كوالالمبور - احدث فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة الاميركية قلقا في آسيا الاربعاء بسبب التداعيات التي يمكن ان يخلفها في عدة مجالات من بينها التجارة وحقوق الانسان والتغير المناخي. وتمكن الملياردير الشعبوي من هزيمة منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون في نتيجة لم يتوقعها الكثيرون، بعد ان تجاهل ملايين الناخبين الاميركيين المخاوف بشان مزاجيته وافتقاره الى الخبرة السياسية وتصريحاته العنصرية والمتحيزة ضد النساء. وراقب العالم بقلق صعود نجم ترامب الذي خاض حملته الانتخابية على اجندة ترفض اتفاقيات التجارة وتشكك في التحالفات وتدعو الى الحد من الهجرة وتتجاهل التغير المناخي. واعرب الكثيرون من الذين تابعوا الحملة الانتخابية في آسيا عن مخاوفهم العميقة بشان تولي ترامب رئاسة اقوى دولة واقتصاد في العالم. قالت ديانيتا سوغيو (34 عاما) المحاضرة في جامعة في اندونيسيا، اكبر دولة اسلامية من حيث عدد السكان - انها تخشى من دعوات ترامب لحظر دخول المسلمين من دول لها تاريخ في الارهاب الى الولايات المتحدة. وقالت سوغيو العضو في منظمة اندونيسية اسلامية معتدلة "لقد كان دائما معاديا للمسلمين واخشى انه سيتبع سياسة متحيزة ضد المسلمين". واضافت في لقاء في السفارة الاميركية ان "الولايات المتحدة بلد متعدد الثقافات ويعيش فيه عدد كبير من المسلمين، ولذلك فالأمر مخيف جدا". وتسبب انتخاب ترامب المعارض للتجارة الحرة، في انخفاض اسواق المال في انحاء اسيا، حيث انخفض مؤشر طوكيو الرئيسي بنسبة تزيد عن خمسة بالمئة، بينما انخفضت اسعار الاسهم كذلك في الاسواق الاميركية والاوروبية عند افتتاحها. وقالت كلاريتا كارلوس استاذة العلوم السياسية في جامعة فيلادلفيا "العالم يتجه الى العولمة، واذا بنت الولايات المتحدة، التي تعتبر واحدة من اكبر اقتصادات العالم، اسوارا حولها، فان ذلك لن يكون جيدا للاقتصاد العالمي". واضافت ان الولايات المتحدة "يمكن ان تتسبب عمليا في تباطؤ الاقتصاد في جميع الدول. هو رجل اعمال، ويعلم ذلك جيدا". "خطير" على العالم وتعهد ترامب بالتخلي عن اتفاق الشراكة التجارية عبر الاطلسي الذي يضم 12 بلدا، والذي ربما يعتبر اهم ارث دبلوماسي يخلفه الرئيس باراك اوباما في المنطقة. وقال تانغ سيو مون رئيس مركز دراسات دول اسيان في معهد "اسياس-يوسف اسحق" في سنغافورة ان مثل هذه الخطوات ستضر كثيرا بالولايات المتحدة في المنطقة التي تشكل فيها الصين تحديا متزايدا على قيادة المنطقة. واضاف في تصريح لقناة "نيوزاسيا" انه "بالنسبة لنا في المنطقة نحن نطرح هذه الاسئلة هل لا تزال اميركا تؤيد التجارة الحرة فيما يتعلق باتفاق الشراكة؟ هل ستكون الولايات المتحدة قائدا عالميا؟" كما اعرب دعاة حماية البيئة عن مخاوفهم بعد ان هدد ترامب سابقا ب"الغاء" اتفاق الامم المتحدة التاريخي الذي تم التوصل اليه العام الماضي لمعالجة التغير المناخي. وتساءل يب سانو المدير التنفيذي لمنظمة "غرينبيس" في جنوب شرق آسيا "ما هو مصير التغير المناخي. من الواضح ان هذه ضربة قوية جدا لاحتمالات احرازنا تقدما، وللأمل الذي منحنا اياه اتفاق باريس". وفي فعاليات مختلفة تتعلق بالانتخابات الاميركية في المنطقة، اصيب مؤيدو الحزب الديموقراطي الاميركي بخيبة امل بعد ان اتضح فوز ترامب، فيما اعرب الجمهوريون عن سعادتهم. قال برادلي جوردون (59 عاما) المتقاعد وهو من كاليفورنيا ويعيش في بانكوك ان فوز ترامب "سيقلب العالم راسا على عقب". واضاف "هذا خطير على العالم" لا سيما في مسالة التغير المناخي قائلا "لا اصدق ان هذا يحدث الان". وقال انه يفكر في التخلي عن جنسيته الاميركية. حتى ان بعض الجمهوريين اعربوا عن مفاجأتهم بفوز ترامب. وقالت كيم كيتلر بادوك المؤيدة للجمهوريين في فعالية انتخابية في هونغ كونغ "بصراحة لم نكن نعتقد اننا سنفوز". واضافت ان مشاعر الذعر بفوز ترامب ستتلاشى عندما يتضح اي نوع من القادة سيكون". وتابعت "اعتقد انه بعد فترة انتقالية فان حالة الاضطراب ستتضاءل". الا ان اخرين اشاروا الى تصريحات ترامب التي اشاد فيها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين باعتبار انها دليل على ان اميركا قد لا تحمل شعلة حقوق الانسان بعد الان. وقال فيل روبرتسون نائب مدير منظمة "هيومن رايتس ووتش" في آسيا ان "حقيقة ان القادة السلطويين في المنطقة يجدون الامل في انتخاب دونالد ترامب رئيسا هو مؤشر واضح على ما يعتقدون ستكون عليه سياساته المقبلة حول حقوق الانسان".
مشاركة :