حوار: مجدي زهر الدين أكد رامي قاسم، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك للنفط والغاز في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا، أن التحول الصناعي الرقمي لقطاع النفط والغاز سيحسن من نسب توظيف رأس المال في أنشطة التنقيب والاستخراج ضمن هذا القطاع، مشيراً إلى أن نسبة تحسين لا تتعدى 1% في هذا الأمر ستساعد على تلافي أو تجنب نفقات رأسمالية بقيمة إجمالية تصل إلى 90 مليار دولار. قال رامي قاسم في حوار مع الخليج، إن تحسين الكفاءة التشغيلية للأصول وتعزيز مستويات الإنتاجية يعتبران من أبرز التحديات التي تواجه المنطقة في ضوء تراجع أسعار النفط، موضحاً أهمية حفز ثقافة الابتكار المحلي انطلاقاً من أن كل منطقة أو بلد سيكون أمامها مجموعة خاصة من التحديات الميدانية التي يتعيّن تخطيها. منصة استراتيجية عالمية وأوضح أن لدى جنرال إلكتريك ارتباطاً طويل الأمد مع معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول أديبك، باعتباره إحدى المنصات الاستراتيجية العالمية التي تتيح للشركة تزويد أصحاب المصلحة بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في قطاع النفط والغاز، لافتاً إلى مشاركات الشركة الفاعلة في المعرض على مدى سنوات عدة استطاعوا خلالها تعزيز علاقتهم مع الشركاء، وتعريفهم بابتكاراتهم الرائدة. وقال، إن جنرال إلكتريك للنفط والغاز دأبت لأكثر من 80 عاماً على دعم قطاع النفط والغاز في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط عموماً بأحدث التقنيات التي أسهمت بإرساء أسس راسخة لقطاع الطاقة، ونعمل الآن على الارتقاء بإمكانات هذا القطاع بالاستفادة من قوة الإنترنت الصناعي - دمج البيانات الضخمة والتحليلات المتطورة مع الآلات الثقيلة - لمساعدة شركائنا على تحسين مستويات إنتاجيتهم وكفاءاتهم التشغيلية. وتغطي عمليات جنرال إلكتريك جميع حلقات سلسلة القيمة، بدءاً من التنقيب والإنتاج، ومروراً بالنقل والتخزين والتوزيع وانتهاءً بالتكرير، مما يجعلنا شريكاً مفضلاً لقطاع النفط والغاز في دولة الإمارات. تطوير منشآت وأضاف: تأكيداً لالتزامنا بتلبية احتياجات عملائنا وتوفير التكنولوجيا وخدمات الدعم الفورية، قمنا بتطوير عدة منشآت في المنطقة، بالإضافة إلى توفير حلول تكنولوجية متقدمة لشركائنا، وعلى سبيل المثال، يحتضن مركز جنرال إلكتريك للصناعة وتكنولوجيا الطاقة متعدد الوسائط، والواقع في المنطقة الحرة لجبل علي (جافزا)، عدداً من الشركات التي تعمل تحت سقف واحد. وأوضح أن هذا المركز يشكل ترجمةً لرؤية طويلة الأمد، ومحطة مهمة في مسيرة أعمال جنرال إلكتريك للنفط والغاز في الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا عموماً، كما يؤكد للعملاء وأصحاب المصلحة مدى جدية التزاماتنا بمواكبة الاحتياجات المحلية من خلال الاستثمار الطويل الأمد بالرغم من التحديات الراهنة في السوق. ولفت إلى أن المركز يمتد على مساحة 20 ألف متر مربع، ويضم 4 ورش عمل ومكاتب جديدة، ومركزاً لحلول التكنولوجيا يوفر للعملاء مساحة للابتكار والتعاون، ومركزاً للمراقبة والتشخيص، بالإضافة إلى مركز لتجارب العملاء قائم على منصة Predix التي تستخدم البيانات الضخمة لتحسين الكفاءات التشغيلية وخفض تكاليف المعدات المركبة. تحول صناعي وقال، إن الفرصة الكبيرة اليوم تكمن في التحول الصناعي الرقمي لقطاع النفط والغاز، إذ تتيح حقول النفط الرقمية مستويات أفضل من حيث إدارة الأصول وتعزيز الإنتاجية لجميع الآبار. وأضاف أن جنرال إلكتريك تحولت إلى شركة صناعية رقمية، ونحن نولي هذا التوجه أهمية خاصة عبر شراكاتنا في دولة الإمارات والمنطقة عموماً، ونتعاون مع شركائنا لاستكشاف آفاق جديدة ودفع عجلة التطور التكنولوجي