تراوحت ردود أفعال حكومات دول العالم من آسيا إلى أوروبا، اليوم الأربعاء، بين عدم التصديق والذهول بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في حين أشاد اليمينيون بالنتيجة واعتبروها نصرا للشعب على المؤسسة السياسية الفاشلة. ووصفت أورسولا فون دير ليين، وزيرة الدفاع الألمانية، وحليفة المستشارة أنجيلا ميركل، النتيجة بأنها «صدمة هائلة»، متسائلة عما إذا كانت هذه النتيجة تمثل نهاية عصر «السلام الأمريكي» الذي ساد العلاقات الدولية منذ الحرب العالمية الثانية. وتعهد جان مارك أيرو وزير الخارجية الفرنسية العمل مع ترامب، لكنه أشار إلى أن شخصيته «تثير تساؤلات» وأقر بأنه غير واثق كيف يمكن أن تؤثر رئاسة ترامب على التحديات السياسة الخارجية الرئيسية بدءا من التغير المناخي والاتفاق النووي بين الغرب وإيران وحتى الحرب في سوريا. وقال كارل بلدت، وزير خارجية السويد السابق على تويتر، «يبدو أن هذا العام سيكون عام كارثة مزدوجة على الغرب»، في إشارة إلى موافقة البريطانيين على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى فوز ترامب، وأضاف قائلا «اربطوا الأحزمة». في الوقت نفسه، رحب اليمينيون من أستراليا إلى فرنسا بالنتيجة واعتبروها ضربة موجعة للمؤسسة السياسية. وقال فلوريان فيليبوت، وهو مسؤول بارز في الجبهة الوطنية في فرنسا على تويتر «عالمهم يتداعى وعالمنا ينهض». في حين قال جان ماري لوبان، مؤسس حزب الجبهة الوطنية اليميني في فرنسا، ووالد مارين زعيمته الحالية، «اليوم الولايات المتحدة وغدا فرنسا». كما اعتبرت بياتريس فون ستورش، نائبة رئيسة حزب «البديل من أجل ألمانيا» المناهض للهجرة، أن «نصر دونالد ترامب هو إشارة على أن المواطنين في العالم الغربي يريدون تغييرا واضحا في السياسة». وعبر ترامب خلال حملته الانتخابية عن تقديره للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وشكك في المبادئ الأساسية لحلف شمال الأطلسي واقترح أن يتاح لشعبي اليابان وكوريا الجنوبية تطوير أسلحة نووية لتحمل عبء الدفاع عن بلديهما. كما تعهد ترامب بإلغاء اتفاقية دولية بشأن التغير المناخي أبرمتها الدول الغربية في باريس في العام الماضي والتفاوض من جديد على شروط الاتفاق النووي بين طهران والغرب. غير أن كثيرا من الحكومات الغربية تبدو غير متأكدة مما إذا كان ترامب، رجل الأعمال الذي جمع ثروة هائلة من العقارات ونجم تلفزيون الواقع السابق الذي لا يتمتع بأي خبرة حكومية، سينفذ تعهدات حملته التي قد يقلب بعضها النظام العالمي لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية رأسا على عقب. وقال نوربرت روتجن الحليف المحافظ لميركل ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني للإذاعة الألمانية «نحن ندرك الآن أننا لا نملك أدنى فكرة عما سيفعله هذا الرئيس الأمريكي إذا ما دخل صوت الغضب إلى البيت الأبيض وإذا ما بات صوت الغصب أقوى رجل في العالم». وأضاف «نحن في وضع ملتبس للغاية على صعيد الوضع الجيوسياسي». ووصف المؤرخ البارز سيمون شاما فوز ترامب وسيطرة الجمهوريين على مجلسي الشيوخ والنواب بأنه «مشهد مخيف حقا». وقال شاما لمحطة «بي.بي.سي» البريطانية «سيكون حلف شمال الأطلسي تحت ضغط التفكك. سيثير الروس المشاكل. سيخسر 20 مليون شخص تأمينهم الصحي. سيتم عكس سياسات التغير المناخي وتصفية القواعد التنظيمية للمصارف، هل تريدون أن أكمل؟». وأضاف «بالطبع إنه ليس هتلر. لكن هناك أنواع عديدة للفاشية. لم أقل إنه نازي على الرغم من أن النازيين الجدد يحتفلون».
مشاركة :