كونا- اكد وكيل وزارة المواصلات الكويتية المهندس حميد القطان اليوم الثلاثاء حرص دولة الكويت على تطوير وتحديث البنى التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عبر إحلال شبكات الألياف الضوئية ذات السرعات العالية محل الشبكات النحاسية القديمة. وقال القطان في كلمته خلال المؤتمر السنوي الثامن لتوصيل الألياف الضوئية إلى المنازل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي تقيمه الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات إن هذا المؤتمر يعد فرصة جيدة لتبادل المعلومات واستكشاف الفرص والتحديات المقبلة في هذا المجال. ولفت الى حرص دولة الكويت على الاستفادة من تقنية الألياف الضوئية عالية السرعة مشيرا الى بدء تنفيذ هذا المشروع الوطني الذي يضم ثلاث مراحل بالتعاون مع كبرى الشركات المتخصصة مع مراعاة استخدام احدث التقنيات العالمية. وذكر أن المشروع نفذ بسعة (جي.بي.او.إن 5ر2) مع استيعاب التطور المستقبلي ل(جي.بي.او.إن 10) خلال السنوات المقبلة لضمان الحفاظ على جودة الخدمة وتوفير نقاوة عالية بالصوت وسرعات عالية بالمعلومات تصل الى 50 ميغا بايت. وأوضح أن تقنيات الألياف الضوئية تقوم بدور اساسي في تطوير المحتوى على شبكة الإنترنت في ضوء النمو الهائل لهذه الخدمات وتطلع المستهلكين إلى طرق جديدة للتعاملات الاقتصادية والإعلامية والاجتماعية والترفيهية. وأضاف ان هذه التقنيات ستمكن مطوري البرمجيات في القطاعين الخاص والعام من الاستفادة من البيانات غير المحدودة التي ستتاح عبر البنى الأساسية والكم الهائل من البيانات اللحظية التي ستتوافر من خلال تنفيذ المبادرات المختلفة في البنى الأساسية للمدن الذكية. وافاد بان قطاع الاتصالات يعد اساس الاقتصادات الحديثة واهم ركائزها كونه من العوامل الأساسية لتقدم الدول ونموها ودفع عجلة أنشطتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. من جهته قال رئيس مجلس الادارة المدير التنفيذي للهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات المهندس سالم الاذينة في كلمة مماثلة ان المؤتمر يناقش آخر المستجدات في مجال توصيل الالياف الضوئية للمنازل واستكشاف الفرص الجديدة المتاحة لنشر هذه الألياف في منطقة الشرق الوسط وشمال أفريقيا. ودعا الاذينة الى الاستفادة من الابتكارات والحلول التي يقدمها المشغلوين والمتخصصون في هذا المجال مؤكدا اهمية ترؤس دولة الكويت لهذا المؤتمر الحيوي الذي يشكل فرصة نادرة لكل المهتمين بتفاصيل توصيل كوابل الألياف الضوئية الى المنازل. وبين ان مشروع الالياف الضوئية يأتي ضمن خطة الهيئة الرامية الى تحسين الخدمات الهاتفية المتنوعة في جميع مناطق الكويت وتطوير شبكة الانترنت وفقا للمواصفات العالمية. واضاف "اننا نخطط حاليا لإنشاء شركة البنى التحتية لتطوير وتحسين الخدمات المستخدمة للنطاق العريض في دولة الكويت بغية الارتقاء بقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات ما ينعكس ايجابا على الخدمات المقدمة للجمهور. وأشار إلى اجراء تجربة ناجحة لتكنولوجيا (بي.او.إن -اكس.جي.اس) التي تعتبر جيلا جديدا من الشبكة الضوئية موضحا أنها تعد التجربة الاولى من نوعها في منطقة الخليج العربي ما يعزز مكانة دولة الكويت في مجال استخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات المتطورة. واوضح الاذينة ان مشروع الالياف الضوئية يستهدف تغطية جميع مناطق الكويت بشبكات الياف ضوئية مبينا ان نحو 50 في المئة من مناطق البلاد تمت تغطيتها. ولفت إلى أن المشروع مر بمرحلتين شملت اولاهما التخطيط والتصميم والطرح عام 2005 ومن ثم تشغيل الخدمة عام 2010 لتشمل 28 منطقة بإجمالي 55 الف وحدة سكنية. وأوضح انه جار حاليا تنفيذ المرحلة الثانية التي تشمل تغطية 68 الف وحدة سكنية متوقعا الانتهاء منها مطلع العام المقبل. من جهتها أشادت رئيسة مجلس توصيل الالياف الضوئية الى المنازل في الشرق الاوسط وافريقيا الدكتورة صفاء علي الدين في كلمة مماثلة بقدرة وتطور قطاع الاتصالات الكويتي. ودعت الى الاستخدام الامثل للموارد بغية تطوير التقنيات اللازمة من خلال مجموعة من اللوائح التي تضمن التقنيات المناسبة لدولة الكويت والتي تضمن تطور المدن الذكية وتجعلها آمنة وتقدم منافعها المحتملة. من جانبه قال المدير الاقليمي للمكتب الاقليمي العربي للاتحاد الدولي للاتصالات المهندس ابراهيم الحداد في كلمة مماثلة إن البنى التحتية وحدها ليست كافية لتحقيق التنمية المستدامة. وأكد ضرورة ايجاد السياسات الصحيحة واللوائح والأطر القانونية التي ستفتح الأبواب لتطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات الجديدة مثل التجارة الإلكترونية والخدمات المصرفية والصحة الإلكترونية والتعليم الإلكتروني وغيرها. وبين ان الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص توفر البنى المناسبة لتحقيق المطلوب وتلبية الاحتياجات المجتمعية لنطاق عريض من الجمهور هي بمثابة ثورة في طريقة توفير وتقديم السلع والخدمات في الاقتصاد الرقمي. ويواصل المؤتمر السنوي الثامن لمجلس توصيل الالياف الضوئية الى المنازل في الشرق الاوسط وشمال افريقيا اعماله حتى يوم غد ويشتمل على عدد من الجلسات النقاشية التي تستضيف نخبة من المتخصصين في هذا المجال من مختلف دول العالم.