في معرض الشارقة للكتاب: أدباء ومثقفون عرب يعلقون على الانتخابات الرئاسية الأمريكية

  • 11/9/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

في معرض الشارقة الدولي للكتاب، حديث عن آخر الإصدارات العربية والدولية الحاضرة في الدورة 35، وعن الأوضاع السياسية المزرية التي تعرفها الساحة العربية، والحروب التي تهتك بمنطقة الشرق الأوسط.... وحديث كذلك عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية. يتحدث بعض المثقفين والأدباء العرب الحاضرين في معرض الشارقة الدولي للكتاب عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية وعلاقتها المباشرة بقضايا العرب. عبد الرزاق بوكبة، روائي جزائري الانتخابات الأمريكية تهمنا نحن العرب والشرق أوسطيين على أكثر من صعيد، لأن هنالك ارتباط مباشر بين الإدارة الأمريكية وقضايا الشرق الأوسط والمغرب العربي وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. ولو أن الإدارات الأمريكية أثبتت على مدار العقود الماضية أنها متشابهة فيما يخص فلسطين لكن أن يتولى هذا أحسن من أن يتولى ذاك في بعض النواحي. كما أن رهان محاربة الإرهاب في السنوات المقبلة يتطلب منا أن نهتم بمن سيتولى الإدارة الأمريكية، فنحن الآن بحاجة ماسة بأن يذهب تنظيم الدولة الإسلامية إلى الجحيم. ومن باب المقارنة بين ما يحدث في الانتخابات الأمريكية وما يحدث في البلاد العربية، هناك درس في الديمقراطية. ففي الجزائر مثلا، الانتخابات لا تهم إلا شريحة صغيرة من الشعب، تلك المسيسة المتحزبة. بالمقابل لدى الشعب الأمريكي ثقافة انتخابية عامة، وتهم الجميع لأنها انتخابات ديمقراطية فعلا. فالناخب الأمريكي يعلم بأن صوته في الصندوق لن يذهب إلى غيره. بالإضافة إلى هذا عندهم ثقافة سبر الآراء، فالمرشح الجمهوري أو الديمقراطي مرة يرتفع رصيده، ومرة ينخفض فقط لأن هنالك فضيحة ما ظهرت حوله، فترامب مثلا عندما ظهر الفيديو الذي يقول فيه بأنه يحب أن يأكل النساء، تراجع حضوره الانتخابي. نفس الشيء بالنسبة لكلينتون التي تأثر حضورها كذلك بعد تسريبات الرسائل وبدا بأنها امرأة لا تهتم بالأمن القومي الأمريكي. بالعكس في الفضاء الجزائري المترشح لا يتأثر حتى ولو اعتبر قاتلا، هذا يعطينا لمحة عن نظرتهم ونظرتنا للانتخاب كفعل حضاري مؤسساتي. شكيب خليل في الجزائر زادت شعبيته وأعد له البساط الأحمر خلال عودته للجزائر بعدما انكشف بأنه سرق أموال الشعب. شخصيا أميل إلى فوز كلينتون بالنظر إلى طبيعة ترامب، فهو شخص متصلب وأهوج، من شأنه أن يعمق الهوة الموجودة بين العرب وأمريكا، ومن شأن صعوده أن يؤجج الصراعات في الشرق الأوسط والبلاد العربية. عبد الإله عبد القادر، كاتب وقاص ومسرحي والمدير التنفيذي لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في الإمارات السياسة الأمريكية لن تتغير بتغير الرئيس، فالسياسة الخارجية لن يرسمها أي رئيس أمريكي سابق ولا لاحق ولكن ترسمها المصلحة العامة وبدرجة أقل العربية منها. وما الرئيس الأمريكي إلا جهة تنفيذية لهذه السياسة الداخلية التي تعمل لتجسيد المصلحة الأمريكية العليا في أي مكان في العالم ولو كانت في ثقب صغير، سيتخذ هذا الرئيس قرارا لصالح أمريكا. والأمثلة على ذلك كثيرة، فأنا رجل مخضرم، وعايشت رؤساء أمريكان متعددين طوال هذه السنوات، لم ألمح تغيرا في السياسة الخارجية. ربما في التكتيك، ولكن في الاستراتيجية فهي دوما ثابتة. الصراع الموجود حاليا عندهم، هو صراع من أجل المصلحة الداخلية والمواطن كيف سيخدمونه، في المرحلة المقبلة، وماذا سيحصل له. أما مصلحة الفرد العربي، بما في ذلك القضية الفلسطينية، فمن الـ 48 لغاية الآن الرؤساء الأمريكيون تغيروا كثيرا، وكل واحد يأتي بمواعيد، ولكن القضية الفلسطينية مثلا تزداد تقهقرا وتأزما. نفس الشيء بالنسبة