تشير الاستطلاعات إلى انخفاض نسبة تقدمها خلال الأيام الماضية، على طباع وموقف وسلوك منافسها تجاه النساء. وواصلت كلينتون التركيز على شخصية ترامب، قائلة مؤخرا في تجمع انتخابي في نورث كارولينا لو فاز ترامب بالانتخابات، سيكون لدينا قائد لا صلة له بالعمق، وأفكاره خطيرة بشكل لا يصدق. وفي المقابل، قال ترامب إنه في حالة فوزها بالانتخابات، فإن كلينتون ستكون رئيسة تلاحقها التحقيقات الجنائية. وتظهر بعض نتائج استطلاعات الرأي العام أن ترامب حقق تقدما على كلينتون في عدد من الولايات المتأرجحة، المعروفة بعدم ميلها إلى أي من الحزبين مثل فلوريدا ونورث كارولينا. تجدر الإشارة إلى أن انتخابات الرئاسة الأمريكية ستجري على مرحلتين: الأولى سيصوت فيها الناخبون في جميع الولايات في 8 نوفمبر الجاري، والثانية سيصوت فيها مندوبو كافة الدوائر الانتخابية (وعددهم الإجمالي 538) لاختيار الرئيس. ومن المعلوم أن المرشح الفائز في ولاية أمريكية يحصل على أصوات جميع مندوبي الدوائر الانتخابية في تلك الولاية.
مشاركة :