من أجل توفير الطاقة للجميع. كما نعمل على مواجهة أخطر التحديات التي يشهدها العالم اليوم على صعيد توفير طاقة المستقبل، بدءاً من إنتاجها ونقلها، وانتهاءً بإيصالها إلى المستخدم النهائي. وذكر أن تقديرات القطاع اليوم تشير إلى أن 3- 5% فقط من معدات النفط والغاز قابلة للاتصال، ولكن المعدات المجهزة بأجهزة استشعار ستؤتي ثمارها بسرعة لعملائنا، كما توفر Predix، منظومة التشغيل للإنترنت الصناعي في الشركة، منصة لتطوير ونشر وتشغيل الحلول الصناعية الرقمية. وهي تعمل على التقاط وتحليل حجم وسرعة وتنوع بيانات الآلات الناتجة عن العالم الصناعي ضمن بيئة سحابية آمنة تعتمد على القوة الصناعية. وقال، إنه يتم توليد البيانات وتقييمها في الوقت الحقيقي من أجل تعزيز الكفاءة التشغيلية إلى أقصى الحدود، كما أن التحليلات التنبئية عبر الإنترنت الصناعي توفر لشركائنا إمكانية تحديد المشكلات قبل وقوعها، مما يثمر عن خفض فترات توقف الأصول التشغيلية عن العمل. وحول كيفية التعاطي مع ظروف انخفاض أسعار النفط.. قال: في منطقة تركز على مواصلة تحسين أصول النفط والغاز، ولا سيما في ظل الظروف الصعبة السائدة، يشكل تقديم الدعم لشركائنا ومساعدتهم على تحقيق النمو المنشود جوهر أعمالنا في جنرال إلكتريك للنفط والغاز، وهذا يعني بطبيعة الحال العمل على مقربة من عملائنا، وتعزيز أنشطة تبادل المعرفة، والترويج لثقافة المشاركة في البناء، والاستفادة من الفرص الضخمة التي تتيحها تقنيات الإنترنت الصناعي، ويرفد ذلك مسيرة جنرال إلكتريك في التحوّل إلى شركة صناعية رقمية رائدة تركز على تطوير القطاع الصناعي عبر تزويده بالآلات والحلول المرتكزة على البرمجيات والتي تمتاز بالترابط وسرعة الاستجابة والقدرة التنبئية العالية. زيادة الاستثمار في البحث أكد رامي قاسم أنه لا ينبغي للتقلبات قصيرة المدى أن تصرف النظر عن التركيز الأساسي المتمثل في زيادة الاستثمار في أنشطة البحث والتطوير والتكنولوجيا، ومواصلة الابتكار الذي يمثل مفتاح الحفاظ على قطاع أعمالنا، وتتمحور استراتيجيتنا اليوم حول الاستفادة من عروضنا وخبراتنا الرقمية لمساعدة العملاء على تعزيز مستويات الكفاءة والإنتاجية (عند الحاجة) من خلال البيانات والتحليلات والبرمجيات، ونعتقد بأن تقنياتنا الصناعية الرقمية التي كنّا السباقين في ابتكارها واعتمادها ستمكّن شركاءنا من تحقيق مستويات غير مسبوقة من الإنتاجية والكفاءة والموثوقية. وقال، إن من أبرز التحديات التي تواجه المنطقة في ضوء تراجع أسعار النفط هو تحسين الكفاءة التشغيلية للأصول وتعزيز مستويات الإنتاجية، ومن الضروري حفز ثقافة الابتكار المحلي انطلاقاً من أن كل منطقة أو بلد سيكون أمامها مجموعة خاصة من التحديات الميدانية التي يتعيّن تخطيها، علاوة على ذلك، تنطوي رعاية الجيل المقبل من المهنيين الموهوبين على أهمية بالغة بالنسبة للقطاع. نقل المعرفة إلى الإمارات قال رامي قاسم، إن نقل المعرفة وتنمية المواهب يشكلان أولويةً استراتيجية بالنسبة لنا، وهذا يسري أيضاً على عملياتنا في دولة الإمارات، وفي هذا السياق، أطلقنا برنامج جامعة جنرال إلكتريك للنفط والغاز عالمياً في عام 2005 بهدف توفير دورات تدريبية متوافقة مع المتطلبات المحلية في مجالات القيادة، والعمليات المالية، ومعدات النفط والغاز، والطاقة، والعمليات. وقد أتمت مجموعة شركات أدنوك العديد من هذه الدورات، وتتيح دوراتنا للمشاركين فرصة تعلم المزيد حول استراتيجية شركات النفط والغاز، وصقل مهاراتهم المهنية في مجال القيادة وبناء فرق العمل، علاوةً على ذلك، نتعاون في دولة الإمارات مع جامعة ومركز أبحاث المعهد البترولي بهدف توفير العديد من البرامج التدريبية المتخصصة، وفرص التدريب الصيفية، والوسائل التعليمية.