للموقف من إيران، ومواقف أخرى كثيرة تهم العرب الذين هم في معمعة من الحروب والمعارك، العراق سوريا اليمن... وكأنها الحرب العالمية الثالثة ولكن أمريكا لم تفعل شيئا وربما العكس تعمل على زيادة لهيب هنا وآخر هناك. ومواقف أوباما كذلك، الجميع كان ينتظر منه الخير، ولكن أفاد المواطن الأمريكي ولم يفد أي قضية من القضايا العربية، بل تراجع في مواقفه كثيرا. محمد الحمامصي، أديب وقاص مصري الميزة الأساسية التي ينبغي أن نلتفت إليها هنا في الشرق الأوسط أو في المنطقة العربية هي أن الرئيس الأمريكي القادم سواء كانت كلينتون أو ترامب فهو قادم من شعبية مهزوزة، التلاسنات التي وقعت بينهما هزت كليهما، وأحدثت ـ هذه الترهلات ـ شكوكا قوية في شرعيتهما الشعبية داخليا وعلى مستوى الخارج أيضا. السياسة الخارجية الأمريكية سواء في عهدة كلينتون أو ترامب ستشهد مرحلة سلبية جدا، نتيجة التردي الذي وصل إليه كلا المرشحين أثناء الحملة الانتخابية. الأجندة الأمريكية في الشرق الأوسط لن تتغير سواء جاء ترامب أو هيلاري، فهناك أجندة تقضي بانسحاب أمريكا من المنطقة، لم تعد هناك حاجة للبترول وانتهى التهديد الإيراني لإسرائيل عقب الاتفاق النووي، وسوريا والعراق ومصر دول منهارة وفاشلة ولا طائل من وراء التورط فيها لأي أهداف كانت. قد يرى البعض أن روسيا ستحل محل أمريكا ومن ثم لابد لأمريكا أن تظل في المنطقة حرصا على نفوذها، لكن الدب الروسي دب مريض ولا يحتمل القيام بأكثر مما يعطي الآن، وقد تكون الخطة الأمريكية توريطه واستنزافه. وأظن بأن ترامب لن يتمكن من تنفيذ تهديداته التي أطلقها ضد العرب، فهو رجل رأسمالي يدرك جيدا كم سيخسر الأمريكان وأعماله هو شخصيا في حال اتخذ هذا الإجراء ضد العرب والمسلمين الذين يتجاوز عددهم المليار، هو رجل طائش لا يتمتع بأي خبرة أو حنكة إنسانية أو سياسية، وعلاوة على ذلك فإني أراه مضطربا عاطفيا وذهنيا. هيلاري كلينتون تملك الخبرة والحنكة السياسية، وقضت ربما أكثر من نصف عمرها في المطبخ السياسي وتحفظ خارطة الشرق الأوسط جيدا، وربما إن أتت رئيسة تتغير الكثير من الأمور في عدد من الملفات الشائكة والنزاعات والحروب في المنطقة، لكنها ستستكمل خطوات الرئيس أوباما في الخروج من الشرق الأوسط أو على الأقل لن تلقي بالثقل الأمريكي في الشرق الأوسط، لقد انتهت المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط وهناك ما هو أهم الصين وروسيا حيث ملفات تهدد مصالحها المستقبلية. رسول محمد رسول، كاتب وأستاذ جامعي عراقي أتابع منذ فترة الانتخابات الأمريكية لأنها ذات أهمية كبرى في المرحلة المقبلة، فصحيح أنا إنسان عربي، ومثقف ولكن يهمني ما يجرى ليس لأنها أمريكا ولكن الانتخابات الأمريكية لها تأثير قوي دائما على عالمنا العربي خصوصا. فصحيح خلال فترة حكم الرئيس جورج بوش سقطت أول عاصمة عربية وهي بغداد، ولكن في زمن أوباما توالت صور سقوط الأنظمة العربية والديكتاتورية ففي ظل حكومة أوباما، ظهر تنظيم الدولة الإسلامية وما أشبهه من منظمات إرهابية أخرى. وبغض النظر عن اسم الرئيس الأمريكي القادم، فتبقى السياسة الأمريكية واحدة إزاء العرب، لم يأت أي رئيس أمريكي يقدم حلا للأزمة الفلسطينية التي تعتبر القضية الرئيسية بالنسبة للعرب. أي رئيس أمريكي يأتي إلا ويشعل حروبا جديدة، ويشهد ضياع جزء جديد من البلاد العربية، لم نتوقع خيرا من مجيء أوباما، ولن نتوقع خيرا عند مجيء كلينتون أو ترامب. والمعطيات الدولية الجديدة تقلل من صورة الرئيس الأمريكي البطل الذي يمكنه إنقاذ العالم، فالتحالف الروسي الإيراني يبدد الآمال بأن يكون رئيسا أمريكيا جديدا بإمكانه مثلا حل أزمة سوريا والعراق وحتى اليمن. فالوجود الروسي والإيراني في منطقة الشرق الأوسط يغير الكثير من الأمور. مليكة كركود نشرت في : 08/11/2016

مشاركة :