4 سيناريوهات تنتظر الأسواق الأمريكية في مرحلة ما بعد الانتخابات

  • 11/9/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أيا كان الفائز في انتخابات الرئاسة الأمريكية، سواء وصلت هيلاري كلينتون إلى البيت الأبيض، أو فاز دونالد ترامب بمنصب الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة، فإن الأسواق الدولية ستتفاعل اليوم مع الحدث بصورة سريعة وقوية وغير مألوفة مقارنة بالانتخابات السابقة. ويتوقع أغلب الخبراء الاقتصاديين، أن تصاب الأسواق الدولية بهزة قوية وأكثر حدة، إذا ما فاز دونالد ترامب بمنصب الرئاسة، لكن الأصوات التي اتفقت على ذلك، اختلفت فيما بينها بشأن المدى الزمني لتلك الهزة، وتداعياتها على الاقتصاد العالمي الذي يعاني أوضاعا غير مستقرة، كما رجحوا أن يهبط الدولار نحو 3 في المائة على الأقل إذا ما نجح ترامب. ويؤكد البروفسير بيتر داني الرئيس السابق لقسم الاقتصاد في جامعة ليدز أن مستقبل الأسواق الأمريكية أمام 4 سيناريوهات في مرحلة ما بعد إعلان نتائج الانتخابات، مشيرا إلى أنه منذ عام 2004 طور الاقتصاديون في الولايات المتحدة نظرية تعرف باسم "نظرية دائرة الانتخابات الرئاسية"، وهي تقسم أداء سوق الأسهم خلال السنوات الأربعة للرئيس الأمريكي، فغالبا تشهد السنة الأولى سواء كان الرئيس ديمقراطيا أو جمهوريا أداء ضعيفا للبورصات. ولفت إلى أن ملامح السياسة الاقتصادية لا تكون واضحة، ويشهد العام الثاني زيادة تدريجية في أسعار الأسهم، بينما يتحسن الأداء بصورة ملحوظة في العامين الثالث والرابع، وذلك نتيجة تراجع حالة عدم اليقين، مضيفا أنه بالطبع كان هناك دائما استثناء، ففي العام الأخير من ولاية الرئيس بوش الابن انخفضت البورصة الأمريكية بنحو 33.84 في المائة. واعتقد داني، على عكس أغلب التوقعات بأن وصول ترامب إلى السلطة سيحدث هزة سلبية في أسواق الأسهم، أن سوق الأسهم سيتراجع لأسابيع محدودة، لكنه سيرتفع بقوة بعد ذلك لأن ترامب تعهد بإحداث تغيرات جذرية في السياسية النقدية المتبعة حاليا، مؤكدا أن تلك السياسة وصلت إلى حدها الأقصى، وأحدث تغييرا اقتصاديا من خلال التحول من الاعتماد على السياسات المالية إلى السياسات الضريبية وخفض الضرائب على الأغنياء. وأفاد بأن ترامب تعهد بإنعاش سوق الأسهم، بخلاف خفض الدين العام كجزء أساسي من الفكر الاقتصادي للحزب الجمهوري، وهو ما سيؤدي إلى انتعاش سوق الأسهم أيضا إذا نجح دونالد ترامب في تحقيق ذلك. ولكن ما الذي يمكن أن يحدث في سوق العملات، وتحديدا سعر صرف الدولار في مواجهة العملات الدولية الكبرى، إذا ما وصل ترامب أو هيلاري كلينتون إلى البيت الأبيض؟ وحول التغيرات المتوقعة في سوق العملات، وتحديدا الدولار في مواجهة العملات الدولية الكبرى، قالت إمي كازين أحد الخبراء في سوق العملات في الشركة الدولية للاستثمار: "في حالة فوز هيلاري كلينتون يمكن أن ترتفع قيمة الدولار بنحو 2 في المائة، جزء من تلك الزيادة يعود إلى المضاربات المرتبطة بتوقع عدد من كبار المستثمرين في العالم بفوز مرشحة الحزب الديمقراطي، أما إذ فاز دونالد ترامب فيمكن أن يتراجع الدولار بما يتراوح بين 1 -1.4 في المائة كمتوسط في مواجهة العملات الدولية، ويمكن أن ينخفض بشدة في مواجهة الين الياباني بنحو 5 في المائة، وهذا يتفق تماما مع توجهات ترامب بالعمل على زيادة الصادرات. انخفاض الدولار في حالة فوز ترامب يبدو المتوقع أيضا من وجهة نظر الخبير المصرفي طوني سميث، ويعلق لـ"الاقتصادية" قائلا: "يمكن أن يتراجع الدولار بنحو 3 في المائة، إذا ما نجح ترامب في الحصول على الأصوات الكافية التي تؤهله لرئاسة الولايات المتحدة، الأمر الذي سينعكس إيجابا على الملاذات الآمنة الأخرى ممثلة في المعادن النفيسة وتحديدا الذهب والفضة، إذ سيرتفع الطلب عليهما، ويمكن أن يصل سعر أونصة الذهب إلى 1350 دولارا، ومن المتوقع أن ترتفع أيضا أسعار الفضة لتصل إلى 21 دولار، وهذا يعني أن العائد على الفضة سيكون نحو 12 في المائة، بينما العائد على الذهب لن يتجاوز 4.65 في المائة". ورجح ألن بارتون كبير المحللين الماليين في بورصة لندن أن ترتفع أسواق الأسهم