دبي (أ ف ب) - في بضع سنين، لن يستغرق الانتقال بين دبي وابو ظبي اللتين تفصل بينهما مسافة 150 كيلومترا، اكثر من 12 دقيقة، في حال انجزت شركة "هايبرلوب وان" الاميركية خط القطار الفائق السرعة الذي تكاد سرعته تفوق سرعة الصوت. والثلاثاء، وقعت شركة "هايبرلوب وان" الاميركية مع السلطات في امارة دبي اتفاقا لاجراء دراسة تقييم لجدوى انشاء هذا القطار في الامارات. وقال بوب لويد مدير الشركة التنفيذي قبل حفل التوقيع "نحن هنا لتوقيع اتفاق تاريخي مع شركائنا في هيئة الطرق والمواصلات في دبي ..، وسنبدأ بتقييم امكانية انشاء اول نظام هايبرلوب في العالم". واوضح امام صحافيين "سنركز في البداية على الفائدة التي ستقدمها +هايبرلوب وان+ في دبي وسائر ارجاء دولة الامارات العربية المتحدة". وتقوم فكرة هذا القطار على نقل الركاب في حجرات تتحرك بسرعة فائقة في نفق مضغوط. وفي ايار/مايو الماضي، اجرت الشركة في الصحراء الاميركية اول تجربة علنية على القطار الفائق السرعة في مشروع يرمي الى نقل الركاب مسافة 600 كيلومتر في نصف ساعة، اذ ان الحجرة يمكن ان تنطلق بسرعة تصل الى 1200 كيلومتر في الساعة. وبحسب القيمين على مشروع القطارات الفائقة السرعة، يمكن نقل الركاب والبضائع بين امارتي دبي وابو ظبي بما لا يزيد عن 12 دقيقة. ويمكن بعد ذلك ان تتسع شبكة هذه القطارات، لتصل دبي بالرياض في 50 دقيقة، علما ان الرحلة بالطائرة بين المدينتين تستغرق ساعتين. واكد لويد ان شركته التي يعمل فيها الفا شخص تخوض مباحثات مع ابو ظبي ايضا لمشروع مماثل، وان لقاء مع المسؤولين فيها قد يعقد في الايام المقبلة. - في بضع سنوات - لم يحدد اي موعد لانشاء خط القطارات، لكن لويد اوضح ان الامر قابل للتنفيذ في خمس سنوات من الناحية التقنية. وقال مطر الطاير المدير العام لهيئة الطرق والمواصلات في دبي ان كلفة المشروع ستكون "عاملا مهما" في اتخاذ القرار بالمضي قدما، اضافة الى السلامة ودراسات السوق. وشدد على ان الاتفاق الموقع الثلاثاء لا ينص على البدء بالمشروع، وانما فقط على دراسة جدواه الاقتصادية، مشيرا الى ان هيئة الطرق والمواصلات تطمح الى تطوير وسائل النقل الآلية في دبي بحلول العام 2030. وتؤكد "هايبرلوب وان" ان قطاراتها الفائقة السرعة اكثر أمنا من الطائرات، واقل كلفة من القطارات السريعة، ولا تستهلك من الطاقة نسبة لعدد الركاب اكثر مما يستهلكه راكب دراجة هوائية. - خيال علمي - وتراود فكرة الحجرات التي تسافر سريعا في نفق لا تحتك بجوانبه العلماء واصحاب الخيال العلمي منذ زمن طويل، لكن الفضل في وضعها على سكة التنفيذ يعود الى الملياردير الاميركي ايلون ماسك صاحب الابتكارات الثورية، مثل السيارات الكهربائية "تيسلا"، وهو نفسه مالك شركة "سبايس اكس" الفضائية التي تتعاون معها وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) في مجال الشحن الفضائي. وتقول شركة "هايبرلوب وان" انها رصدت لمشروع القطارات الفائقة السرعة مبلغ 160 مليون دولار. والشهر الماضي، اعلنت شركة موانئ دبي العالمية استثمارها في شركة "هايبرلوب" لتنضم الى الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديد وشركة "جنرال الكتريك" الاميركية وصندوق الدولة الروسي (ار دي آي اف). وتعد دبي حاضرة ثقافية وسياحية في المنطقة تطمح الى التجديد والابتكار والاستثمار في التقنيات الحديثة، وهي جذبت في العام 2015 اكثر من 14 مليون سائح. وازاء الازدحام في حركة السير في شوارعها، اطلقت في ايلول/سبتمبر الماضي مشروع الحافلات الصغرى من دون سائق في مرحلة تجريبية. وهذه الحافلات من تصميم شركة "ايزي مايل" الفرنسية ومجموعة "اومنيكس" ومقرها في دبي، وهي تعمل بدفع محرك كهربائي على مسار محدد، في سرعة تصل الى اربعين كيلومترا في الساعة.
مشاركة :