بروكسل (أ ف ب) - شكك رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر الثلاثاء في رغبة تركيا في الانضمام الى الاتحاد الاوروبي مبديا اسفه لكون هذا البلد "يبتعد كل يوم عن الاتحاد الاوروبي" في اشارة الى عمليات التسريح الواسعة للموظفين منذ محاولة الانقلاب. وكان الاتحاد الاوروبي دعا في وقت سابق الثلاثاء تركيا الى حماية الديموقراطية في رد على انقرة التي رفضت الاثنين امام سفراء دول الاتحاد الاوروبي الانتقادات المتزايدة لحملة التطهير الواسعة التي تشنها منذ المحاولة الانقلابية. وجاء تصريح يونكر بعد نداء وجهته الثلاثاء الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي حضت فيه تركيا على "الحفاظ على الديموقراطية البرلمانية" غداة احتجاج رسمي من انقرة على انتقادات اوروبية. وقال يونكر "استنتج بمرارة انا صديق تركيا، ان تركيا تبتعد كل يوم عن اوروبا". واضاف "على تركيا ان تقول لنا اذا كانت ترغب او لا ترغب حقا في ان تصبح عضوا في الاتحاد الاوروبي" لان "ما تفعله السلطات التركية اليوم يجعلني اعتقد ان تركيا لا ترغب" في احترام الشروط المطلوبة للعضوية. وتابع "اذا رفضنا غدا تحرير التاشيرة مع الاتراك، فان الخطأ لن يكون خطأ اوروبا بل السلطات التركية"، مذكرا بان انقرة لا تحترم حتى الان الشروط المطلوبة من الاتحاد الاوروبي لاعفاء مواطنيها من التاشيرة السياحية. - انقاذ الديموقراطية البرلمانية- وجاء في بيان للاتحاد نشرته وزيرة خارجيته فيديريكا موغوريني ان "الاتحاد الاوروبي والدول الاعضاء فيه يتابعون التطورات الاخيرة في تركيا بقلق بالغ". واشار اعضاء الاتحاد في البيان الى اعتزام انقرة اعادة العمل بعقوبة الاعدام و"استمرار التضييق على حرية التعبير" و"غلق مؤسسات الاعلام ومذكرات توقيف الصحافيين" وتوقيف نواب مناصرين للقضية الكردية. ودان الاتحاد الاوروبي المحاولة الانقلابية في 15 تموز/يوليو واعترف بحق تركيا في "اتخاذ التحركات المناسبة". ولكن في الوقت نفسه دعا الاتحاد تركيا الى "حماية ديموقراطيتها البرلمانية بما في ذلك احترام حقوق الانسان وحكم القانون والحريات الاساسية وحق الجميع في محاكمة عادلة وتطبيق التزاماتها كدولة مرشحة" للانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وقال البيان ان لتركيا الحق في الدفاع عن نفسها في مواجهة حزب العمال الكردستاني الذي يصنفه الاتحاد الاوروبي منظمة ارهابية، ولكن يجب ان تحترم اجراءاتها بشكل كامل "المبادئ الاساسية للديموقراطية .. واحترام حقوق الانسان". وجاء التحذير الاوروبي الجديد غداة احتجاج الحكومة التركية على الانتقادات الاوروبية المتكررة والذي نقل الاثنين الى سفراء الدول ال 28 في انقرة. وحذر وزير الشؤون الاوروبية التركي عمر تشيليك سفراء دول الاتحاد الاوروبي خلال اجتماع معهم في انقرة من ان العلاقات مع الاتحاد "في مرحلة هشة للغاية" فيما تستعد بروكسل لاصدار تقرير حول مساعي انقرة المتعثرة للانضمام الى التكتل الاوروبي يتوقع ان يكون سلبيا للغاية. في المقابل عبر بيان الاتحاد الاوروبي الذي اتى عقب تحذيرات مماثلة صدرت باسم موغيريني الجمعة، عن سلسلة مخاوف تبدأ بالقلق من احتمال اعادة تركيا العمل بعقوبة الاعدام، وهو ما حذر الاتحاد الاوروبي من انه سيؤدي الى وقف محادثات انضمام تركيا فورا. واشار ايضا الى حملة القمع الواسعة التي يشنها الرئيس رجب طيب اردوغان على الاعلام واعتقال قادة حزب الشعوب الديموقراطي الموالي للاكراد والعديد من نواب الحزب الاسبوع الماضي. وجاء في البيان ان "هذه التطورات المقلقة للغاية ستضعف حكم القانون واحترام حقوق الانسان والحريات الاساسية وستعرض الديموقراطية البرلمانية في تركيا للخطر وتفاقم التوترات في جنوب شرق البلاد وتزيد من استقطاب المجتمع التركي بشكل عام". ويتوقع ان يتم نشر احدث مراجعة سنوية لمحادثات عضوية تركيا في الاتحاد الاوروبي الاربعاء وسط معلومات انها ستتحدث عن "تراجع جسيم" في حرية التعبير. وكانت السلطات التركية نفذت بعد محاولة الانقلاب منتصف تموز/يوليو 2016 حملة تسريح وطرد واسعة شملت آلاف الموظفين والقضاة والعسكريين والصحافيين والمدرسين. وعلى اي دولة مرشحة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي تطبيق عدد من المعايير الديموقراطية والحقوقية. وتعثرت المحادثات مع تركيا التي بدأت رسميا في 2005 بسبب الانتقادات المتكررة لسجل انقرة في مجال الديموقراطية وحقوق الانسان.
مشاركة :