سريعا كرد فعل أولي، إذ ما فازت هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي بالسباق الرئاسي، فإنه سيكون مؤشرا بعدم وجود تغيرات اقتصادية جذرية في مسار الاقتصاد العالمي، وسيحدث الارتفاع في الفترة الأولى من توليها المنصب، وسيتم استيعابه خلال فترة زمنية بسيطة للغاية، وستعود ميكنزمات السوق التقليدية للعمل. وأضاف: "أما في حالة فوز ترامب، فإن الهزة في أسواق الأسهم ستكون عنيفة للغاية، وستكون لفترة زمنية طويلة، وسط مخاوف من صدام بين البيت الأبيض والصين، بخلاف طبيعة السياسات التي ستسود في الفترة المقبلة، والتي ستنعكس سلبا على أسعار الأسهم، وهذا قد يقود إلى هزة اقتصادية عنيفة، ليس فقط للاقتصاد الأمريكي بل أيضا للاقتصاد العالمي". وأكدت جوليا بيدين الخبيرة المصرفية، أن وجهة نظرها لا تختلف عن تحليلات ألن بارتون، لكنها تعتقد أن فوز ترامب يمكن أن يدفع الاقتصاد الدولي إلى حالة من الكساد، إذا تبنى بالفعل برنامجه الانتخابي الذي أعلن عنه في فترة ترشحه. وأكملت: "تشير الدراسات إلى أن أسواق الأسهم تنتعش عند وصول رئيس ديمقراطي إلى السلطة، ومن ثم وصول هيلاري كلينيتون سيمثل أخبارا جيدة لكل من مؤشر داو جونز وإس آند بي 500". وحذرت بيدين في الوقت ذاته من أن سوق الأسهم الأمريكية، بلغت مستويات مرتفعة للغاية في الوقت الراهن، ومواصلة الارتفاع أكثر من ذلك ينبئ بمخاطر شديدة مستقبلا، وتلك التقديرات، لا تنفي وجود قناعات مغايرة من قبل بعض الأكاديميين البريطانيين، بشأن مستقبل سوق الأسهم الأمريكي، سواء كان الفائز المرشح الجمهوري دونالد ترامب أو مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون. وحول تأثير نجاح ترامب على عدد من عملات البلدان الناشئة وفي مقدمتها البيزو المكسيكين يقول كوبر هيلار الخبير في الاقتصادات الناشئة: "لا تعد البيزو المكسيكية عملة دولية لكنها عملة إقليمية شديدة القوة في أمريكا اللاتينية، أحد كبار الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، وفي حالة فوز ترامب، الذي هدد ببناء جدار عازل مع المكسيك تدفع المكسيك تكلفته، نتوقع أن يوجه فوزه، ضربة قوية للعملة المكسيكية. وأكد أن عددا من عملات أمريكا اللاتينية ستنخفض بنحو 25 في المائة في مواجهة الدولار، بينما سترتفع تلك العملات إذا ما فازت كلينتون بنحو 5 في المائة، وبالتالي وبعكس أغلب التوقعات، لن يسهم وصول ترامب للسلطة في إنعاش التجارة الأمريكية، بل على العكس لربما يتراجع حجم التبادل التجاري مع أمريكا اللاتينية عامة والمكسيك خاصة. وعن تأثير وصول أحد المرشحين إلى سدة الحكم على العملات العربية، يعلق خالد الحسن الخبير الاقتصادي العربي في لندن قائلا: "أغلب العملات الخليجية مرتبطة بالدولار الأمريكي، ومن ثم إذا ما ارتفعت قيمة الدولار كما تشير أغلب التوقعات، إذا ما وصلت هيلاري كلينتون للسلطة، فإن وضع بلدان الخليج الاقتصادي سيتحسن، وبالطبع العكس صحيح أيضا إذا ما انخفضت قيمة الدولار سيتراجع الوضع الاقتصادي لبلدان الخليج العربي". وأشار إلى أنه بالنسبة للتجارة البينية بين الجانبين العربي والأمريكي لن يحدث تغير قوي في حالة فوز هيلاري كلينتون، ولكن الأمر سيختلف إذا ما فاز المرشح الجمهوري، حيث ربما يعود بفائدة اقتصادية على التبادل التجاري لبلدان مجلس التعاون الخليجي مع العالم الخارجي، وليس مع الولايات المتحدة، وإن كان بصورة غير مباشرة ولا تتعلق بالتبادل التجاري بين الولايات المتحدة والبلدان الخليجية، وإنما بين البلدان الخليجية وبعض البلدان الآسيوية. وأكمل أن وصول ترامب للبيت الأبيض لا يعد خبرا سعيدا بالتأكيد لكثير من الاقتصادات الآسيوية، من وجهة نظر تجارية، إذ تعهد ترامب بفرض رسوم تقدر بـ 45 في المائة على صادرات الشركات الأمريكية التي تعمل في الصين، وهذا سيؤدي إلى إصابة عديد من القطاعات الاقتصادية في الصين بالضرر، ومن أبرزها قطاع الإلكترونيات الذي يمثل 50 في المائة من صادرات الصين للولايات المتحدة، ما يعني أن على الصين وآسيا البحث عن أسواق بديلة والاقتصادات الخليجية أحد الأسواق المرشحة لأن تكون بديلا للأسواق الأمريكية".

مشاركة :